المكان: صحن الجامع الأزهر
الزمان: بعد صلاة الظهر، أول فبراير عام 2012
الحضور: فضيلة المرشد العام – مندوب من حركة طالبان باكستان – مندوب عن الأفغان العرب – مندوب عن حركة طالبان أفغانستان – مندوب عن حركة حماس – مندوب عن حزب الله – مندوب عن الإمام روح الله خاميئنى – مندوب عن وزارة الثقافة الإسلامية بحركة طالبان المصرية – مندوب عن قناة لهلوبة الفضائية – مندوب عن السى إن إن – مندوب عن البى بى سى – مندوب عن قناة دى دى تى الصحية – مندوب عن قناة تى إن تى التفجيرية – مندوب عن وزارة الصحة بحركة طالبان المصرية للوقاية من إنفلونزا التفكير- سيد القمنى جالس مكبل بالإغلال خلف ظهره – أسرة سيد القمنى منزوية فى ركن بعيد – عدد كبير من الملتحين ويفصلهم عن محجبات الحضور صف من الجنود الملتحين.
المنظر: (خارجى) ، والكل جلوس على الأرض يفترشون السجاد الإيرانى (والذى تم إرساله إلى مصر كجزء من المعونات الإيرانية والتى بلغت حوالى ألف وخمسمائة مليون دينار مصرى سنويا، وقد صرف أغلبها على ترميم وإعادة فرش مساجد حقبة حكم الفاطميين لمصر وخاصة مساجد آل البيت، وأول تلك المساجد هو مسجد الجامع الأزهر والذى سمى تيمنا بفاطمة الزهراء)
المرشد العام يمسح لحيته ناصعة البياض ويوجه القول إلى حاجب المحكمة: نادى على المتهم الأول.
حاجب المحكمة: سيد محمود القمنى.
سيد القمنى: أنا حاضر.
المرشد العام: هل لديك محامى؟
سيد القمنى: أنا ماعنديش فلوس عشان محامى.
المرشد العام: الحديث فى تلك المحمكة يكون بلغة القرآن وهى اللغة العربية الفصحى، دعك من لغة العوام تلك،بما أنك تدعى الثقافة هل تستطيع أن تتحدث باللغة العربية الفصحى؟
سيد القمنى: أجل ياسيدى.
المرشد العام: حسنا، هل تريد أن توكل لك المحكمة محاميا؟
سيد القمنى: فيك الخصام وأنت الخصم والحكم.
المرشد العام: أجب على قدر السؤال بنعم أم بلا.
سيد القمنى: لا سيدى لا أريد محامى المحكمة.
المرشد العام: أين المدعى العام ؟
(ينهض شخص فى الصف الأمامى يرتدى الزى الأفغانى وله لحية سوداء كثيفة تصل لمنتصف صدره) ويقول:
أنا المدعى العام يافضيلة المرشد.
المرشد العام: ما إسمك؟
المدعى العام: محمد بن عبد البصير بن أحمد آل النجار وأنادى بأبى فراس.
المرشد العام: قل لنا يا أخ أبو فراس إفتتاح الإدعاء.
أبو فراس: إن المتهم الماثل أمامكم هو زنديق كافر حرص على السخرية من الإسلام ومن الصحابة وجلهم من المبشرين بالجنة، وقد تمت مكافئته على كفره من قبل الحكومة العلمانية الكافرة المدحورة إلى غير رجعة بإذن الله، وذلك بأن أسبغت عليه أعلى جوائزها الدنيوية ألا وهى جائزة الدولة التقديرية، ولكن بفضل الله وبحمده تمت هزيمة تلك الحكومة الداعرة على أيدى شباب بررة من شباب حركة طالبان المصرية فى العام الماضى، وقامت حركة طالبان المصرية بنزع تلك الجائزة من المتهم وكذلك إستبدلت كل جوائز الدولة التقديرية بجوائز تحفيظ وتجويد القرآن الكريم.
المرشد العام: وماذا تطالب من عقوبة للمتهم؟
أبو فراس: أطلب بتطبيق حد الردة عليه فى مكان عام وليشهده طائفة من المؤمنين.
المرشد العام: تهمة الردة هى تهمة خطيرة ولا يجوز أن نتهم أى شخص بها بدون أدلة قاطعة.
(يخرج أبو فراس من شنطة ماركة سامسونيت عدة كتب، ويظهرها للمحكمة)
أبو فراس: الأدلة أسطع من الشمس فى رابعة النهار، ألا وهى كتب الكافر الزنديق سيد القمنى، وها هى أمامك، ويكفى أن تقرأ عناوين تلك الكتب والمقالات لنعرف مدى كفره وإلحاده: حروب دولة الرسول، النسخ فى الوحى، الحزب الهاشمى وتأسيس الدولة الإسلامية، شكرا بن لا دن، النبى إبراهيم والتاريخ المجهول، الإسلام الرسمى والإسلام الأصلى، العرب قبل الإسلام، فتاوى تغيب العقل، رب الثورة أوزوريس وعقيدة الخلود فى مصر القديمة وغيره.
المرشد العام: وماهو دليلك على كفر المتهم وإلحاده من تلك الكتب؟، لأن العناوين وحدها لا تكفى، فنحن لا نريد أن نظلم أحدا.
أبو فراس: دعونى أستجوب المتهم أمام فضيلتكم وسوف ترى ما أقصد.
المرشد العام: تفضل.
(حاجب المحكمة يطلب من المتهم أن يحضر أمام أبوفراس، ويطلب منه أن يضع يده على المصحف)
هل تشهد أن تقول الحق ولا غير الحق
سيد القمنى: أشهد على هذا.
أبو فراس (موجها سؤاله إلى سيد القمنى): هل تعترف بأنك قد كتبت كل هذه الكتب؟
سيد القمنى: أجل.
