بقلم : عـادل عطيـة
يكشف الشيطان المتجسد في أتباعه ، عن وجه البغض ، بوقاحة التعبير عن كل الشر الذي في قلبه ، حتى أننا نسمعه ، ونراه ، ونلمسه ، ونشعر به :
عندما يسبوننا ، ويدعون علينا بالامراض التي لا شفاء منها ، ويتمنون لنا الموت ، والترمل ، واليتم !
وعندما يهاجمون كتبنا المقدسة ، وتمزيقها بالإدعاءات الخسيسة الباطلة !
في منعنا بكل العنف الدنيء من الصلاة من قِبل جيراننا !
وفي تخريب ممتلكاتنا ، والتلذذ بإحراقها ، والتمشي كآلهة منتصرة وسط حطامها !
في تتبع فتياتنا ، وخطفهن ، واغتصابهن ، واذلالهن !
وبقسوتهم ووحشيتهم ، التي لاتنتهي ، والتي لايمكن تصديقها ، وهي تُمارس في أتون السجون الهلالية ضد المتنصرين !
،...،...،...
ومع كل صرخة ألم ، يثورهذا السؤال :
ماذا فينا يجعل الشيطان يتجه إلينا بوجهه المتجعد بالحقد ، ويصب جامات غضبه علينا ؟!..
في فيلمه الوثائقي : " ثلاث وعشرون دقيقة في الجحيم " ، يحكي لنا المواطن الامريكي بيل ويز، أن الرب أخذه من جسده ، وألقاه في زنزانة سجن في الجحيم ؛ لينذر بعد ذلك أولئك الذين لا يعتقدون بوجود الجحيم وابديته ، وهناك اختبر بما يفوق قدرات عقله أن يحتمله من الاهوال إلى أقصى الحدود ، والتي ابتكرتها الشياطين لتكون مدخلاً لعذابات لا يعبر عنها ، وعندما فكّر في نفسه ، قائلاً : " يارب ، لماذا يكرهني هؤلاء الشياطين بشدة ؟! " ، أجابه يسوع : " لأنك مخلوق على صورتي وهم يكرهونني ! " ..
لقد كانت حياة المسيح على الأرض مصدر رعبهم القاتل . ألم يقولوا له : " أتيت إلينا قبل الوقت لتعذبنا " ؟!..
وحياة كحياة المسيح ، إذا عشناها ، تجعلهم يتعذّبون ، وتجعل روحهم ثائرة مدمرة ، وقلبهم يتفجر بالمرارة والحقد على كل أولاد الله !
فهم يكرهون صلاتنـا ؛ لأن الصـلاة تطرد ارواحهم النجسة من الناس الملموسين !
ويرتعبون من علامة الصليب اينما وجدت ؛ لأنها تُذكّرهم بهزيمتهم النكراء في ساحة الجلجثة !
ويبغضون تعاليم المحبة والرحمة والسلام ؛ لأنهم من النارخلقوا ، وفي النار يعيشون ، ولايستريحون إلا بإشعال الحرائق في البلاد والعباد ، في الدور والصدور !
،...،...،...
أنه الصراع بين المحبة والبغض !
الصراع بين الحياة والموت !
الصراع الأبدي بين الوجوه البشرية لله ، والوجوه البشرية للشيطان !
adelattiaeg@yahoo.com |