حرّكت منظمة بريطانية مدافعة عن حقوق الإنسان دعوى قضائية ضد حكومة بلادها لإجبارها على الكشف عن المعلومات التي تملكها عن رحلة جوية سرية أجرتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" على الأراضي البريطانية لنقل مشتبه "إرهابي" إلى مصر.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الثلاثاء إن منظمة "ربريف" رفعت الدعوى القضائية بالنيابة عن المعتقل السابق في غوانتانامو الذي أخلت السلطات الأمريكية سبيله العام الماضي اقبال مدني، وزعم أنه تعرض للتعذيب في مصر بعد نقله إلى هناك من قبل "سي آي إيه" عبر جزيرة دييغو غارسيا التابعة للأراضي البريطانية.
وأضافت أن "ربريف" تسعى من وراء الإجراء القانوني للحصول على معلومات من الحكومة البريطانية على علاقة بالرحلة الجوية السرية التي نقلت خلالها "سي آي إيه" إلى مصر اقبال مدني، الذي قضى ست سنوات محتجزاً في معتقل غوانتانامو الأمريكي بعد اعتقاله في العاصمة الاندونيسية جاكرتا في كانون الثاني (يناير) 2002.
وكان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند اعترف عام 2008 الماضي بأن جزيرة دييغو غارسيا استُخدمت في الرحلات السرية لنقل المشتبهين "الإرهابيين"، لكن حكومته ترفض حتى الآن الكشف عن تفاصيل هذه الرحلات.
وقال مدير منظمة "ربريف" كلايف ستافورد سميث لـ"بي بي سي"، "نحن مسؤولون عن دييغو غارسيا وما حدث فيها لأنها جزء من الأراضي البريطانية.. كما يتعيّن على الأمريكيين اعلامنا بما كانوا يفعلونه في الجزيرة لضمان عدم وقوع مثل هذه الجرائم مرة أخرى".
وأضاف سميث أن ادارة رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير "مارست لعبة النعامة وكانت تعرف ما حدث في دييغو غارسيا لكنها دفنت رأسها في التراب، كما أن مشاركتها في ارتكاب جريمة ضد شخص ورفض منحه حقوقه القانونية تمثل فضيحة مطبقة".
ونسبت "بي بي سي" إلى متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية قوله، "إن نقل المحتجزين عبر الأراضي البريطانية دون إذن منا لا يعني أن المملكة المتحدة متواطئة بالتعذيب، ونحن ندين ومن دون تحفظ استخدام التعذيب". |