أبو فراس: لحساب من كتبت هذه الكتب؟
سيد القمنى: ماذا تقصد؟
أبو فراس: من كان يدفع لك لكتابة كل هذه الكتب (الزبالة) للهجوم على الإسلام؟
سيد القمنى: أولا أنا لا اسمح أن توصف كتبى بالزبالة أمام المحكمة الموقرة، ثانيا أنا لم أهاجم افسلام، وأنما هاجمت المتاجرة بإسم الإسلام، ثالثا: لو كنت أتقاضى أى مقابل لكتبى تلك لإستطعت توكيل محامى للدفاع عنى، ويمكنك الإطلاع على رصيدى البنكى.
أبو فراس: هل أنت علمانى؟
سيد القمنى: إذا كان المقصود بالعلمانى هو إستخدام العقل فأنا أفخر بكونى علمانى، إذا كان علمانى يعنى هو فصل الدين عن الدولة فأنا أفخر بأنى علمانى، أما إذا كنت ترغب فى ربط العلمانية بالكفر والإلحاد فأنا لست علمانى بهذا المعنى.
أبو فراس: هل رأيتم يافضيلة المرشد؟ أنه لا يؤمن بحكم الله، "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"، علاوة على أنه يعترف بأنه علمانى، والإعتراف سيد الأدلة، لذلك أطالب بتوقيع عقوبة المرتد عليه.
المرشد العام: ما هو دفاعك؟
سيد القمنى: هل يمكننى أن ألقى بعض الأسئلة على فضيلتكم وعلى فضيلة المدعى العام؟
المرشد العام: يمكنك توجيه الأسئلة إلى المدعى العام ولكن لا يمكنك أن توجه أسئلة إلى هيئة المحكمة.
سيدد القمنى: ولم لا؟
المرشد العام: لأننا نحن نـَسأل ولا نـُسأل.
سيد القمنى: سؤالى للسيد المدعى العام: هل قرأت أى كتاب من كتبى؟
أبو فراس (يتنحنح ويتردد): أنا لا أقرأ زبالات مثل التى تكتبها، ثم أن الكتاب يظهر من عنوانه، وأيضا شاهدت لك لقاءات تليفزيونية كثيرة تسخر فيها من إقامة الدولة الإسلامية وقلت بالحرف الواحد: "إذا قامت دولة دينية يبقى إتخرب بيتنا".
سيد القمنى: هل يعقل أن إتهم بتهمة شنيعة مثل الكفر والإلحاد بناء على عنوان كتاب، ألم تقرأ قول الله عز وجل:"يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين".
أبو فراس: أنت يارائد العلمانية ومعارض الدولة الدينية تستشهد الآن بكلام الله؟ هزلت والله.
سيد القمنى: لا داعى للسخرية وأذكرك مرة أخرى بكلام الله عز وجل: "ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم و لا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن و لا تلمزوا أنفسكم و لا تنابذوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون".
أبو فراس: هذا كلام لا علاقة له بموضوعنا والمتهم يحاول التأثير على هيئة المحكمة بالآيات القرآنية، وتلك الآيات حق ولكنه يريد بها الباطل وهو تبرئة نفسه، لذا فأنا أطالب بتوقيع حد الردة عليه.
المرشد العام: هل لديك أسئلة أخرى للأخ المدعى العام.
سيد القمنى: لآ شكرا.
المرشد العام: بما أن التهمة الموجهه للمتهم خطيرة، لذا وجب علينا إستتابته، وإن لم يتب عن أفعاله وقعنا عليه حد الله " تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ "
سيد القمنى : أنا لم أتعد أى حد من حدود الله.
المرشد العام: أنا لم أقصدك، والآن سأوجه إليك بعض الأسئلة، هل أنت مؤمن بالعمانية؟
سيد القمنى: نعم أنا مؤمن بالعلمانية بمعنى أن نأخذ بالأسباب ونفصل الدين عن السياسة وعن تسيير أمور حياتنا، إلا ما جاء به نص صريح.
المرشد العام: هل أنت معارض للدولة الدينية التى تحكم مصر حاليا.
سيد القمنى: أنا ضد تدخل الدين فى السياسة.
المرشد العام: أجب بنعم أم بلا على السؤال هل أنت معارض للدولة الدينية التى تحكم مصر حاليا؟
سيد القمنى: أجل أنا معارض لتلك الدولة الدينية.
أبو فراس (يقاطع): لقد إعترف المتهم والإعتراف سيد الأدلة.
المرشد العام: أرجو من المدعى العام ألا يقاطع أسئلتى، هل تؤمن بالله ورسوله يا سيد بن محمود آل القمنى؟
سيد القمنى: أشهد ألا إله إل الله وأن محمد رسول الله.
المرشد العام: سأطرح عليك السؤال مرة أخرى، هل تؤمن بالله ورسوله يا سيد بن محمود آل القمنى؟
أبو فراس (يقاطع مرة أخرى): إنه منافق يافضيلة المرشد.
المرشد العام: هذه آخر مرة أحذرك يا أخ أبو فراس، لا تقاطع حوارى مع المتهم.
سيد القمنى: أشهد ألا إله إل الله وأن محمد رسول الله
المرشد العام: سأطرح عليك السؤال مرة ثالثة، هل تؤمن بالله ورسوله يا سيد بن محمود آل القمنى؟
سيد القمنى: أشهد ألا إله إل الله وأن محمد رسول الله
المرشد العام: هل تحب أن تضيف شيئا.
سيد القمنى: لا شكرا.
المرشد العام: الحكم بعد صلاة العصر، أقم الصلاة.
*نقلاً عن إيلاف
samybehiri@aol.com |