خاص الاقباط متحدون- تقرير- فيولا فهمي
"الفن ليس قابعاً فى برجه العاجى متجاهلاً هموم المواطنين ، و السينما ليست فن التسلية بعيداً عن ما يدور فى الشارع" ، ربما يؤكد تلك المقولة بعض الاعمال الفنية التى تحققت بعد العرض فى الواقع بكافة تفاصيلها ، و ما حدث خلال الايام القليلة الماضية من اعتداء المواطنين على بعض المقار الامنية فى قسمى العصافرة و 15 مايو بحلوان ، يتشابه الى حد كبير بمشهد النهاية من فيلم "هى فوضى" للمبدع العالمى يوسف شاهين ، و هو ما يبرهن على حالة التواصل بين الاعمال الفنية و مؤشرات الغضب القابعة فى نفوس البشر .
و بعيداً عن عالم السينما بخياله المطلق ، فلقد كان احتشاد بعض المواطنين لاقتحام بعض المقار الامنية و الاعتداء على بعض الضباط واقعة نادرة او قليلة الحدوث فى مصر ، و خاصة ان الصورة الشائعة عن رجال الامن يصعب معها تقبل مثل تلك الاحداث أو الحوادث .
و توضيحاً لاسباب و تداعيات تلك الوقائع اوضح محسن بهنسى ، الناشط الحقوقى بجمعية المساعدة القانونية لحقوق الانسان – المعنية بمتابعة حوادث الاعتداءات الامنية – ان العديد من منظمات المجتمع المدنى تعرب عن استيائها لوقوع مثل تلك الحوادث و النزاعات بين المواطنين و رجال الامن ،لاسيما ان دور جهاز الشرطة بموجب الدستور هو السهر على حماية المواطنين و تحقيق الامن و الاستقرار فى المجتمع ، مشيرا فى المقابل ان السياسة الامنية تجنح فى كثير من الاحيان الى استخدام العنف و القهر و هو ما يؤدى الى المساس بالحريات العامة و الحق فى الحياة .
و اكد بهنسى ان التقارير الحقوقية ترصد ارتفاع فى حوادث الاعتداءات الامنية على المواطنين خلال اعوام 2005 و حتى اواخر 2008 ، مرجعاً اسباب تغير الصورة و تبديل الادوار فى استخدام العنف بين المواطنين و رجال الامن الى حالة الاستنفار الشعبى من السياسة الامنية و استمرار حالة الطوارىء و اقرار القوانين المقيدة للحريات ، الى جانب بطء اجراءات التقاضى فى التحقيقات حول التجاوزات لبعض ضباط الشرطة .
و على الجانب المقابل ارجع اللواء فؤاد علام ، الخبر الامنى و نائب رئيس مباحث امن الدولة الاسبق ، اسباب وقوع حوادث الاعتداء على بعض المقار الامنية و رجال الشرطة الى نجاح بعض الصحف و الجمعيات الحقوقية فى تشويه صورة و مكانة هيئة الشرطة ، مؤكدا ان تراكم تلك الصورة ادى الى وجود مناخ عام فى المجتمع يدعو الى كراهية رجالات الامن ، مستشهدا بالتعامل الاعلامى لبعض الصحف مع حادث مقتل ابنة المطربة ليلى غفران ، حيث نشرت معظم الصحف الخاصة ان الشرطة قامت بتلفيق ادلة الاتهام لبعض الافراد بالرغم من عدم وجود وقائع محددة على هذا الفعل او حصول تلك الصحف على مستندات تفيد بذلك ، و هو ما يعكس الاصرار على ظهور هيئة الشرطة بمظهر وحشى -مختلف عن طبيعتها- ما يدعو للاستنفار الشعبى تجاهها .
و اعلن علام باصرار ان وزارة الداخلية تجرى تحقيقات لكافة الشكاوى التى تورد اليها بتجاوزات الضباط و المحاكمات التى تعرض لها رجال الشرطة مؤخرا خير دليل على نظام المحاسبة و العقاب الصارم الذى يتعرض له الامنيين فى المجتمع ، مؤكدا ان ادارة التفتيش التابعة لوزارة الداخلية معنية بمراقبة و متابعة اداء رجال الشرطة و عدم التردد فى احالة اية شبهة لتجاوز او تعدى الى النيابة العامة للتحقيق فيها . |