الراسل: الجساسة
فلنحسبها بالعقل.. ما الذي سيحدث لو لم نتظاهر وما الذي سيحدث لو تظاهرنا؟
لو لم نتظاهر هل سيعود سيادة الرئيس حافظًا للجميل ويتخلى عن سياسة التوازنات التي يضحي فيها سيادته بالأقباط لأنهم الطرف الضعيف والطرف المتسامح والطرف المختصر والذي يكفيهم تقبيل لحى القسيس والشيخ، ويستمر فخامته في سياسته التي سار عليها طوال الثلاثين عامًا حتى وصل الأمر بأن لا تطبيق للقانون عندما يكون الطرف المظلوم الأقباط وتنصب جلسات الصلح العرفي التي لا تنظر لقانون أو دستور أو قضاء بل يتم فيها الضغط على الأقباط من خلال أمن الدولة ورجالتها وإعلامها وأعضاء مجلس الشعب المسلمين الذين نجحوا بشعارات الإسلام هو الحل؟ كل هؤلاء لا هم لهم إلا أن يسدوا أفواه الأقباط الصارخة من شدة الألم فيكممونها لتبدو الصورة أن كله تمام التمام يا ريس.
تُرى.. هل يعود الرئيس ويفتح ملفات الأقباط ويبدأ بإعلان دولة مدنية يتساوى فيها الجميع تمامًا ويأخذ كل مظلوم حقه، ويبدأ بتشيكل لجنة مستقلة للتحقيق في الأحداث المؤسفة طوال الثلاثين عامًا من عهده البائس ليرجع الحق لأصحابه ومعاقبة مرتكبي الجرائم أيًا كان موقعهم؟
يا أخي لقد اعترفت جماعات الإرهاب الإسلامي بجرائمها ضد الأقباط وسرقة محلات الذهب وقدموا الاعتذار ولم تتعتذر حكومات الرئيس مبارك عن ما اقترفته أجهزتها طوال الثلاثين عامًا.
لكن ماذا لو تظاهرنا؟ نعم سيزداد التلاحم بين أقباط الخارج والداخل، فلم تفصلنا المسافات أو السنوات عن أهلنا وأصدقائنا بل لا زلنا تشاطرهم الألم والاضطهاد كما أن الخائفون والمرتعشون من الخروج للتظاهر سيتجرأون وسيستمر ويتصاعد النضال ضد الطاغية والدكتاتور، كما أنه سيكشف للإدارة الأمريكية وللرأي العام العالمي عن وجه النظام القبيح وما أقترفه من جرائم في حق مواطنيه ونسقط كل مصداقيته بادعائه بأنه نظام معتدل ومتحضر ويسعى لإرساء حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وخاصة فلسطين.
وأنا هنا أتحدي أن يقارن وضع الفلسطيني داخل إسرائيل ووضع القبطي في بلده ووطنه! رغم أن الفلسطيني الداخل يعلن بتبجح بأنه موالي لأعداء إسرائيل ويسعى لمحوها ويفجر الحافلات في مواطنيها، بينما القبطي مسالم مخلص حارب حروب العرب والمسلمين رغم أنها لا تعنيه؟
نعم التظاهر فرصة ذهبية للأقباط للتعريف بقضيتنا أمام الإعلام ومنظمات المجتمع المدني الذي سيغطي هذه الزيارة وأمام الرأي العام العالمي والأمريكي لكي يعرف ويتابع ما نعانيه من قبل عنصرية النظام وقمعه.
على موضوع: عفوا يا مايكل .... كفايه |