بقلم: فيولا فهمي
إلى هذا الحد اعتبر الحزب الوطني الديمقراطي "امبراطور الشعارات ومركز تاهيل صغار الفاسدين" الموقع المخصص للتعارف الاجتماعي الـ"فيس بوك" وحشًا إلكترونيًا سوف يلتهم شعبية الحزب الغائبة ومكانته السياسية الزائفة، ودفع بشبابه لعمل جروبات مناهضة للجروبات المعارضة حتى يحدث توازن في القوة الإلكترونية، فتجد جروب بعنوان "لا لجمال مبارك" في مواجهة آخر بعنوان "نعم لجمال مبارك"، جروب باسم "الإضراب العام في مواجهة الفاسدين" وجروب آخر باسم "لا للمخربين" وهكذا.
وعندما استفحل الأمر وظهرت ضعف المشاركة في جروبات الحكومية، بدأ جهابزة الحزب في ابتداع أنماط جديدة من التلاحم الإلكتروني أملاً في اجتذاب الشعبية المفقودة بسبب السياسات الموبوءة، وأعلنوا عن لقاء مفتوح بين جمال مبارك الشهير بـ"الوريث" والشباب من مختلف الأعمار على موقع الـ"فيس بوك"..
وطبعًا وبدون توقعات أو تكهنات أو كشف مستور مدفون في قاع البحور.. فإن اللقاء بلغة السياسيين متأمن وفي المضمون والبروفات شغالة بين جميع الكومبارس استعدادًا لعرض المسرحية الحكومية على الشاشات الإلكترونية، وطبعًا الحجز ممنوع لأن موقع المشاركة المعلن لا يسمح بمشاركة الجادين، والشباب المشارك في اللقاء تايواني مش أصلي علشان يبعد عن الأنات والآهات، ويقول أسئلة مفرومة في ماكينات لجنة السياسات ومحفوظة في ثلاجات الأموات.
المسرحية أصلاً مش هتحقق أي مكاسب أو نجاحات لأنها معتمدة على شوية إمكانيات وشباب متعرفش تكسر التابوهات، وترسانة إعلام كل همها تلميع الموعودين وأنصاف الموهوبين، فاكرين إن رواد الـ"فيس بوك" هياكلوا من إيد الحزب الوطني أشهى المعجنات، مش كفاية طافحين الهم والغم وشايفين الفساد في كل المجالات، مش ناقص كمان من الحزب الوطني غير عرض المسرحيات والمسلسلات على الشعب الغايص في الأزمات.
يعني م الآخر وبلغة قاموس الشباب الفيس بوكاوى الأصيل "صباحو أونطة"!! |