بقلم: نشأت المصري
الأستاذ العزيز حسين راشد تعبت نفسك كثيراً في البحث حتى خرجت علينا بما لا يلاحظه أحد من قبلك ,في مقالك:
عفواً ياقبط مصر..من أنتم؟
وربما تريد ان تأخذ عليه درجة علمية او جائزة عالمية فلك هذا ياصديقي!!!!
أستاذي !!!! سأترك تاريخ الأقباط لمن هم أجدر مني في ذلك ,, مع العلم أن التاريخ القبطي أو المصري إنسبه حضرتك لما تريد أن تنسب,, يحاكي نفسه ويحاكي العالم كله.
وأيضاً سوف أترك معنى الأسم لمن هم أجدر مني في علم اللغات القديمة.
وسوف لا أخوض في كينونة العرب ومن أين جاءوا وكيف جاءوا, وهذا حفاظاً على مشاعر أخوة مسلمين أكن لهم كل تقدير وإحترام لأنهم أخوتي في البشرية وشركاء وطن نعيش فيه جميعاً وبدون تفرقة وضعها أمثال حضرتك فهذا كذا وذاك كذا,, و أيضاً لمنع التفرقة بين مسلمي ومسيحيي مصر.
صديقي!!! نحن الأن أبناء المسيح الذي إفتقدنا من تاريخ أسود ساد كل الأمميين (لفظ أمميين يطلق على الوثنيين البعيدين عن الإيمان بوجود الله),, وأعطانا منهج خاص به وعلى هذا المنهج نحن الآن مضطهدون ,, لأن الظلمة لا تريد النور لأن النور مبدد للظلام.
لهذا سبق وأطلق علينا مخلصنا الحبيب
أنتم نور العالم........أنتم ملح الأرض
لهذا!! الإنتماء الحقيقي للمسيحي هو مسيحيته وهذا طبعاً من الجهة الروحية أو الدينية أو العلاقة بينه وخالقه,,,, أما من جهة الوطن فنحن ننتمي إلى مصر أيً كان إسمها فهذا لايعنينا ,,لأنها وطنا الأم ونحن نحبه ونحب ترابه حتى التعب والاضطهاد نحبه أيضاً من أجل مصر لأنه وطن يعيش فينا ,,, لهذا الفرق واضح فمن يرد تشويه صورة الأقباط وفمن يريد تجميع الأقباط والمسلمين تحت مسمى واحد,,, هو مصر...
ودعني ياصديقي أن أوضح ما غاب عن حضرتك:
المسيح جاء من نسل الساميين ,, ولكن هذا من جهة الميلاد أما عن كونه الاله المتجسد حسب معتقدنا نحن المسيحيين فهو إبن الله فقد جاء ليرد الإنسان من الإنتماء الأرضي الترابي إلى الإنتماء السماوي,, أي أننا إذا قلنا نحن ننتمي إلى المسيح فنحن بهذا اللفظ نريد هذا السماوي وليس الميلادي ,,, لأن المسيح نفسه جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله أما اللذين قبلوه فأطاهم سلطان أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنيين بأسمه ( إنجيل يوحنا الإصحاح الأول)
بعد هذا الوعد بأننا أبناء السماء ونحن على الأرض وبعد الموت وحتى بعد القيامة العامة نحن أبناء لله وسنتواجد معه ,,, تريد حضرتك أن تحدرنا إلى الخلف إلى ما قبل الميلاد وإلى تاريخ نوح وأولاده وإلى الصهيونية والمصري القديم وإبنه قبط ,,, فهذا يا صديقي يعتبر مضيعة للوقت, وتراهات, وتشويه لحاضرنا في المسيح يسوع ربنا,,,
يقول معلمنا بولس الرسول على تبعيته للمسيح مقارنة بحاله قبل التبعية :
بل اني احسب كل شيء ايضا خسارة من اجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي الذي من اجله خسرت كل الاشياء و انا احسبها نفاية لكي اربح المسيح (في 3 : 8)
وبعد ما قاله القديس بولس الرسول ونحن نقوله معه كل يوم لا مجال للحديث عن النسب العالمي ,, وإن كان هناك من يريده فهذا لا يريد المسيح أباً له.
وعندما أراد المسيح وضع تقييم لنا بالنسبة للعالم الحاضر بكل ما فيه من حكومات وممالك وأوطان ومكاسب وخسارة وعلاقات وغيرها ,, وغيرها من أمور العالم الذائل ,, قال لنا نحن المسيحيين الذين قبلنا الإيمان به :
13 انتم ملح الارض و لكن ان فسد الملح فبماذا يملح لا يصلح بعد لشيء الا لان يطرح خارجا و يداس من الناس14 انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل15 و لا يوقدون سراجا و يضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت16 فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة و يمجدوا اباكم الذي في السماوات ( إنجيل متى الإصحاح الخامس)
فحن يا صديقي بعد المسيح لا نريد أنساب عالمية أو أصول بشرية لأننا لا نفتخر ولا نتباهى ببنوة لغير المسيح ,, ولا نريد أن نكون غير ملح للأرض ونور للعالم
أولاً ملح !!!!!
الملح منتشر ومتوفر في جميع بقاع الأرض وجميع المسطحات المائية تحتوى عليه أي أنه منتج رخيص الثمن ولا يحتاج لمجهود في إستخراجه,, ولكن لا يمكن الإستغناء عنه في معالجة طعم المأكولات ,, بل يصلح كمادة حافظة لأطعمة كثيرة ,و كما أنه موجود في التركيب الكيميائي لكافة المنتجات الزراعية ,, ونظراً لأهميته لصحة الإنسان يعتبر علاج لأمراض كثيرة كالجفاف وإنخفاض ضغط الدم وخلافه.
هكذا المسيحي فهو من جهة العالم لا يعتبر نفسه أغلى من هذا الملح,, بل يعتبر نفسه أرخص شيء على الأرض,, ولكن لا يمكن الإستغناء عن فضائله التي تعلمها من مؤسس الإيمان المسيحي الذي هو يسوع المسيح ربنا ,, والتي هي دستور حقوق الإنسان المنادى به الآن ,, أي أن مبادئ حقوق الإنسان وضعها المسيح بنفسه في الموعظة على الجبل إنجيل متى الإصحاح الخامس.
لقد علمت المسيحية جميع من في العالم ,, كيف تكون الفضائل؟ وكيف يكون واجب الإنسان لأخيه الإنسان ومن يخرج عن هذا فهو خارج عن الإيمان بالمسيح.
ثانياً نور العالم:
النور هو الشيء الوحيد الذي يقدر أن يبدد الظلام,, وكل ما هو سلبي ومقزز للنفس يطلق عليه ظلمات,كالجهل والأوبئة وغيرها!!, وكل ما هو خطية تجرى وتمارس في الظلام,, بالمعنى الحرفي أو المعنى المجازي,, أي الخفاء!!
لهذا وظيفة النور كشف أعمال الظلمة أو الظلام وهذا ما فعلته المسيحية,, فسلوك المسيحي في وصايا إنجيله يضع الآخرين أمام أنفسهم ( وأقصد بالأخرين هم الخطاة ومرتكبي الذنوب ,, وفاقدي الإيمان ) فينعزل الظلام ويباد كما يفعل النور تماماً يبدد الظلمات,, فإما أن يستنير العالم بالنور فينطبق عليهم القول ( فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة و يمجدوا اباكم الذي في السماوات) أو يرفض العالم النور لأنه أحب الظلمة أكثر من النور فيقاوم النور ويضطهد المسيحيين ومعلمهم يسوع المسيح ربنا.
|