بقلم: نبيل المقدس
قرأتُ ما كتبه الأستاذ جاك عطاالله عن تكوين مايُسمي ((البيت المصرى )) ... فهي فكرة ممتازة , وأمل كل قبطي داخل وخارج مصر ...وليس لي أي تحفظات عليها ... بل علينا جميعاً تشجيع كل عمل يخدم ويعطي ثمراً لهذه القضية . وقد أعجبني من مقاله بعضا من أهداف هذا البيت أو مايسميه سيادته بالمجلس السياسي للأقباط وأكثرها إعجابي هو البند الثالث والرابع ,وأتصور أنهما من الأهداف التي نحلم بها كأقباط في مصر العزيزة :-
أولا :
التنشيط السياسي للقاعدة القبطية بمصر و ((كل قارات العالم )) ... وهنا أضع كل قارات العالم بين قوسين ... لكي أطرحه كسؤال للأخ جاك عطاالله حول أهمية أو ما هو الداعي أن نجعل هناك تنشيط سياسي مصري لكل القارات ؟؟ ألا يكفي التركيز فقط علي مصر !؟ أو هل تقصد أن يكون هناك في كل بلد في العالم مكتب سياسي قبطي لكي يرعي مصالح الأقباط في هذه البلدان ... أتصور يا عزيزي أنه ليس هناك داعي لكل قارات العالم لأنه سوف يسبب مشاكل وإصطدامات بين هذا المجلس القبطي وبين الحكومة متمركزة في وزارة الخارجية ... هذه المشاكل نحن في غني عنها ... إن لم يكن هناك فكر آخر للكاتب العزيز , لذلك فنحن نريد من سيادتكم أن توضحه لنا ... طبيعي لست أنا لوحدي سألت هذا السؤال لكنه صادر من مجموعة أحباء في مصر كنا نتناول ما كتبته . وقد اقترحوا إضافة (المصالح القبطية المسيحية) علي البند , فيصير هدف البند كالآتي :- التنشيط السياسي للقاعدة القبطية لمصر , والإهتمام بالمصالح القبطية المسيحية في كل قارات العالم ( وخصوصا البلدان الإسلامية). هذا مجرد رأي كمواطين يشاركونكم فكركم لأنه موضوع يخص الجميع.
ثانياً:
نحن كأقباط ينفصنا حنكة السياسة نتيجة لظروف القهر علي مدار ستون سنة من بداية الثورة ... وهذا ليس فقط علي الأقباط المسيحيين فقط ... بل أيضاً علي الأقباط المسلمين . لذلك أجد أن البند الرابع من أهداف هذا التجمع القبطي والذي يدعو إلي تكوين ((قوة قبطية عقلانية ناعمة تنسق فيما بينها أولاً ثم مع باقي العلمانيين المسلمين)) من أجمل التعبيرات التي أوردها الأستاذ جاك عطالله في تكوين أهداف هذا المجلس . نحن كاقباط نريد أن لا نشعر أننا أبناء ( البطة السودة ) كما يقول المثل ... نريد أن نشعر أننا واحد في الواجبات والحقوق مع باقي عناصر الدولة ... نريد أن نشعر أننا متساويون مع الآخرين في العمل والمراكز وحرية العبادة وحرية بناء دور العبادة ووجودنا في الحياة النيابية والنقابية والمجالس المحلية حتي بأقل نسبة عالمية وهي النسبة العددية للأقلية بمقارنة بعدد الأغلبية .... إلخ. ففي الحقيقة أنا أري الأستاذ جاك عطالله قد وضع كلا البندين الثالث والرابع بحرفنة وهما في الأصل يحويان جميع البنود الأخري الخاصة بالأهداف ... لكن لي تحفُظ صغير في البند الأخير وهو الذي يهدف إلي تحقيق دولة مصرية ديموقراطية علمانية مستقرة بإستخدام الوسائل الدولية ...إلأخ . أتصور أن هذا البند سوف تأخذها الحكومة علي أن هذا المجلس السياسي ما هو إلاّ حكومة في المهجر تسعي إلي تغيير الحكم ثم الإستيلاء علي الحكم ... أنا متأكد أنك لا تقصد ذلك لأنك قبطي مسيحي ونحن نساند حكومتنا ... ولا نكرهها ... بل نسعي أن تكون لدينا قوة التوجيه والتغيير لصالح عامة الشعب وللأقباط خاصة....!
أكيد هذه الفكرة ( المجلس السياسي للأقباط) سوف تعمل علي تنشيط وتسريع إسترداد حقوقنا كأقباط ... وبغض النظر علي من هم يديرونها ... فأنا أري أن نجاحهم يتوقف علي إيجابية وحماس الأقباط بمصر أولا ً ... كما يتوقف نجاح هذا المجلس علي إقتناء كل قبطي بطاقة إنتخابية ... فكيف يعمل هذا المجلس ويقوم بمجهود كبير لتصحيح أمر ما أو بمطالبة حق من حقوقنا في أرض مصر وشعبها لا يمتلك بطاقة إنتخاب ... سوف يواجه هذا المجلس الموقر بمن يقول له ... ( ياسيدي ما شأنك ... هم مرتاحون علي هذا الوضع) ... كما حدث من قبل علي لسان رئيس مجلس الشعب ... باننا قايضنا حقوقنا السياسية بالغني والعيشة الميسرة , وهذا ظلم وغير حقيقي...
إلي المجلس السياسي المقترح ... أتمني أن تسعوا أولاً في تحميس شعب الكنيسة لإقتناء البطاقة الإنتخابية , فهي السلاح أو المفتاح الذي به نستطيع تنفيذ أي إقتراح مصدره مجلسكم ... تصوروا يا أحبائي لو حدث أن قراراً صدر بحل مجلس الشعب فجأة , وهذا وارد , وإعادة الإنتخابات مرة أخري ... ماذا يكون حالنا ؟؟... ونحن بدون بطاقات إنتخابية إلاّ القليل, أو حتي بدون إستعداد نفسي , وإقتناع ذاتي بالمشاركة والتي ربما كان المقصود بهذا الحل هو ضغط من الجماعة المحظورة والتي تعرف تماماً طبيعة نفسيتنا بالنسبة للإنتخابات , بالإضافة إلي أنها تعلم تماماً عدد الذين لديهم بطاقات إنتخابية والتي أميل أن أطلق عليها بطاقة إئتمان لشعب الكنيسة .
إلي الأستاذ جاك عطاالله نحن معك في طرح هذا الفكر الجميل ... لكن يجب أن نكون جميعنا يد واحدة وليس هناك فرق بين من بالخارج ومن بالداخل ... كما أتمني أن يكون هذا المجلس السياسي القبطي ذات صفة التعاون المباشر مع الحكومة ... وأن يعملوا ايضاً بداخل مصر بالإضافة إلي خارجها , لكي لا ننتظر زيارة إحدي المسئولين إلي الخارج لكي تحددوا معه ميعاد لقاء معه لعرض مطالبنا ... أتمني دخول وخروج أعضائها مصر بحرية كاملة لمقابلة المسئولين داخل أرض الواقع ... فهذا من حقهم ومن حقنا ... نريد من هذا المجلس السياسي العمل العلني والمواجهة , وهذا هو أهم عنصر من عناصر صفات أعضائها ... نريد أن الشعب القبطي يلمسون بأيديهم مدي المجهود والعمل المضني الذي يقوم به هؤلاء الأعضاء لكي يثقوا فيهم , وهم أيضا تدب فيهم الحياة والنشاط لمساندتكم بالطرق الحُبية مع حكومتنا ... وهذا لا يتم إن لم نري حضوركم من وقت إلي آخر في بلدنا مصر.
سيدي الفاضل ... لا تتوقف عن المناداة بهذا الطرح الجميل ... ولا تبخل علينا بإمدادنا أخبارها أولا بأول ... وثق تماما طالما أن هذا العمل من قبل الرب فهو أكيد ناجح ومثمــــــــــر. أتمني أن أكون أوضحت لسيادتكم مدي أهمية إقتناء البطاقة الإنتخابية أولا لكي تستطيع أن تحقق حلم وجود هذا المجلس السياسي ويكون مثمرا ومجديا..والرب يوفقكم ...!!!!!!!!! |