تقرير: إسحق إبراهيم – خاص الأقباط متحدون
البطالة في صدارة قائمة المشكلات يليها ارتفاع الأسعار ثم انخفاض الدخل والفساد والإسكان. 39% يثقون جدَا في الحكومة و32% إللا حد ما و21% لايثقون!. 54% قالوا: القطاع الخاص مفيد لمصر و29% قالوا: لا.. ليس مفيدًا. و33% لم تواجههم صعوبات في الأكل والشرب و29% واجهتهم صعوبات شديدة . و58% صدقوا تصريحات الحكومة حول إنفلونزا الخنازير بينما لم يصدقها إلا 20% فقط عندما تحدثت عن فرص العمل للشباب، ذكر المشاركين أنهم يشاهدون التليفزيون المصري فقط ولا يتأثرون بالفضائيات الأخرى. مما جعل برامج فضائية شهيرة مثل «القاهرة اليوم» و«العاشرة مساء» تحتل مواقع متأخرة في نتائج الاستطلاع...
كانت هذه النتائج أبرز ما توصل إليه أستطلاع الرأي الذي قام به الحزب الوطني ونُشر الأسبوع الماضي وتعرض لانتقادات عنيفة من المعارضة، متهمة الحزب الحاكم والحكومة بفبركة نتائج هذا الاستطلاع لتحسين صورتها أمام المواطنين إضافة إلى انتقادات لمنهجية قراءة وتحليل نتائج استطلاعات الرأي العام، واستخدمت المعارضة بيانات لمنظمة دولية مشهود لها بالنزاهة والحيدة لتفنيد نتائج الحزب الوطني.
أكدت د. عالية المهدي "عضو أمانة السياسات بالحزب الوطني وعميدة كلية الإقتصاد والعلوم السياسية" أن هذا الاستطلاع أجري على 2400 أسرة على مستوى المحافظات، وأن القائمين على هذا الاستطلاع لم يوصفوا أنفسهم بأنهم من الحزب الوطني لضمان حرية الرأي، وقد قمنا باختيار عدد من الخدمات وسؤالهم عما إذا كانت تتطورت أم لا ووجدنا أن البطالة هي أكثر القضايا التي حظيت بالمقدمة هذا العام لتتراجع مشكلة رغيف العيش التي تصدرت قائمة مشاكل استطلاع العام الماضي.
وتعترض المعارضة على منهج الاستطلاع وأسلوب اختيار العينة وترى أن بيانات الاستطلاع تتعارض مع مؤشرات الصادرة عن جهات دولية محترمة، فطبقًا لتقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية لعام 2008 وتقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان يتراوح عدد السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر ما بين 30? إلى 40?، وتحتل مصر مركز متدني من مكافحة الفساد. وفي المجال الصحي رصدت منظمة الصحة العالمية قائمة من الأمراض المزمنة والمؤشرات الصحية المخيفة حيث يعاني أكثر من 25? من المصريين من أمراض ارتفاع ضغط الدم و30? من الالتهاب الكبدي الوبائي وأمراض الكبد المختلفة، فضلاً أن أكثر من 305 ملايين مصري مصابون بالسكر، ويعيش أكثر من 50? من المصريين خارج مظلة التأمين الصحي. أما علي المستوى الاجتماعي فإن المؤشرات تؤكد ارتفاع نسبة البطالة إلى ما يزيد على 30? من القادرين على العمل، وما زاد الأمر سوءًا الأزمة الاقتصادية العالمية التي أدت لتسريح عدد كبير من العمالة.
في نفس السياق شكك نبيل زكي "عضو المكتب السياسي لحزب التجمع" في النتائج، مؤكدًا أنه منذ سنوات طويلة لم يقابل مواطنًا واحدًا يثق في أداء الحكومة بمن في ذلك برلمانيون وأعضاء في الحكومة نفسها، وأن العشوائية والفشل اللذان سيطرا على أداء الحكومة في كثير من القضايا يتعارضان تمامًا مع نتائج هذا الاستطلاع المشكوك فيه.
ويشير الدكتور أحمد لطفي "أستاذ الإقتصاد بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة" إلى أن هذه النتائج ليست مبنية على أي أساس، مؤكدًا أن شروط الاستبيان واستطلاع الرأي لا بد من توافر جهة محايدة لإجرائها وأن يكون السؤال والهدف واضحًا لجميع أفراد العينة وأن يتم سحب العينة لتكون ممثلة لأفراد وطبقات المجتمع من الناحية المهنية والتعليمية، بحيث يمثل الرجال والنساء في فئات العمر المختلفة ويعكس الوضع المهني والاجتماعي لهم، ويتساءل ماذا فعلت الحكومة ليتم رفع أسهم رضا المواطنين عنها خلال الـ 6 شهور الماضية -كما أجراه الإستطلاع المزمع-، مؤكدًا أن الأزمات التي تلاحق المصريين كثيرة، مضيفًا أن هناك انهيارًا واضحًا في عدد كبير من الخدمات.
يُذكر أن وكالة أنباء "أمريكا إن أرابيك" نشرت في نفس لتوقيت نتائج مختلفة صادرة عن مؤسسة "بيو" البحثية الأمريكية المرموقة التي أجرت استطلاع رأي في 25 بلدًا، وذكرت فيه أن المصريين هم الأقل ميلاً إلى الاعتقاد بأن المستقبل يحمل شيئًا إيجابيًا بالنسبة لأطفالهم، حيث قال حوالى 54% من المصريين في 2008 أن معيشة أبنائهم سوف تكون أفضل من معيشتهم الحالية، لكن هذه النسبة تراجعت بشكل كبير لتصل إلى 21% فقط في عام 2009. وفيما يتعلق بمستوى الرضا عن الحياة تصدر المصريون أيضًا قائمة الشعوب غير الراضية عن حياتها، حيث قال ستة من كل عشرة مصريين "60%" أنهم غير راضين عن حياتهم، في حين كان الهنود أيضًا الأكثر رضا عن حياتهم، حيث عبر 94% منهم عن رضاهم.
قال 41% "أي أربعة من كل عشرة" من المصريين أنهم يعتقدون أن الوضع الاقتصادي "سوف يزداد سوءًا" في مصر على المدى القريب، في مقابل ربع المصريين تقريبًا "26%" ممن عبروا عن تفاؤلهم بتحسن الوضع الإقتصادي على المدى القريب، وقال 32% أن الوضع الإقتصادى "سوف يظل كما هو". |