CET 00:00:00 - 17/08/2009

فاقد الأهلية

بقلم: سحر غريب
على طريق المقطم الملتوي كثعبان مارق مصاب بحالة تقلص معوي شديد، شاهدت عجب العجاب، منتهى اللا مبالاة والاستهتار بحياة المارة، فقد شاهدت صفًا طويلاً من السيارات يلتوي ويتراقص على أنغام الكلاكس النشاز معلنين عن حالة جوازة تكاد تصبح حالة جنازة، وكأن العروسة هي أول عروسة تتجوز، أو أن سائق السيارة كان غريمًا للعريس وقال في نفسه إن شاء الله اللي يطفحها غيري يموت فقرر في لحظة غضب قتل الزفة بمن فيها.
طبعًا لم أسكت وانتهزت فرصة اقتراب سيارتنا من سيارة العروسين وقلت بصوت عالي يا جماعة عاوزين تموتوا موتوا لوحدكم بلاش تموتونا معاكم.... الطريق دة في منتهى الخطورة وحوادثه كثير.

بصراحة كفّت السيارة عن أعمالها البهلوانية لبرهة حتى ابتعدت سيارتنا وعادت ريما لعادتها الغبية وأستمر الفرح.
أما  كوبري قصر النيل فكانت لنا زفة أخرى فعلى مطلع الكوبري الضيق وجدنا سيارة يبدو من بهرجتها الزائدة وسطلها الواضح أنها سيارة بها عروسة وعريس وأخذت سيارة العرس تتحرش بسيارتنا وتلتصق بنا التصاق جنيني حتى كادت تأخذنا بالحضن مخلفة وراءنا حادثة قاتلة.
ولأن الله خلقنا بلسان وخوف غريزي فقد صرخنا في سائق السيارة واتجهنا فورًا إلى أقرب عسكري مرور وطالبنا بحقنا بتنفيذ قانون المرور الجديد وإخراج بعبع الحبس من مخبئه، ولكن ضابط المرور (خلي بالك مش عسكري) رد علينا بابتسامة بلهاء على وجه سيادته: دة فرح عقبال أولادك يا أستاذ عاوزني أبوظ فرحتهم، والله يا أستاذ أنا ما أعرفهم ولا عمري شفتهم بس حرام خليهم يفرحوا.

لو كان ضابط المرور عند سوء ظني لكان المفروض عليه أخذنا نحن تحري بتهمة الاعتراض على قضاء الله وقدره وقطع خلف العروس من دلعنا ومياصتنا وخوفنا اللا مبرر من الموت، طيب بذمتكم مش من حقي أن أرفع يدي بالدعاء على عريس الغفلة وعروسته المصون!
وألا أنا فعلاً واحدة مفروض يحبسوها في بيتها بدال ما يطلقوها على زفاف الناس الغلابة اللي كل همهم يفرحوا وإن شاء الله يولع الباقيين.
يا جماعة جوزي كل أسبوع يقوم بتغيير عجل سيارته بسبب دخول شظايا زجاج فيها والشظايا دي معروف مصدرها فهي من مخلفات حوادث قد وقعت في الطريق من قبل، معنى كدة أن الحوادث مازالت في ازدياد مستمر رغم وجود قانون مرور لا مؤاخذة رادع وقوي.       
 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق