CET 11:35:33 - 28/05/2012

الأقباط والإسلام السياسي

بحثت عن بعض من الدهشة الإضافية، أو الفزع، أو الرعب، بعد تصريح الدكتور محمد مرسى مساء يوم السبت. قال إنه سوف يدوس «الفلول» بالأقدام. هكذا بكل صراحة. أعلنها بوضوح المرشح الإخوانى لرئاسة الجمهورية. لم يخجل من عشرات الميكروفونات الموضوعة أمامه تمثل عشرات الشاشات. لم يكذب. توعد خصومه بالقهر والعنف والإهانة بعد الانتخابات. قال هذا لمن وضعوا ستة ملايين صوت فى الصندوق لمرشح يخالفه. أى جرأة تلك!! أى صراحة!! ذلك هو المستقبل كما قد يكون مع جماعة الإخوان.

لوهلة أقنعت نفسى بأن هذا الكلام يمكن أن يكون مبرراً فى الحملات الانتخابية. راجعت كل أساليب الحملات فى المصادر المختلفة. لم أجد من يمكن أن يوافق على توعد الخصوم بالدهس تحت الأقدام. الديمقراطية لها قواعد. الحملات لها أصول وأخلاق. يمكن أن تقول إن من ينافسك أحمق. لا يفهم. مخطئ. أى كلام من هذا. لكن أن تتعهد له بالانتقام علناً. لم أجد هذا فى أى مكان. الديكتاتور فقط من يفعل ذلك.

معنى الدهس تحت الأقدام واضح لا لبس فيه. تعذيب. إنهاء. انتقام. إخفاء. فعص. معاملة الحشرات. النظر إلى الآخرين من موقع أنهم لا ينتمون إلى الإنسانية. إيمان بأن الداهس أرقى ممن يدهس. تعامل عنصرى. إهانة القيمة. رغبة معلنة فى القضاء المبرم على فئة من المجتمع. لن يعاملوا بالقانون. سيعاقبون لانتمائهم. ستتم تصفيتهم بناء على أيديولوجيتهم. محاسبة بالهوية. تحقير. كل هذا وغيره هو المعنى الذى يمكن فهمه مما قال المرشح الرئاسى محمد مرسى عن «الفلول»!!

لم أصدق تعهدات الإخوان المعلنة بعد نتائج الانتخابات الرئاسية. قالوا كلاما كثيراً من قبل. تعهدوا بالكثير. لم ينفذوا عهداً واحداً. يعتقدون أنهم يمكنهم خداع الناس طوال الوقت. يظنون أنهم يمكن أن يحتالوا على الرأى العام طوال الوقت. يمكنك أن تخدع بعض الناس كل الوقت. يمكنك أن تخدع كل الناس بعض الوقت. لا يمكن أن تخدع كل الناس طوال الوقت.

وقعوا وثيقة مع الأحزاب قبل الانتخابات البرلمانية. نقضوها. قالوا إنهم لن يحاولوا الحصول على أغلبية مجلس الشعب. خالفوا ذلك. قالوا إنهم سيجعلون أعضاء تأسيسية الدستور من كل التيارات. رفضوا ذلك. قالوا لن يخوضوا انتخابات الرئاسة. تراجعوا عن ذلك. تبنوا خطاب الثورة.. ثم أهانوا الثوار واتهموهم بالخيانة وكفروهم وقالوا عنهم عملاء!! حدث هذا فى مجلس البلاكمة!!

ثبت أنهم بلا كلمة. لا عهد لهم. تبين أنهم احتكاريون. انفراديون. متوحدون. لا يسمعون لأحد. إذا سمعوا كان لغرض. إذا ادعوا السماحة كان هذا لهدف. كيف يمكن الوثوق بهم وهذا حالهم. كيف يمكن أن تطمئن لهم إذا كان المرشح لرئاسة الجمهورية يقول إنه سوف يدوس خصومه بالأقدام؟ منطق مروع. بلد مستقبله يتهدد إذا كان هذا هو الميل المعلن للدكتور محمد مرسى الذى قد يكون رئيسا بعد بضعة أيام.

ليس هذا تأييداً من جانبى للفريق أحمد شفيق، المرشح المقابل. هذا رفض لأسلوب جماعة الإخوان. هذا اعتراض على تفكيرهم. هذا انتقاد لما يخفونه فى داخلهم بينما يدعون القوى السياسية لأن تتحالف معهم. تخوف رهيب من مسلكهم بينما يقدمون أيديهم للآخرين بعد كل ما نقضوه من عهود. إنهم يخفون فى أياديهم الأخرى وسائل الطعن.

لو قيل هذا الكلام بشأن شخص واحد لكنت قد خففت انتقادى. لقد قال الدكتور محمد مرسى هذا الكلام فى حق فئة مجتمعية كاملة. فئة عرف الجميع أن نصيبها التصويتى ٦ ملايين نسمة. ما أعطى مرشحهم الحق فى الإعادة أمام الدكتور محمد مرسى. كيف يقال هذا ونحن أمام صناديق الاقتراع. هل يؤمن الدكتور مرسى بشرعية ومنطق صندوق الاقتراع؟ إذا كان يصدر هذا التهديد لمن يخالفونه فى التوجه السياسى.. كيف سيكون تصرفه مع من يخالفونه فى الانتماء الدينى؟ ثم بعد ذلك تسألون لماذا أعطى الأقباط أصواتهم لأحمد شفيق أو غيره من دون الإخوان؟!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع