بقلم- فيولا فهمي
اخيراً و بعد طول معاناة انتصر القضاء المصرى لحقوق الابرياء و صدر حكم على ممدوح اسماعيل مالك العبارة المنكوبة السلام "98" - التى تسبب بغرقها فى مياه البحر الاحمر بمقتل ما يزيد عن الف مواطن مصرى – بالسجن لمدة 7 سنوات .
و بالرغم ان مدة التى قضى بها الحكم لم تشف غليل اهالى الضحايا نظير ما ارتكبه اسماعيل بحق الف مصرى و لكن كيف سيتم تنفيذ الحكم القضائى و متى حتى ينتصب ميزان العدالة ؟!
للاسف ان تنفيذ الحكم امرا بالغ الصعوبة و خاصة فى ظل عدم وجود اتفاقية لتسليم المتهمين بين مصر و انجلترا – مكان اقامة ممدوح اسماعيل الان- حيث تصبح المساحة التقديرية للحكومة البريطانية هائلة فى قبول او رفض طلب تسليم المتهم ممدوح اسماعيل .
و لكن ايضاً مرحلة المطالبة تستوجب مزيد من الجهد الحكومى نظرا لضرورة مخاطبة النيابة العامة لفرع الانتربول الدولى فى مصر و منحه كافة البيانات عن المتهم و ملف القضية لاصدار المذكرة الحمراء التى بموجبها يتحرك الانتربول الدولى باحثاً عن المتهم المطلوب ، و لان تلك الاجراءات تمر بمراحل عديدة من التعقيدات القانونية و التوازنات السياسية – و ما اكثرها فى مصر – لان ممدوح اسماعيل كان احد رجال النظام و له علاقات واسعة النطاق بمن يأمر فيطاع ، فاغلب الظن ان ملفات القضية لن تخرج من ادراج المحاكم التى مرت عليها ، و لن يتم تنفيذ الحكم او السعى لانهاء الاجراءات القانونية التى من شأنها رجوع الحق لاصحابه او محاولة اقناع الحكومة البريطانية عبر القنوات الدبلوماسية بين البلدين بتسليم المتهم ليقضى عقوبته فى مصر التى فر منها هارباً و ملطخاً بدماء الابرياء الذين أودى بحياتهم بالاهمال و التدليس و الفساد ، ثم دفع لذويهم تعويضات هزيلة لا تسمن من جوع او تغنى من فقر .
فلقد استطاع الحكم القضائى ان يفرح القلوب و يثلج الصدور بعد ان حكم على اسماعيل و شركاه بالبراءة من قبل ، و لكن العبرة فى تنفيذ الحكم و ليس النطق به فقط ، لان الهدف هو القصاص من الجناه و ليس تهدئة الرأى العام و امتصاص حالة الانفعال فى الشارع ... و إلا سيكون محظوظ اسماعيل !
|