تقرير:عماد توماس – خاص الأقباط متحدون
"هذا الكتاب ليس لإثارة أحد على الآخر لكنه دراسة ظاهرة موجودة منذ القدم في العصر اليهودي والروماني والعصور الوسطى والحديثة من الواقع العملي المعاش في الخدمة العميلة".
هكذا بدأ القس شنودة جبره أقلاديوس كاهن كنيسة السيدة العذراء بمرسى مطروح، مقدمة كتابة "المرتد للقديس كبريانوس والقديس بطرس رئيس أساقفة الإسكندرية" والذي صدر منذ عدة أيام، وهو عبارة عن رسالة دكتوراه في عام 1996 بعنوان "ترك الإيمان أسبابة ونتائجه دراسة كتابية تاريخية طقسية اجتماعية" لكنها لم تناقش!!
يتكون الكتاب من ثلاثة عشر فصلاً، من 261 صفحة من القطع الكبير، بسعر 15 جنيه مصري، ويحتوي الكتاب على كتابات للقديس كبريانوس والقديس بطرس رئيس أساقفة الإسكندرية والبابا شنوده الثالث، بالإضافة لكتابات لمفكرين مصريين مثل مصطفى أمين، رفعت السعيد، الغزالي حرب.
بتناول الكتاب مفهوم "الارتداد في الكتاب المقدس" بمعنى الرجوع إلى الوراء ويذكر الكاتب عدة أنواع من الارتداد مثل الارتداد الديني والروحي والعقيدي.
ويسرد المؤلف عدة أسباب من الكتاب المقدس للارتداد مثل: عدم المعرفة والجهل بالكتب المقدسة، الاضطهاد، الروح الدنيوية، التمرد على وصايا الله.
ويؤكد الكاتب بحسب نص الكتاب المقدس حدوث حالة من الارتداد في أواخر الأيام ويستشهد بقول الرسول بولس "الروح يقول صريحًا أنه في الأيام الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحًا مضلة وتعاليم شياطين"، كما يناقش المؤلف الأسباب الأسرية والاجتماعية والنفسية والفكرية في العصر الحديث للارتداد
* إجراءات عودة المرتد:
يسرد الكتاب بالتفصيل طقس عودة التائب في الطقس الكنسي والإجراءات الكنسية للتائب العائد، حيث يقدم الشخص الذي يريد العودة طلبا عليه صورته باسم وكيل عام البطريركية ومعه كل الأوراق التي سبق أن أشهر بها بإرادته ويقوم بالتوقيع والبصم.
يحول الطلب للمجلس الإكليريكي لإحالة هذا الشخص إلى احد الآباء لتوقيع التأديبيات الكنيسة بعد أن يمارس له طقس صلاة الجاحد.
يظل فترة تحت التأديبات الكنسية تحت إرشاد أحد الآباء الكهنة ثم يرسل الأب الكاهن خطاب بأنه تم اعترافه ومناولته وتم توقيع التأديبات الكنسية عليه.
تقوم البطريركية بإعطائه شهادة تفيد عودته للكنيسة والمسيحية.
* أسلمة المجتمع الحديث:
يرى المؤلف أن تعبئة المواطنين في المجتمع المصري تجري منذ قرن أو أكثر على أسس طائفية وليس على أسس مجتمعية وتتمثل التعبئة الطائفية في إنتاج خطاب ديني وممارسات حياتية تتميز بالاستعلاء والتسيد على الآخر الديني.
ويشير المؤلف لعدة مظاهر لأسلمة المجتمع تتمثل في تنميط شكل المجتمع من خلال "زي عام" على أنه الأفضل خلقًا والأكثر ورعًا، وإطلاق مسميات إسلامية على بعض العادات مثل "العقيقة" بدلاً من "السبوع" و "الفرح الإسلامي" بدلاً من "العرس الشعبي" ولا يمنع الكاتب من توجه المجتمع للتدين لكنه يستنكر فرض أشكال وقوالب اجتماعية على إنها "الأسمى" والأفضل والأنقىَ.
ويضيف المؤلف لمظهر آخر من مظاهر أسلمة المجتمع، سيطرة التيار الإسلامي على العمل النقابي، وإنتاج فتاوى واجتهادات توصم الآخر الديني بالكفر والنقص مما يعزز الانقسام بين المسلمين والأقباط في مصر.
*الارتداد ظاهرة سياسية:
يعتبر المؤلف أن الدولة متواطئة ضد المسيحيين، ففي رأيه أن الارتداد ظاهرة سياسية تتبع درجة الدولة، ويرى أن الدولة وأجهزتها الآن غير محايدة.
ويضيف: "عندما يعامل مختطف الفتاة المسيحية من قبل أجهزة امن الدولة على أنه بطل في حين أنه مجرم حقير وعندما يتم التغرير بالفتيات القاصرات المراهقات ويقابل ذلك العمل المحرم دوليًا بترحاب من الدولة وعندما يساوم موظفو الدولة المواطن المسيحي على أكل عيشه وبين تغيير دينه، وعندما تمارس ضغوط على المجندين البسطاء لكي يتركوا المسيحية عند هذا الحد نحن أمام دولة تعطى إشارات واضحة للرعاع لاستباحة أعراض وأرواح وممتلكات وعقيدة المسيحيين".
وعرض المؤلف عدة أمثلة لتشجيع الدولة على تنامي ظاهرة الأسلمة في المجتمع المصري، وعزز أسباب هذه الظاهرة إلى الحاجة للمال والتغرير بالجنس والعلاقات العاطفية بالإضافة إلى الاختلاط والصداقة السيئة، والسذاجة والاستهتار، والضغط من أصحاب العمل. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|