بقلم: ناهد صبري
تفاقمت قضايا العائدين للمسيحية خاصة بعد تعنت النظام إلى الحد الذي جعلها تبدو حادة جدًا مثل حد السكين، وأصبح المجتمع كله فوق صفيح ساخن، وأصبحت كلمه "مسلم سابق" تهدد المواطنة في الصميم، وساهم في تدهور الوضع سريعًا المناخ الطائفي الحالي الذي يضرب بجذوره العفنة في مجتمعنا، مع أن رسول الإسلام قال «من عادى ذميًا فقد عاداني وأكون حجيجه يوم القيامة».
هذا وتستخرج أوراق العائدين للمسيحية بالديانة الجديدة خلال يوم واحد على الأكثر وتشتعل الفتنة الطائفية بين عنصري الأمة (المسيحي والمسلم) بنار لا تقل عن النار التي يشعلها العامة والغوغاء حين يشعلون النار في الكنائس -بل يزيد- لأن هذه النار يشعلها نفر لا يستهان به من أصحاب القرار فى الوطن، فكيف تقبل وزارة الداخلية ويرتضى الأزهر أن ينتمي للإسلام من ليس منه أو من ليس على قناعه به؟ فأغلبهم يشهر إسلامه لأسباب اجتماعية كالرغبة في الزواج أو الرغبة في الطلاق، والبعض وجدوا أنفسهم مسلمين بالتبعية بعد أن أشهر آبائهم إسلامه كحالة الطفلين أندرو وماريو الذين اعتبرا مسلمين بالتبعية لإشهار والدهما إسلامه لحين صدور حكم من المحكمة يقر بأنهما مسيحيان وحينئذ يكتب في أوراق هويتهما عبارة "مسلم سابق".
والبعض خرج من الإسلام نتيجة تدليس ظاهر ممن يعتقدون بأنهم يخدمون الله والدين، فقد استمعت في فضول حقيقي إلى بعض القصص وقرأت في نظرات أصحابها أن سبب تركهم للمسيحية كان أن حاك لهم البعض مؤامرات ساذجة إذ تقول إحدى الحالات (وهي مثال لكثيرين): لم يمضِ على دخولي الإسلام -لظروف معينه- سوى مدة قليله جدًا، لكني لم أنطق الشهادتين ولم أدخل الأزهر من أساسه لكني قررت العودة بعد شعور بالندم لإجباري على ترك مسيحيتي، وعندما فكرت في إصلاح بياناتي بالاسم والديانة المسيحية اصطدمت بقرارات بمصلحة الأحوال المدنية التي اعتبرتني مرتدة عن الإسلام لكنني طالما فكرت في العودة للمسيحية التي مارست كل شعائرها منذ مولدي.
فالمشكلة ليست خاصة بالعقائد، المشكلة متعلقة بالمواطنة فيجب على الدولة ترسيخ مبدأ أننا جميعًا مصريون، بكل عقائدنا مسيحيين ومسلمين وأن تنحاز إلى الحق وتبتعد عن الأهواء والأغراض الشخصية والطائفية الضيقة، ويجب عليها ترسيخ مبدأ أن الله في غنى عن النفاق أو الخداع أو الإذعان في الدين، وأن الدين قناعه وإرادة واختيار -وترسيخ مبدأ أن الله والإيمان والمعرفة ليست حكرًا على أحد– وترسيخ مبدأ أن الناس يعبدون الله بأساليب وأديان ومذاهب مختلفة، وهذه بديهة تاريخية وإنسانية ثابتة عبر تاريخ الأمم والشعوب جميعًا.
ومن جهة أخرى.. لماذا تضع الدولة العراقيل في طريق المواطن المصري فلا يتميز كل في مجاله؟ فبدلاً من أن ينتج العامل في مصنعه والأم في تربية أبناءها والباحث في معمله يتفرغ كل من هؤلاء لعلاج مشكلة وجد نفسه فيها بذنب أو بدون ذنب.
فليس أمام هؤلاء لوضع حد لمعاناتهم ومعاناة ذويهم إلا رفع دعوى دولية ضد وزير الداخلية أو تبني منظمة دولية قضيتهم وفضح ادعاءات المسئولين على حرية الاعتقاد ليرها العالم أجمع. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|