بقلم: هاني دانيال
سمعت الكثير عن انتقادات وُجّهت لقداسة البابا شنوده الثالث على حواراته الأخيرة والتي أشاد فيها بجمال مبارك وأكد صعوبة وصول قبطي لمنصب رئيس الجمهورية باعتبار أن القبطي يجد معاناة من الوصول إلى عضوية مجلس أي نقابة من النقابات المهنية، كما أن الأقباط غالبًا ما يفشلون في الوصول إلى مجلسي الشعب والشورى بالانتخاب، وهناك مَن قال أن البابا شنوده رجل دين وأنه ليس من المألوف أن يتدخل رجل الدين في شئون السياسة!
الغريب أن الأغلبية من معارضي تصريحات قداسة البابا لم يعلقوا على هذه التصريحات بشكل تحليلي وإنما تم التعليق عليها شكليًا دون الجوهر دون النظر للرسالة التي تقوم عليها هذه التصريحات، خاصة وأنه في نفس هذه التصريحات انتقد الكوتة ورحب فقط بالمشاركة بأي طريقة ما حتى ولو بالقائمة النسبية، أي أنه يتحدث عن مشكلة وثقافة مجتمع كثر من تعبيره عن وصول الأقباط للمناصب صعبًا أم سهلاً!
البابا شنوده تحدث عن نقابة المحامين التي كان وكيلها من الأقباط والآن يجد أي مرشح قبطي لعضوية مجلس النقابة طريقًا صعبًا بل أنه أصبح مستحيلاً والدليل على ذلك ما أشار إليه أحد الباحثين بأنه كان هناك مرشح قبطي لنقابة المحامين على رأس القائمة القومية ومرشح قبطي آخر في قائمة معارضة، والغريب أنه لا هذا ولا ذاك حالفه الحظ في النجاح وهو ما يعني أن القائمتين حرصًا على وجود قبطي كنوع من أشكال المشاركة والمظهر العام للنقابة ولكن من حيث الجوهر
فهو تأكيد للغياب القبطي في النقابات.
ولماذا نذهب بعيدًا وهناك مرشح لعضوية نقابة الصحفيين أجمعت عليه معظم التكتلات الانتخابية في النقابة وكان يتم الاحتفاء به باعتباره سيعيد الوجود القبطي لنقابة الصحفيين والتي كان آخر من يشغل عضوية نقابتها من الأقباط هو الصحفي المعروف الراحل فيليب جلاب وللأسف نظرًا للمناخ الطارد لم ينجح القبطي رغم أن الكل أكد على ضرورة وجود قبطي في مجلس نقابة الصحفيين لإثراء التنوع في النقابة رغم أن التأييد جاء للمهنية من الدرجة الأولى ولم يأتي لمجرد أنه
قبطي!
البابا تحدث عن أمور لا يريد أحد أن يناقشها وبدلاً من التعرف على أسباب عدم وصول قبطي للرئاسة وإضفاء المزيد من التعقيدات حول هذا الأمر، فليجيب لنا هؤلاء عن أسباب عدم وصول قبطي بالانتخاب في البرلمان أو النقابات المهنية ولا أحد يعول على وجود الدكتور يوسف بطرس غالي في مجلس الشعب لأنه لولا منصب وزير المالية ما كان سيرى النور في هذه الانتخابات؟ وما رأي هؤلاء السادة في أسباب التوتر الطائفي في جميع محافظات الجمهورية؟ ولماذا يعتقد البعض أن نجاح رجال الأعمال الأقباط أمر غير مرحب به؟!
|