CET 00:00:00 - 10/08/2009

تعليقات الزوار

الراسل: سامي يوسف
هناك اختلاف بين ثقافة الشرقيين ونظيرتها في الغرب. المعلمة البريطانية كانت موضوعية وملتزمة بما تراه ممارسة عادلة في تقييم تحصيل طلابها, بينما الطلاب نظروا إلى رسوب زميلهم بفارق درجة واحدة على أنه ظلم وعجرفة وتجبر وتشدد.
هذه السيدة احتكمت إلي العقل لا العاطفة, حيث لا يوجد في معجمها كلمة (معلش) الخالدة التي يستعملها سائق سيارة مخاطبًا جندي المرور الذي شرع في تحرير مخالفة له, كما يستعملها الموظف القادم إلى عمله متأخرًا ليدرأ النظرات الشذرة التي يصوبها إليه رئيسه, وسلوك المعلمة لا يعد برودًا بقدر ما هو طبيعة التنشئة الغربية التي تغرس قيم الهدوء, فلا تسمع الصياح الذي تعوده المصريين على سماعه, ولا ترى عيناك الغضب والثورة العارمة لدى الإحساس بشبهة إهانة, بل القوم هناك مقتصدين في عواطفهم للغاية.
المعلمة راعت الخط الفاصل بين النجاح والرسوب, وفي الغالب تم رسم هذا الخط من قبل القائمين على شئون العملية التعليمية بذلك المعهد أو تلك الكلية, وإذا تساهلت اليوم في درجة بحيث يسمح بإنجاح من حصل علي 19 درجة من أربعين فمعني ذلك أن هذا هو المستوى الجديد للنجاح والذي يتوقعه كل طالب وطالبة, وبعدها يجيء اليوم الذي يرسب شخص ما لأنه حصل على 18 درجة فقط -أي أنه رسب من أجل (درجة واحدة)-، فيبدأ الجدال من جديد لجعل المستوى المطلوب 18 درجة فقط, وهكذا يتدهور المستوي تدريجيًا باتخاذ هذا المسار المنحدر, بل وربما جاء الوقت الذي يتوقع فيه الطالب النجاح لمجرد كتابة بياناته على ورقة الإمتحان!
الشيء الأخير الذي يجب إدخاله في الحسبان هو أن ذهن تلك المعلمة قد استقر على فرضية هامة وهي أن كل فرد مسؤول عن نفسه وعن تبعة أعماله, فرسوب طالب أو إثنين -بينما أحرز الباقون النجاح- لا يسأل عنه أحد سوى الطالبين الراسبين وهما من يجب عليهم تحمل تبعة ذلك, لا المعلمة ذات الكفاءة التي أدت واجبها علي أتم وجه كما نوهت الكاتبة.

على موضوع: برود إنجليزي

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٩ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع