بقلم: فيولا فهمي
بتعليق اللافتات وترديد الهتافات والشعارات في الميكرفونات تشتد حمية المظاهرات وتزداد الاعتصامات، وكالعادة يحاصر المعارضين بالكردونات العسكرية ويتقلوا نصيبهم الوفير من ضربات العصا الأمنية...
نعم ليس هناك جديد فهذا هو المشهد السياسي المعروف والمشهور والذي اعتاد الجميع على رؤيته.
ولكن ما هو جديد ويحمل المزيد من التجديد هي الأفكار التي استخدمها المتظاهرون مؤخرًا أثناء وقفاتهم الاحتجاجية، فلقد استخدام الصحفيين المتضريين من جريدتي المسائية والشعب "البالونات الملونة" أمام نقابة الصحفيين احتجاجًا على تدهور أوضاعهم المهنية، وسرعان ما تطورت الفكرة حيث تلقفها خبراء وزارة العدل وكتبوا على البالونات مطالبهم وأطلقوها في الهواء لتصل الى مكتب المستشار ممدوح مرعي وزير العدل في الدور الثالث عشر.
فكرة البالونات لم تكن الأولى من نوعها، فلقد اقتحمت المظاهر الرومانسية الدافئة الحقل السياسي بكل أزماته وصعوباته وقسوته وعنفوانه...
عندما اقترحت حركة "شباب 6 ابريل" على الشباب المشاركين في إضراب 6 ابريل تقديم "وردة بلدي" لجميع أفراد الأمن المركزي، وذلك لتوصيل رسالة مفادها "ليس هناك حالة عدائية تجاه قوات الأمن بل أن المواجهة مع سياسات النظام الفاسدة".
الأمر أيضًا تكرر عندما أضاء أنصار المعارض السياسي أيمن نور "الشموع" في مسيرة صامتة للاعتراض على استمرار حبسه في قضية سياسية، وكذلك استخدمها الصحفيين أمام مجلس الشورى.
الورود البلدي والشموع المشتعلة والبالونات الملونة... تلك المظاهر الدافئة كانت إذا ما اجتمعت في مكان تعلوه لافتـة "هنا مقر سفراء العشق" منهم وإليهم بدأت قصص الحب الرومانسية وحواديت العشاق التي غالبًا ما تتلون بأحاسيس ولع الفراق وحرارة الأشواق، ولكنها شهدت مؤخرًا تحولاً دراماتيكيًا وانقلابيًا لتصبح إحدى وسائل الإحتجاج السلمي والتعبير عن الغضب الفئوي الذي اجتاح مختلف الأوساط السياسية والعمالية في المجتمع.
فهل ننتظر اليوم الذي يتظاهر فيه المعارضون بترديد الأغاني بدلاً من الهتافات، وتنظيم الحفلات بدلاً من المؤتمرات للتعبير عن حالة الغضب والرفض؟!!! |