نتنياهو يشكر مبارك على إحباط محاولة اختطاف سفيره بالقاهرة.. واتصالات مكثفة توحي بتقدم في ملف شاليط
أكدت مصادر مصرية مطلعة أن هناك تقدما ملموسا في ملف المفاوضات الإسرائيلية ـ الفلسطينية الذي تشرف عليه مصر من أجل التوصل إلى صفقة تبادل أسرى. وقالت هذه المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن هذا التقدم لم يصبح دراميا بعد، ولكنه حصل بفضل التوجه الإيجابي لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو. وأوضحت هذه المصادر أن نتنياهو وافق على أن تستأنف المفاوضات بين إسرائيل وحماس من النقطة نفسها التي انتهت فيها المفاوضات مع حكومة إيهود أولمرت السابقة، مؤكدا أن تلك كانت نقطة متقدمة للغاية.
يذكر أن حكومة أولمرت وافقت في حينه على طلب حماس بأن تختار الأخيرة قائمة بأسماء 450 أسيرا من الوزن الثقيل (ممن تقول إسرائيل عنهم إن أيديهم ملطخة بدماء يهودية) فتدرسها إسرائيل وتبت بشأنها. واختارت حماس أصعب الأسماء بالنسبة لإسرائيل، وبعد أشهر طويلة من المد والجزر في المفاوضات، وافقت إسرائيل على إطلاق سراح 325 أسيرا ممن وردت أسماؤهم في قائمة حماس شرط أن يطلق سراحهم خارج البلاد أو في قطاع غزة، وليس في الضفة الغربية ورفضت إسرائيل إطلاق سراح الـ125 الآخرين، وطلبت من حماس أن تضع قائمة أخرى بديلة عنهم. وانتهت المفاوضات في حينه عند هذا الحد.
ولكن مع صعود حكومة نتنياهو، وافقت حماس، حسب مصادر إسرائيلية، على إبعاد عدد من الأسرى عند تحريرهم. وقالت مصادر فلسطينية إن موافقة حماس جاءت بعد أن تم استفتاء الأسرى أنفسهم في الموضوع. وإنه جاء في إطار اقتراح مصري لصفقة شاملة لا تقتصر على تبادل الأسرى، إنما تشمل اتفاق هدنة بين إسرائيل وحماس والمصالحة الداخلية في المناطق الفلسطينية وإطلاق مفاوضات سلمية بين السلطة الوطنية وإسرائيل.
وشهدت الأسابيع الماضية نشاطا دبلوماسيا واسعا بين مصر وإسرائيل بلغ ذروته بزيارة رئيس الوزراء، نتنياهو، إلى مصر قبل أن يزور الولايات المتحدة، وزيارة الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس، في يوليو (تموز) الماضي. وحسب مصادر إسرائيلية رفيعة، فإن هذه الفترة شهدت ارتقاء بعدة درجات في مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين، بما في ذلك التعاون الأمني، خاصة بعد كشف مصر خلايا تابعة لتنظيم القاعدة وحزب الله اللبناني يشتبه بأنها أعدت لسلسلة عمليات تفجير ضد مصالح إسرائيلية في سيناء وضد مصالح مصرية، والتخطيط لمحاولات اغتيال تتناول شخصيات مصرية عديدة واغتيال أو اختطاف السفير الإسرائيلي في القاهرة، شالوم كوهن.
وفي هذا الإطار، كشف في القدس المحتلة أمس أن نتنياهو هاتف الرئيس المصري، الليلة قبل الماضية وشكره على إجهاض العمليات ضد السفير والسفارة الإسرائيلية في القاهرة، وأنهما تحدثا عن السبل لإزالة العقبات في وجه تنفيذ صفقة تبادل أسرى. وكذلك حول تطوير العلاقات الثنائية. كما كشف عن وجود رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الدكتور عوزي أراد، الذي يعتبر أيضا كبير مستشاري نتنياهو، في القاهرة على رأس وفد سياسي أمني، وأن مندوب نتنياهو في مفاوضات تبادل الأسرى مع حماس، حجاي هداس، في الطريق إلى القاهرة.
وربطت وسائل الإعلام الإسرائيلية بين هذه الزيارة وبين التقدم في المفاوضات حول شاليط. وتتم هذه الاتصالات، ومن حولها تثار أجواء إيجابية، على الرغم من الأجواء السلبية التي ثارت مع نشر طاقم مكافحة الإرهاب في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس، تحذيرا للمواطنين الإسرائيليين من السفر إلى سيناء المصرية خلال الشهرين القادمين ومطالبة المواطنين الإسرائيليين الموجودين حاليا في سيناء بمغادرتها فورا، بدعوى أن هناك إنذارات ساخنة جدا تشير إلى نية أوساط معادية لإسرائيل تنفيذ عمليات إرهاب ضد مواطنيها المستجمين في سيناء.
وحرص ناطق بلسان الحكومة الإسرائيلية، أمس، على التهدئة من روع المصريين بسبب هذه الإنذارات، التي تعتبرها مصر «إجراءات إسرائيلية زائدة هدفها استفزازي لمصر». فقال إن الإنذارات ليست جديدة ولا تقتصر على مصر. وأن هناك تحذيرات مشابهة تتعلق بزيارة الأردن والمغرب وتونس وسائر الدول العربية والإسلامية، بما في ذلك بعض المناطق في تركيا. |