CET 00:00:00 - 05/08/2009

المصري افندي

بقلم: جرجس بشرى
أعلن البيت الأبيض رسميًا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيلتقي الرئيس المصري محمد حسني مبارك يوم 18 أغـُسطـُس الجاري، ومن المؤكد أن هذه الزيارة المرتقبة للرئيس المصري ستترتب عليه نتائج مهمة فيما يخُص العلاقة بين واشنطن والقاهرة، والتي شهدت تدهورًا غير مسبوق وصل إلى ذروته قُـُبيل مُغادرة الرئيس السابق جورج دبليو بوش البيت الأبيض.
ونحن كمصريين نطلب أن تكون زيارة الرئيس موفقة وتعود بالخير على البلدين، وأطالب الرئيس أن يتجاوب مع الخطاب التاريخي الذي ألقاه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في جامعة  القاهرة في مطلع يونيو الماضي، والذي أرى أنه كان بمثابة بادرة طيبة من أوباما نحو علاقة أفضل مع العالم العربي والإسلامي، علاقة مبنية على الاحترام المتبادل وكذلك احترام دول العالم العربي والإسلامي لحقوق الإنسان، خاصة فيما يتعلق بحق الإنسان في اختيار الدين والمعتقد الذي يراه مناسبًا له.

ولن أكون مبالغًا إذا قلت أن اختيار الرئيس أوباما لمصر لإلقاء خطابه التاريخي منها قد وضع على مصر مسئوليات جسيمة، أولها أن تكون مصر هي الدولة السباقة لاحترام هذه الحقوق انطلاقًا من دورها الريادي والتاريخي والحضاري في المنطقة، وما يُضاعف من مسئولية مصر هو مُطالبة الرئيس الأمريكي نفسه بضرورة احترام الحكومة المصرية لحقوق الأقباط في مصر.
وليس الغريب هنا في مطلب أوباما باحترام مصر لحقوق الأقباط، فهو مطلب عادل ومشروع ولكن الأخطر فيما جاء بالخطاب فيما يتعلق بالأقباط هو وصف الرئيس الأمريكي لهم على أنهم "أقلية" وهو ما يعتبر مُطالبة رسمية من أكبر دولة في العالم بضرورة إقرار الحكومة المصرية لحقوق هذه الأقلية وفقًا للشرعية الدولية واجبة النفاذ.

ونحن نؤكد هنا أن الأقباط المصريين أقلية بما تحمله كلمة أقلية من معاني، فهم أقلية من المنظور القانوني والعددي والاجتماعي، وليسو أقلية فحسب بل الأخطر من ذلك أنها أقلية تعاني من الاضطهاد لدوافع دينية بحتة، ومن هنا فأنني أطالب الرئيس المصري محمد حسني مبارك أن يقدم مبادرات طيبة قبل زيارته المرتقبة لأمريكا ليبرهن للعالم كله على حسن نواياه ونوايا حكومة حزبه، إقصاء الأقباط وعزلهم عن مراكز السلطة وصناعة القرار في وطنهم، وحرمهم من أبسط حقوق المواطنة، وصمت على انتهاكات دور عبادتهم، ووضع قيودًا صارمة على حرية المصريين في التحول الديني.
أظن أن الرئيس لو أظهر حسن نواياه تجاه الأقباط قبل سفره بالفعل والعمل وليس بالقول ستكون نتائج الزيارة موفقة جدًا وسيغلق الباب أمام مظاهرات واحتجاجات أرى أنها مشروعة بل وواجبة من قبل أقباط المهجر، فهل يستجيب الرئيس مبارك أم سيصمت كعادته؟!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٠ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق