CET 00:00:00 - 18/08/2009

مساحة رأي

بقلم: القس/ أيمن لويس
عزيزى القارئ للتذكرة نعيد ذكرالنقاط التى كنا  نتحدث فيها  فى الجزء الأول من المقال السابق وهى.
أولاً : أستخدام كلمة نكاح عوضاً عن كلمة زواج.   
ثانياً : أسس ومبادئ الأختيار للزواج ( الجمال ، المال ، النسب )
ثالثاً :  المرأة ودورها ومدى أهليتها .
رابعاً : مفهوم صلة الرحم ، والخضوع للوالدين على حساب العلاقة الزوجية.
خامساً : الزواج كعهد وليس كعقد والفرق بينهم

قد تناولنا  فى  المقال السابق النقطة الأولى والثانية من الموضوع الذى نتحدث فيه وفى هذا المقال نستكمل بقية المقال

ثالثًًًاً :  كنت أستمع للراديو على أذاعة الشباب والرياضة  وكانت المتحدثة د. زينب رضوان تقريباً ، وأسم البرنامج حقوق الإنسان فى الإسلام ، وبدأت الحلقة بعرض عن الزواج فى المسيحية مستشهده بنصوص من الكتاب المقدس ؟ !! ماعلينا ،  إلى أن وصلت لما ورد برسالة (أفس 24:5) "ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح ، كذلك النساء لرجالهن فى كل شئ" وأخذت تستفيض فى عبارة الخضوع فى كل شئ ، معتبره أن هذه العبارة أنتقاص لقيمة المرأة ينزل بها لمستوى العبودية لتختم البرنامج قائله جاء الإسلام ليرد للمرأه ما أقتصته الأديان السابقة من حقوق .. كلام غريب  وعجيب  !! والأستدلالات بعيدة عن سياقها ، فمن القيم الاساسية التى جاء بها الوحى فى العهد الجديد ولا تقبل المزايدة هى قيمة المرأة فى المسيحية ومكانتها ودورها وهذا الأمر لا يمكن لمنصف لديه قليل من البصيرة عدم أدراكه ، ويمكن أن نقول فيه الكثير، ففى الحقيقة لم ترفع ديانة من قيمة المرأة بقدر ما فعلته المسيحية ولم تأخذ من حقوق بقدر ماقدم لها المسيح والعهد الجديد ، فقد أعطاها ما للرجل من حقوق ، فى كل شى‘ مما فى السماويات والارضيات  (1بط: 3- 7)  ولأنها مساوية للرجل فى القيمه والحقوق فلها نفس نصيب الرجل فى الميراث .

ومن هذا المنطلق الحقوقى نرى أن تعدد الزوجات أعتداء على عزة المرأة وكرامتها وأخلال سافرلمبدء المساواة ،  والمبررات التى يصوغها مجتمعنا والمجتمعات التى تقر نفس المبدء لا تقدم لنا أقناع وتبريراً يعطينا الحق فيما نعتبره  إهانة للمرأة  بهذا الفعل وما يترتب عليه من أضرارنفسية وأجتماعية لها وللأبناء ، والوحى المقدس لا يقدم المرأة على أنها جسد فقط يجب تغطيته بالقدر المستطاع ، بل هى كيان متكامل مثل الرجل عقل ونفس وروح أيضاً  لهذا تملك الزوجة جسدها ولا تغضب عليها الملائكة أو تلعنها السماء إذا رفضت أن تكون سلعة رخيصة يمتلكها زوجها ليلهو بها وقتما يشاء وكيفما يشاء ، فهى ليست حرث للرجل أو مجرد حاضنة لنطفة الرجل فكماأشرنا سابقاً أن الإيمان المسيحى يقدم العلاقة الزوجية فى إطار من الرقى الأخلاقى مشيراً أن التواصل الجنسى هو تواصل روحى قبل ان يكون تواصلاً جسدياً ،
ولأتمام هذه العلاقة يلزم مراعاة مشيئة الطرفان (1كو7: 5 )" لايسلب أحدكما الآخر إلا ان يكون على موافقة" واية علاقة تراعى رغبة أحد الطرفين على حساب الآخر هى علاقة غير عادلة  وغير أخلاقية . ففى لحظات التواصل الجنسى يحدث نوع من الأنصهار بين روحين فى بوتقة واحدة وفى لحظة واحدة لهذا تقول الأية " ويصير الأثنان جسداً واحداً " فمن رحَم هذا الرقى والسمو أستخرج الفيلسوف الألمانى كنت تعريفه عن الأخلاق عندما قال "على الأنسان أن يلتزم بتصرفات لاتهين عزة الآخر ولاتنتهك حقوقه الأخلاقية" ولهذا لم تسمح المسيحية بأن يستغل الرجل تفوقه بدنيا فيقوم بالأعتداء علي المرأة و إزائها بدنياً لذلك لم يرد بالوحى المقدس  أى إشارة تسمح  للرجل بضرب المرأة تحت أى مبرر ومن هنا أيضاً كانت أدانة المسيحية لختان الإناث بكل وضوح ، وهى أمنة فى بيتها لايحق لزوجها أن يطلقها إذا شبع منها ، وهى كاملة العقل ويشهد الوحى عن نساء تفوقنا فى الحكمة عن الرجال مثل أبيجايل (1صم25)  لذا يحق لها العمل إذا رغبت ويجب أن تفعل ذلك فهى نصف المجتمع  ولها حق أن تتقلد المناصب القيادية وهى كاملة فى الدين أيضاص لذا نجدها خادمة فى عمل الرب وكرمه ومن النساء من يفقن الرجال فى الإيمان والتقوى وقد شهد سيدنا المسيح لإيمان كثيرات ، فالمرأة كاملة الأهلية فى الفكر المسيحى ومانقوله ليس كلام مرسل بل لدينا نصوص مؤيدة أكتفى بهذا  (غل 3: 28)  "  ليس يهودى ولايونانى . ليس عبد ولاحر. ليس ذكر وأنثى لأنكم جميعاً واحد فى المسيح يسوع ".

رابعاً: كما يقدم المجتمع صورة لصلة الرحم والخضوع للوالدين مما يجعل الأنتماء للوالدين بعد الأرتباط يجب أن يتفوق على الأنتماء للشريك الآخر مما يفسد العلاقة الزوجية وكأنها علاقة ضيافة مؤقتة يمكن أن تنتهى فى أى لحظة  لذا تقول كلمة الله من البداية " يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بأمرته" (تك2: 42 )" لم يعودوا بعد أثنين بل أصبحا جسداً واحداً" ( مت 19: 5، 6)،- فالأنتماء للشريك الأخريجب أن يفوق الأنتماء لأى شئ أخر وكما يقدم الوحى هذه الوصية للرجل يقدم نظيرها أيضاً للمرأة " أسمعى يابنت وانظرى،وأنسى شعبك وبيت أبيك ، فيشتهى الملك حسنك " (مز 45: 10، 11) ومن القصة التى ذكرناها (تك24) نرى كيف أن الكتاب المقدس منذ بداية تشريع الزواج يعطى الفتاة الحق الكامل والمطلق فى أختيار شريك الحياة  فليس فى المسيحية هناك ولى للبنت له حق التسلط والتحكم فمتى أصبحت راشد أصبحت مسئولة عن نفسها وتصرفاتها فحرية الفرد جزء أساسى فى تكوينات الثقافة  المسيحية .          
خامسًا : بالنسبة لنا نحن معشر المسيحيين ،  فالزواج هو عهد مع الله قبل أن يكون عقد. (ملا2: 14- 16)"من اجل أن الرب هو الشاهد بينك وبين أمرأة شبابك وهى قرينتك وامرأة عهدك ،  فأحذروا لروحكم ولايغدر أحد بأمرأة شبابه ، لأنه يكره الطلاق قال الرب"   فيه يتعهد كل من الطرفان راغبى الارتباط مع الله ويكون أمام  الكنيسة بصفتها الجهة التى خول لها الرب المسؤلية والسلطان لإدارة الأمور الروحية. وفيه يقدم كل طرف ذاته للآخر والمرأة المسيحية تأتى بنفسها لتضع يدها فى يد من أختارت أن تقترن به . ولأن الزواج منذ البدء مشروع إلهى خصه الرب بقدر كافى بنصوص فى الوحى جعلته جُزءاً لايتجزء عن المنظومة الروحية (العبادة – والعقيدة ) فالكنيسة لاتستطيع بحال من الأحوال التحلل من مسؤليتها ورسالتها فى أمر الزواج . ولأن الله "ليس عنده تغيير ولا ظل دوران"(يع1: 17) فالعهود معه له المجد هى عهود مقدسة لا تتغير . والمسيحى يهتم بالعهد الكنسى أكثر من العقد المدنى . والمسيحى الحقيقى يرى أن العهد أقوى من العقد ، فالأول عمل مقدس والآخر يمكن العدول عنه وفسخه . وعديمى الإيمان لايدركون ما هو العهد ومدى قدسيته ومسؤلياته  فهؤلاء مسيحييون بالإسم  لايعرفون من الايمان إلا الشكليات و الممارسات الطقسية حتى وإن ذهبوا الى الكنيسة . وعادة ما تظهر النزعة لطلب الطلاق عند هؤلاء وهذا أمر طبيعى لأنه كيف نحكم بالروحيات لمن هو جسدى . وليس معنى هذا أن المسيحيين الذين يسلكون بالوصية لايجتازون أزمات زوجية يمكن أن تصل لحد أستحالة العشره الزوجية أبداً ، لكن هؤلاء غالبا ما يقنعون بنصيبهم ويكتفون بالانفصال فقط أو يجدون وسيله لتوفيق أوضاعهم . والحياة الزوجية عموماً تستحق بعض التنازلات من الطرفان. 

أما المجتمع فيهتم بأن يقدم  الزواج على أنه عقد أتفاق مبرم وبه شروط مالية وجزاءات 00ألخ . وفى الحقيقة  نحن نرى أن القوانين المعمول بها فى مجتمعنا  تبخس من حقوق المراة وتنحازللجانب الذكورى فهى تكتفى فقط بتقديم بعض الفتات من الأمور المادية مثل القايمة ومؤخر الصداق والمهر ..ألخ . ولكن على المسيحى أن يعرف أن مجتمعنا به أساليب وأنواع وأنظمة لعقود زواج لا يقرها نظام الزواج المسيحى مثل زواج المسيار والزواج العرفى ..ألخ . وفى الحقيقة لايوجد أى تضارب بين العهد والعقد ، فما للرب للرب ومالقيصر لقيصر ومن حق الدولة ومسؤليتها تجاه رعياها أن تنظم بالقوانين ما يحفظ السلام الإجتماعى  ويحقق العدل . والعقد يكمل العهد ولاسيما لأصحاب النفوس الضعيفة والضمائر المريضة الذين لايخافون الله .   فلأجل قساوة قلوب هؤلاء يجب فعل هذا ولأن ليس الجميع مسيحيين حقيقين يسلكون بوصايا الرب. ولمثل هؤلاء ننصحهم بالأكتفاء بأتخاد الإجراءت المدنية والقوانين الوضعية  فالعقد أنسب لهم دون العهد حتى يريحوا أنفسهم ويريحوا الكنيسة .
pas_ ayman@Yahoo.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق