CET 12:18:53 - 04/04/2012

الأقباط والإسلام السياسي

اعتبرت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية فى تقرير لها أن حازم صلاح أبوإسماعيل ينتمى إلى مدرسة إسلامية قديمة، وأن المعركة الانتخابية لرئاسة مصر تحولت كأنها صراع أو معركة بين الإسلاميين.

صورة ارشيفيةويقول كاتب التقرير، ديفيد د. كيركباتريك، إن أبوإسماعيل يرغب فى التحرك نحو الغاء معاهدة السلام مع اسرائيل، ويطرح إيران كنموذج ناجح للاستقلال عن واشنطن، كما يشعر بالقلق اختلاط الرجال والنساء فى العمل وأيضا عمل المرأة خارج المنزل، ووعد بتحقيق ازدهار غير عادى لمصر إذا أدارت ظهرها للتجارة مع الغرب.

ويضيف كيركباتريك أن أبوإسماعيل أيضا ارتقى ليصبح المرشح الأوفر حظا للنجاح فى الانتخابات الرئاسية المصرية، وساهم فى إعادة تشكيل خطوط المعركة السياسية، معتبرا أن ذلك يساعد فى تفسير لماذا أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية إشارات الموافقة بعد أن تراجع الإخوان المسلمين عن تعهدهم بعدم تقديم مرشح منهم للانتخابات الرئاسية.

ووفقا لما كتبه كيركباتريك فإن جماعة الاخوان التى تسيطر على النسبة الأكبر من مقاعد مجلس الشعب كانت قد تعهدت فى وقت سابق بألا تقدم مرشحا من الجماعة للانتخابات الرئاسية تجنبا لإثارة رد فعل عنيف من قبل المجلس العسكرى أو من الغرب. ولكن بروز حازم أبوإسماعيل يثير احتمالات بأن الفائز فى انتخابات الرئاسة قد لا يكون الأكثر علمانية أو الأكثر ديمقراطية، ولكن الأكثر تشددا فى الدين بشكل يتعارض مع براجماتية جماعة الإخوان التى تركز على العلاقات المستقرة مع أمريكا وإسرائيل واقتصادات السوق الحرة.

وتقول النيويورك تايمز إن أبوإسماعيل يشكل تهديدا آخر أكثر دهاء، حيث يتحدى وجوده اعتبار الإخوان الصوت الوحيد الممثل للإسلام السياسى فى مصر، كما يهدد أيضا بتقويض حملة الإخوان التى تسعى إلى تهدئة مخاوف الغرب من الإسلام السياسى فى المنطقة، مضيفا أن جماعة الإخوان المسلمين تقدم على مخاطرة كبيرة بتقديم مرشحهم أمام أبوإسماعيل، حيث إن انتصارهم غير مضمون على الإطلاق.

وبحسب الكاتب نفسه فإنه وفى تحول ملحوظ، صناع السياسة الأمريكية الذين كانوا يخشون من استيلاء الإخوان على السلطة فى مصر، يعتبرون الإخوان الآن حليفا لا غنى عنه فى مواجهة المتشددين فى مصر، والذى يجسد أبوإسماعيل نموذجا لهم.

ويضيف الكاتب فى تقريره أنه يوم الأحد الماضى تحدث مسئولون بوزارة الخارجية الأمريكية ــ بشرط عدم الكشف عن هويتهم ــ قائلين إنهم لم ينزعجوا بل وتفاءلوا بتراجع الإخوان عن تعهدهم بألا يسعوا لمنصب رئاسة مصر.

ومن المعروف أن مرشح جماعة الإخوان المسلمين، خيرت الشاطر ــ وهو رجل أعمال مليونير وهو الأكثر تأثيرا فى سياسات الجماعة ــ معروف جيدا للدبلوماسيين الأمريكيين وللمجلس العسكرى فى مصر، وعلى الرغم من الدخول والخروج من السجن عدة مرات، فقد كان خيرت الشاطر نقطة الاتصال الرئيسية للجماعة مع الأجهزة الأمنية للرئيس المخلوع حسنى مبارك، وهو الآن يعتبر قناة الاتصال الرئيسية للمحادثات مع المجلس العسكرى الذى تولى حكم مصر منذ الإطاحة بمبارك، بحسب النيويورك تايمز.

كما التقى السيد الشاطر تقريبا مع جميع كبار المسئولين بوزارة الخارجية الأمريكية وأعضاء الكونجرس الأمريكى الذين زاروا القاهرة. وهو على اتصال منتظم مع السفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باترسون، وكذلك المديرين التنفيذيين للعديد من الشركات الأمريكية هنا حيث أشاد المسئولون بالولايات المتحدة باعتداله فضلا عن ذكائه وفعاليته.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن الوضع الحالى للمرشحين فى مصر يزيد من فرص الإسلاميين. وإذا لم يتمكن أى مرشح من الحصول على الأغلبية فى مايو المقبل سيضطر المرشحان الحاصلان على أكبر قدر من الأصوات إلى خوض جولة الإعادة فى يونيو.

ورأت الصحيفة أن أى مرشح ذى ميول علمانية نسبيا مثل السيد عمرو موسى سيجد صعوبة فى هزيمة أى مرشح من الإسلاميين. ونقلت عن الباحث بمركز الأهرام للدرسات السياسية، ضياء رشوان قوله: «رغم تمتع السيد الشاطر بدعم سياسى هائل للجماعة إلا أن السيد أبو إسماعيل يعد شخصية أكثر جاذبية، فالإضافة إلى دعم ذوى الأفكار المحافظة له، يستفيد أبوإسماعيل من جاذبيته الشعبية للفقراء والمهمشين فى مصر على عكس رجل الأعمال الثرى والسياسى خيرت الشاطر الذى يعد جزءا من النخبة».

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع