بقلم: نبيل المقدس
باق من الزمن حوالي سنة على الإنتخابات القادمة, ولم نسمع عن أي نشاط من القبطيات لكي يمارسن العمل السياسي, مع أن وصول المرأة المصرية عمومًا إلى المواقع التشريعية والنيابية أصبح لم يُحسب عنصر أساسي من عناصر الديمقراطية فحسب, بل يُعتبر من الشروط اللازمة لمراعاة شئون ومصالح المرأة. لذلك فبدون اشتراك المرأة إشتراكًا فعليًا وإظهار وجهات نظرها للأمور أمام جميع مستويات صُنع القرار لا يمكن أن يتحقق الأهداف التي تنادي بالمساواة, وكذلك مشاركتها الإيجابية والتي تتماشى مع احتياجات التنمية الإقتصادية والإجتماعية والتي هي أساس ملموس وواضح لتقدم أي مجتمع. كذلك إلحاقها بهذه المواقع التشريعية هو من أجل تطوير التشريعات التي تهيمن على مكانتها في الأسرة والمجتمع بالإضافة إلى مجالات العمل، كما أن عدم تطوير وتحديث التشريعات سوف تشكل حجر سد أمام حماية إنجازاتها وأمام التوثيق على الإتفاقيات الدولية الخاصة بها والتي تنعكس على القوانين المحلية, ولنا في ذلك مثال إتفاقية التمييز ضد المرأة ومعاناتها من البطالة والفقر.
من هنا كان من الواجب تمكين وجود مجموعة من النساء اللآتي يتمتعن بالكفاءة إلى المؤسسات النيابية والتشريعية عن طريق وجوب نسبة أو عدد معين منهن يمثلن كنائبات في المجالس النيابية والشورى والمجالس المحلية. وهذه النسبة هي التي يُطلق عليها بالكوتة.
الآن.. أين المرأة القبطية من هذا القانون (الكوتة)؟؟ أليست هذه فرصة حتى ولو ضئيلة أن تتقدم القبطيات وتقتحمن العمل السياسي حتى ولو فشلن.. نحن لا نريد أن نفاجأ بعد الانتهاء من الإنتخابات بأسماء قبطيات لا نعرفهن، لا نريد قبطيات مختارات من قبل الحكومة إحداهن لأنها من عائلة غنية والثانية أستاذة زائرة في الجامعة ويتضح أنها عاشت أغلب حياتها في بلدة خارج مصر والثالثة لكونها ابنة نائبة سابقة أو نائب سابق، أنا لا أقلل من قدرات معظمهن بل على الأقل نريد أن نشعر بهن قبل إتمام عملية الإنتخابات، ونُقدِر نحن من هي المثمرة ومن هي غير المثمرة.. من هي التي تشعر بمشاكل الأقباط ومن هي التي سوف تأخذها كنوع من الأبهة والشهرة أو البحث لأجل مصالحها الخاصة.. لذلك نريدكن أن تخرجن من خدماتكن المحصورة في الكنائس أو المؤسسات الروحية إلى العالم المفتوح أو إلى خارج الكنيسة تعرضن أعمالكن على جميع عناصر الدولة والتي تكون غير مقصورة فقط على العائلات المسيحية بل أيضًا على العائلات المسلمة. نريدكن أن تمارسن حياة الخدمة كما علمها لكُن رب المجد في إنجيله. كما أناشد من له القدرة من الأقباط المسيحيين في دفع المرأة في هذا العمل, إما عن طريق التشجيع المعنوي أو المادي، وأن لا يزدري رجال الأقباط المسيحيين بهن بل بالعكس فعلى الرجال أن يتفاخرن بهن, ونحن لنا الأمثلة الكثيرة في كتابنا المقدس عن كيفية احترام الرجل للمرأة وتشجيعها لأخذ مراتب ومراكز مرموقة بدون حقد أو أنانية.
ياليتكن تشاركن في إحدى الأحزاب المعتدلة وتبدأن النشاط من خلالها، نريد أن نسمع عن قبطيات لهن أعمالاً مجيدة على مستوى مصر في جميع الفروع الحياتية، فلا ننسى أن كتابنا المقدس يحتوي على سبعة مريمات كل واحدة منها لها صفة حميدة وعمل مُميّز عظيم فليتعلمن منهن ويدخلن بقلب جامد وبنفوس طاهرة لخدمة مصر وأبنائها:
++ مريم أخت موسى وهارون.. والتي كانت تتميز بالحكمة عندما تقدمت لإبنة فرعون وأشارت عليها أن تحضر لموسى مرضعة التي هي أمه.
++ مريم المجدلية.. فقد خدمت الرب وتلاميذه مع النساء الأخريات من أموالهن.
++ مريم أخت لعازر.. اختارت النصيب الصالح لحياتها وأبَديتها.
++ مريم زوجة كلوبا.. هي أخت السيدة العذراء, وتميزت بأنها لم تفارق العذراء في أحزانها ووقفت بجانبها عند الصليب، كما قدمت أبناءها يهوذا ويعقوب (الذي لقبه الوحي بأخِ الرب).
++ مريم أم مرقس.. فقد قدمت العلية ليمارس المسيح والتلاميذ الفصح، كما قامت بتربية ابنها مرقس على تعاليم المسيح حتى اختاره الرب رسولاً وكارزًا في مصر, وهو الذي سجل انجيل مرقس بإرشاد الروح القدس وكان أول الأناجيل يتداول حتى يومنا هذا، كذلك حوّلت بيتها إلى كنيسة لكي تكون أول كنيسة أقامها الرب في العالم.
++ مريم التي تعبت كثيرًا.. في رومية 16 : 6 يذكر الوحي هذه السيدة والتي تُدعى مريم والتي تعبت كثيرًا لأجل الخدمة والرسل وتعب المحبة لا يضيع.
++ مريم.. القديسة العذراء والتي أطاعت الله (هوذا أنا أمة الرب). جميلة في إتضاعها ومحبتها, فقد ذهبت لتخدم أليصابات وهي تعلم تمامًا أن ما قيل لها من قبل الرب أنها حُبلى بعمانوئيل (الله في وسطنا) ومخلص العالم من شر الخطية. هي عظيمة في محبتها للهيكل وبقيت تخدم فيه أيام صباها.. عظيمة في تسبيحتها الجميلة (تعظم نفسي الرب).. عظيمة في صبرها لآلام الصليب.
أخواتي القبطيات.. تُوجد أكثر من 30 سيدة في الكتاب المقدس أغلبهن لهن أعمالاً مجيدة، ولا تنسين أنكن من بنات مصر التي جلبت لنا ملكات وأميرات لهن شأن كبير وعظيم في تحريك مجرى التاريخ، أمثال حبتشسوت وكليوباطرة ونفرتيتي, كما أنكِ تُعتبرين التواصل الطبيعي لكثير من سيدات القرن الماضي والتي كن لهن شأن عظيم في تحرير المرأة وأخذ بعض من حقوقها، يا ليتكن تأخذهن مثالاً حيًا لاقتحام الخدمة في المجالس النيابية وغيرها.. اقتحمن المجال ولا تترددن فهذه فرصتنا نحن الأقباط ككل.
هيا من الآن عَلّمِي أولادك أهمية العمل السياسي, وتتبعي معهم الأحداث السياسية إذا كنتِ مثقفة.. أما إذا كنت غير مثقفة حاولي أن تستمعي إلى من هم على دراية في عالم السياسة.. عليكِ عمل كبير ومجهود صعب لكن هذا قدرك.. عبْء كبير وخصوصًا إقناعاتك للسيدات غير المثقفات بالحصول على البطاقة الإنتخابية.
متى نسمع في وسائل الإعلام عن سيدات عظيمة ولو عشرة فقط لهن أعمالاً بارزة ومميزة في دنيتنا مصر؟؟
أترك المجال لكاتبات الموقع لإبراز وجهات نظرهن في هذا الموضوع حيث أنهن أكثر وعيًا وإدراكًا لمطالبهن وكيفية استغلال الكوتة الخاصة بهن لصالحهن، حيث يفيد هذا في حل كثير من مشاكلنا كأقباط خاصة وكمصريين عامة، وأنا عن نفسي مستعد أن أقف بجوار أي سيدة تجد في نفسها المقدرة على هذا العمل!! |