CET 00:00:00 - 16/03/2009

مساحة رأي

بقلم / نبيل المقدس
من واقع الحياة
عليك أن تُنمي جرأتك, ففي كل مرة ترفض فيها مواجهة الحياة ومشاكلها فأنت تُضعف من شخصيتك. فالشخصية ذاتها تحتاج إلى الشجاعة والجرأة... نحن نرى في أيامنا هذه أننا نعاني من نقص الجرأة الأدبية والإيجابية في نفس الوقت... فهناك الكثيرون ممن يخفون رؤوسهم عن واقع الحياة تجنباً من الخوف... وإذا ما استمرت رؤوسهم مخفية مدة طويلة فسوف تسبقهم الأحداث ولا يتبقى لديهم أية فكرة إذا ما عادوا وأطلّوا برؤوسهم إلى الحياة مرة أخرى فسوف ينفزعوا من التغيرات التي حدثت.
مشكلة العالم اليوم أنه يضع معايير أدبية وأخلاقية تخفي الجرأة الحقيقية وتُظهر ما يُقال عنها "الحياة فُرص", حتي وصلت أنها هي القاعدة الأخلاقية الجديدة للجرأة... والتي تنحني لها كل جباه وتخضع لها كل نفس بشرية... كما اتخذوا من القول: "الكل يفعل نفس الشيء" تبريراً لجرأتهم السلبية.

سيدة كادت تفقد محبة زوجها بسبب أمور صغيرة تافهة... فقد كان الزوج يكره أظافر يديها لأنها كانت طويلة أكثر من اللازم, غير أنها كانت تأخذ من الوقت الكثير في الإهتمام بهم... نصحها كثيرون بأن تتخلى عن هذا من أجل وحدة العائلة... لكنها أجابتهم باستياء قائلة: "إن فعلت ذلك لا أستطيع أن أواجه المجتمع... فالكل يفعل نفس الشيء". نعم كادت تخسر الحياة مع زوجها لأنها لا تمتلك الجرأة الكافية للتخلي عن عادة مشوبة بالغطرسة. كذلك الذي يرتشي فهو لا يمتلك الجرأة والشجاعة في التخلي عن هذه العادة (الفرصة) القبيحة.
كل عمل أو عادة تتكرر... تستقر في العقل الباطني وتتحول إلى موقف يكرر نفسه بسهولة.. يقول يسوع في متى 12 : 35 "الإنسان الصالح من الكنز الصالح في القلب يخرج الصالحات, والإنسان الشرير من الكنز الشرير يُخرج الشرور..." فالصالحات التي يُخرجها ومنها الجرأة الإيجابية هي مجموعة من العادات الحسنة المتراكمة والتي أصبحت جزءاً من تصرفاته وأخلاقياته. إذاً ما من جرأة صالحة تضيع, حتى ولو بدا أن لا تأثير لها على الغير فإنه يؤثر عليك, ويصبح جزءاً من كنزك الصالح, ويصير جزءاً من صلاح حتمي تجد نفسك معه سائراً في إتجاه الخير والصلاح.

تحدث مُحرر إحدى المجلات الأيرلندية عن أيام حداثته إذ كان والده يقول له عند عودته من العمل: "هل كنت جريئاً اليوم وقلت الصدق؟؟ هل قاومت بشجاعة وثبات إغراءات الحياة؟؟ إن كان كذلك عليك بتناول الطعام, أما إذا لم تكن تصرفاتك خالية من الجرأة الفعالة والمثمرة فسأحطم عظامك!!"، سوف تقول لي أنه تعليم وتربية قاسية!!! لكن بعد سنوات من تخرجي وتعييني في هذه المؤسسة الصحفية عُرض عليّ مبلغ من المال لكي أقوم بكتابة بعض المواضيع ضد إحدى الشركات... لكنني رفضت الرشوة بكل جرأة وشجاعة.... نعم تعليم والدي بقي فيّ, والكنز الصالح حفظني في أحرج الأوقات.

كذلك مهما عانينا من إضطهادات الآخرين, علينا أن نواجه هذه الصعوبات بجرأة وشجاعة. فكثير منا يخسر نفسه لانعدام الجرأة فبدل أن يقف ويتمسك بجرأته نجده يزحف على بطنه كالدود, يجب علينا أن تكون لدينا الجرأة في التعود على تحمل الضيق، ففي رومية 5 : 3 – 5 يشير بولس إلى نتائج هذه الجرأة والتي تتحمل الضيقات "عالمين أن الضيق ينشيء صبراً والصبر تزكية والتزكية رجاء – والرجاء لا يُخزى لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المُعطى لنا"
علينا أن نروض الجرأة في المسار الصحيح فهي تقوينا وتزودنا بالرجاء الثابت والدائم ونواجه بها الحياة بشجاعة وبشاشة!!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١٨ تعليق