CET 00:00:00 - 15/03/2009

مساحة رأي

بقلم- بولس رمزي 
     لقد أصدر فضيلة شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي فتاواه التي تجيز الإستيلاء على الأعضاء البشرية والتمثل بجثث القتلى من المحكوم عليهم بالإعدام دون أي موافقة مسبقة من هؤلاء المحكوم عليهم او ذويهم  وفي هذه الفتوى نجد أن مصر تتجه بخطا مسرعة نحو الفوضى التشريعية وسوف نناقش خطورة هذه الفتوى من خلال النقاط التالية:
أولاًََ – هل هذه الفتوى إذناًَ من فضيلته يسمح بالتمثيل بجثث البشر والمتاجرة بها؟
ثانياًَ – خطورة هذه الفتوى إذا ما أخذ بها وتم إجراء تعديلاًَ قانونياًَ لإجازتها
     مما لا شك فيه أن هذه الفتوى في منتهي الخطورة ولا يمكن أن تمر علينا مرور الكرام دون مناقشتها والوقوف حائلاًَ دون إجازتها وفيما يلي مناقشه لمخاطر هذه الفتوى المخالفة لجميع الأسس والمواثيق الدولية:
أولاًَ – هل هذه الفتوى إذناً من فضيلته يسمح بالتمثيل بجثث البشر والمتاجرة بها: 
     فقد دافع فضيلة الشيخ طنطاوي فتواه بقوله "إن من نفذ فيه حكم الإعدام "ليس له حق في أن يكون له ولاية على جسده شرعاً بعد إعدامه في تلك القضايا على أن يكون ذلك النقل لإنقاذ حياة مريض وبدون مقابل أو موافقة من أهله"
     وفي هذا نجد أن فضيلته خرج عن المضمون الأخلاقي نحو حرمة الموتى وأصبحت من وجهة نظر سيادته إنها جثة بلا صاحب ويجوز نهبها وسرقة أعضائها وهنا أوجه لفضيلته مجموعة من الأسئلة لعله يستطيع أن يعطينا جواباًَ شافياًَ في هذا الموضوع:
1-   هل ورد بالشريعة الإسلامية (القرآن والسنة) نصاًَ ينظم عملية زراعة الأعضاء البشرية؟
2-   وإذا كان هناك نصاًَ او قياساًَ يسمح بزراعة الأعضاء البشرية هل في الشريعة الإسلامية ما يسمح بالإستيلاء على الأعضاء البشرية والتمثيل بجثث من يتم تنفيذ حكم الإعدام فيهم دون موافقتهم المسبقة؟
3-   وإن كان يوجد بالشريعة الإسلاميه نصاًَ او قياساًَ يتيح بالإستيلاء على أعضاء المنفذ فيهم أحكام الإعدام هل يرى سيادته أن تطبيق هذه الفتوى على غير المسلمين وإذا رفض الأقباط هذه الفتوى هل ستصدرون فتوى جديدة بالجهاد ضد الأقباط وقتلهم لإجبارهم على قبول هذه الفتوى؟
4-   وإن لم يكن هناك نصاًَ او قياساًَ يسمح بنقل أعضاء المحكوم عليهم بالإعدام دون موافقتهم لماذا أنتم تقحمون أنفسكم في موضوعات شائكة لا علاقة لها بالدين في شىء؟

ثانياًَ–  خطورة هذه الفتوى إذا ما أخذ بها وتم إجراء تعديلاًَ قانونياًَ لإجازتها
كثير ما يتشدق النظام المصري بأن مصر دولة علمانية ولكن عندما تصدر من شيخ الأزهر فتوى دينية ويتم إجراء تعديلاًَ قانونياًَ تفعيلاًَ لهذه الفتوى فإن هذا بمثابة سابقة خطيرة تؤسس إلى تقنين الفتاوى الدينية وإصدار التشريعات القانونية الملزمة بها وهذا الأمر مرفوضاًَ شكلاًَ وموضوعاًَ وفيما يلي أوضح موقفي كمواطن قبطي علماني:
1 – كمواطن مصري علماني أشدد على موقفي الرافض لأي تداخل بين الدين والدولة وهنا انا لا أقصد الإسلام بعينه ولكنني أقصد جميع الأديان سواء كان إسلاماًَ او مسيحية او غيرها من العقائد الآخرى فلابد من وجود فصلاًَ تاماًَ بين الدين والدولة وأن لا يتدخل رجال الدين في شئون الدولة وفي فتوى شيخ الأزهر تعد تدخلاًَ سافراًَ في شئون الدولة.
2-    انا كمواطن مصري قبطي أنادي دائماًَ بضرورة تفعيل المادة الأولى من الدستور المصري وأن يسود مصر العدل والمساواة بين جميع مواطني مصر وبالرغم من هذا فإنه لو أصدر فضيلة شيخ الأزهر فتوى تحقق للأقباط مطالبهم فانا أرفض هذه الفتوى تماماًَ ليس لأني لا أرغب في العدل والمساواة لكنني لا أقبل أن أحصل على هذا الحق بفتوى دينية ولكنني أطالب بها رئيس الدولة الحاكم الفعلي للجميع أقباطاًَ ومسلمينا هو الوحيد الذي أقبل منه هذا لأنني لا أخضع تحت سلطان او حكم رجال الدين الإسلامي والمسيحي على حد السواء ولكنني أخضع لقانون الدولة ورئيسها الذي هو بمثابة رئيساًَ لكل المصريين رجل الدين له مكانته وقدسيته في مسجده او كنيسته وأخضع له دينياًَ وليس دنيوياًَ.
3-     لم يكتفي فضيلة شيخ الأزهر بموضوع نقل أعضاء المحكوم عليهم بعقوبة الإعدام فحسب فقد سبق لسيادته في فتوى لاحقة وأن أصدر الأزهر فتوى يجيز تعدد الزوجات للأقباط وفي هذا الأمر فهو أمر عقائد بحتاًَ لا يجوز للأزهر او غيره أن يسمح لنفسه بأن يتدخل في عقائد الآخرين مثلما أرفض أن يصدر على سبيل المثال إقتراحاًَ من المجمع المقدس يطالب فيه المسلمين بمنع تعدد الزوجات والإكتفاء بزوجة واحدة لا يجوز التعدي على عقائد الآخرين فإن للمسلم الحق في أن يتزوج ما يشاء من النساء حسب شريعته وعقيدته وكذلك فيما يختص بالشأن القبطي.
أخيراًَ...
     اتمنى على فضيلة شيخ الجامع الأزهر أن يترك الأمور البعيدة كل البعد عن العبادات والعقائد او التدخل في تلك الأمور التي تمس بعقائد الآخرين وأن يتفرغ فضيلته إلى نشر القيم الدينية التي تحض على الحب والتآخي بين البشر وأن يتفرغ إلى مناهضة الغنف بجميع ألوانه، أتمنى على فضيلته كرجل دين يتميز بقمة الحب والتسامح أن ينادي بضرورة وقف تنفيذ عقوبات الإعدام والإكتفاء بعقوبة السجن مدى الحياة بلا من أن يصدر فضيلته فتوى بمضاعفة العقوبة على المتهمين فبهذه الفتوى تم مضاعفة العقوبة بدلاًَ من الإعدام فقط إلى الإعدام والتمثيل بجثثهم.0
لازلت رافعاًَ شعاري (العلمانية هي الحل) 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق