مصايف حقوقية جدًا

بقلم: فيولا فهمي
على شواطئ القرى والمنتجعات السياحية تتزايد المصايف الحقوقية، فحرارة الشمس قادرة على تذويب متاعب الملاحقات القضائية والاعتقالات الأمنية، حيث تنتشر المصايف الحقوقية والرحلات الترفيهية تحت غطاء الندوات والدورات التدريبية، ويكون معظمها على شواطئ شرم الشيخ والعين السخنة والإسكندرية، بتمويل مضمون من الجهات الأجنبية، وتكون الإقامة في الفنادق والقرى السياحية شاملة كافة المصاريف الإدارية..
الأمر بالتأكيد يختلف جذريًا مع نشطاء حقوق الإنسان من أصحاب الخبرات الدولية والعلاقات المتشعبة بالمؤسسات الأجنبية، فهؤلاء لهم معاملة خاصة في المصايف والرحلات الترفيهية، لأن معظمهم بيقضي شهور الصيف على سواحل العواصم الأوربية، وخاصة جنيف في سويسرا وباريس العاصمة الفرنسية حيث توجد كبرى المنظمات الحقوقية العالمية..

ويغلب على المصايف الحقوقية الطابع التحرري الذي يتسم بالإنطلاق والحيوية، وخاصة فيما يتعلق بملابس البحر وأماكن الترفيه وتوقيت تنظيم الحفلات الجماعية، حيث لا يتم فرض شروط مقيدة أو ضوابط محددة على الملابس أو التصرفات الشخصية، إلا فيما يتعلق بالقواعد التي تفرضها أماكن الأقامة الفندقية، مما يجعلها رحلات صيفية أكثر من كونها ندوات ودورات تدريبية وتثقيفية..
وشغل المنظمات الحقوقية لا يختلف كثيرًا عن شغل "المجلس القومي لتحقيق المنافع الشخصية".. حقوق الإنسان سابقًا، حيث يستغل المجلس تنفيذ مشروعات من تمويل هيئة المعونة الأمريكية لتنظيم رحلات صيفية ومعسكرات شبابية، أملاً في نشر ثقافة المواطنة وتعزيز المبادئ الحقوقية..

وتقول العصفورة الشقية أن إضافة بند "استضافة المشاركين على شواطئ المدن الساحلية" ضمن بنود المشروعات الحقوقية يزيد من قيمة التمويلات الأجنبية، وبالتالي تدر أرباح هائلة على المنظمات الأهلية، والغريب أن الأهداف المعلنة غالبًا ما تكون حقوقية أو تنموية ولكن الحقيقة هي نزهات ورحلات صيفية..

طبعًا الله يسهل لعبيده ويبعد عن كل الحقوقيين العيون المدورة والأحقاد النفسوية!!