بقلم: د. مصطفي النبراوى الثانية من 1918 إلى 1953: السادات وعودة الروح للحياة السياسية - مرحلة المنابر: الثالثة من 1978 إلى 2005: يمكن تقسيم الأحزاب المصرية من ناحية الفكر والخطاب السياسى إلى قسمين: ومع قيام ثورة يوليو اختفت الأحزاب السياسية بنوعيها بل جُرّم العمل الحزبي ثم عادت إلى الظهور في عهد الرئيس أنور السادات واستمر عدد الأحزاب السياسية في تزايد إلى أن وصل الآن إلى 24 حزبًا. لكن الملفت للإنتباه هو أن الأحزاب التي عادت أو تكونت كلها تتبع القسم الثاني، و هنا نتساءل مع الدكتور طارق حجي "لماذا عادت كلُ القوى السياسية لمسرحِ الأحداثِ في مصرَ مع السماحِ بالتعدديةِ باستثناءِ تيارٍ واحدٍ لا يوجد اليوم من يمثله إلا أفرادٌ قليلون يعملونَ ويكتبونَ ويحاضرونَ بجهودٍ فرديةٍ غيَر منظمة وسط ضجيجٍ مهولٍ تُحدِثهُ دقاتُ طبولِ التيارِ الآخر والذي لم يعط الواقعَ المِصري (باستثناءِ دقاتِ الطبولِ) غيرَ قائمةٍ طويلةٍ منَ الإخفاقِ والفشلِ؟. كذلكَ فإننا نتساءل: ما الوسيلة التي بوسعها تجميع أنصار هذا التيار في كيانٍ حيويٍ يعملُ على تفعيلِ أفكارِ "الإصلاح" و"التطوير" و"التحديث" والتعامل مع مشكلاتنا تعاملاً عقلانيًا لا يقوم على "الحماس" و"الانفعال" والمبالغة (الهستيرية) في اعتبارات الكرامة وإنما يقوم على تحقيقِ المصالِح برويةٍ و التواصلِ مع العالم واستئصالِ بذورِ "ثقافة الكلام الكبير" من عقول الكثيرينَ من أبناءِ و بناتِ هذا الوطن، وتأسيس ِ"علاقةٍ سلميةٍ" مع "مسيرةِ العلم الحديث" و"ركب التمدن المعاصر"، والتخلي عن بعض عناصر تفكير البعض منَا والمستمدة من "الإطارِ القبلي" قبل أي شيء آخر... ما الوسيلة لتجميع رواد هذا التيار في كيانٍ شرعيٍّ منظمٍ يدعو للعقلانيةِ والتوسط والتعادلية والصلح مع الذات والتاريخ والآخر واللحاقِ بركبِ الحداثةِ و العلمِ والتقدمِ؟؟؟ هذا هو السؤال الذي يبحث عن إجابةٍ مهمة وضروريةٍ و ملحةٍ ". إن الحياة السياسية في مصر الآن في أشد الحاجة إلى حزب جديد يرفع شعار " العقلانية والليبرالية والديمقراطية" الغائب للأسف الشديد سواء كان شعارًا أو تطبيقًا عن واقع الحياة الحزبية في مصر. ويبقى سؤال أوجهه إلى "طارق حجي" -أحد أهم عقول مصر في الخمسين عام الأخيرة- من غيرك أقدر على قيادة هذا التيار سواء على المستوى المحلي أو العربي؟.... هل يستجيب؟ |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت | عدد التعليقات: ٤ تعليق |