دعوى قضائية: المسؤولون حوّلوا العمّال الى فئران تجارب واجبروهم على شرب مادة اليورانيوم خلافا لمعاهدة هلسنكي
كشف النقاب الاثنين عن انّ العديد من العاملين في الفرن الذري في ديمونا، قاموا بشرب مادة اليورانيوم ضمن تجربة شاركوا فيها، على الرغم من انّهم لم يوافقوا على الامر، كما انّ التجربة التي من قبل المسؤولين عن الفرن الذري تمّت بصورة مخالفة لبنود ونصوص اتفاقية هلسنكي
والتي تحدد بشكل واضح كيفية اجراء التجارب على بني البشر، بالاضافة الى ذلك، فانّ المسؤولين لم يبلغوا العاملين بمخاطر التجربة والامراض التي قد تصيبهم جراءها.
وقال المحلل للشؤون الاستراتيجية في صحيفة "هآرتس" العبرية، يوسي ميلمان، انّ التجربة اجريت في العام 1998، الا انّ تفاصيلها تنشر لاول مرة، وذلك بعد ان قام احد العاملين السابقين في الفرن الذري برفع دعوى الى محكمة في بئر السبع ضد المسؤولين، وزاد انّ الموظف المذكور، يوليوس مالك، ادعى انّه تعرض للتهديدات من قبل مدير الفرن السابق والمسؤول عن القوى البشرية فيه، بانّه اذا لم يترك عمله، فانهما سيقومان بإقالته.
ويتبين من الدعوى التي اقامها العامل السابق انّه في العام 1998 طلب منه من قبل المسؤولين عنه المشاركة في تجربة هو وخمسة عمال اخرين، وخلال التجربة شرب مالك مع العاملين الاخرين مادة اليورانيوم، كما يتضح انّ التجربة لم تكن تحت اشراف طبي، وبالتالي فانّ العامل يقول انّ المسؤولين عنه حولوه الى فأر تجارب، وانّه وافق على المشاركة في التجربة خوفا على مكان عمله.
واشار العمال في الدعوى الى انّه وفق معاهدة هلسنكي فانّ العامل يجب ان يعبر عن موافقته على المشاركة في تجارب من هذا القبيل كتابيا، وان يحصل على تفاصيل واسعة عن تداعيات التجربة، وان يمر في فحص طبي.
وساقت الصحيفة الاسرائيلية قائلة انّ المشاركين في التجربة شربوا كاس عصير من العنب والبرتقال، والتي ادخل اليه اليورانيوم، وبعد ذلك، طلب منهم ان يمنحوا المسؤولين عينة من البول، لكي يقوم الفرن الذري بفحص كيفية خروج مادة اليورانيوم من الجسم عن طريق المسالك البولية. وجاء ايضا في الدعوى انّ المسؤولين عن مالك خدعوه وقالوا له انّهم هم ايضا يشاركون في التجربة، ويطالب العامل مالك من الفرن الذري بان يدفع له تعويضات بمبلغ 1.8 مليون شيكل (الدولار الامريكي يعادل 3.90 شيكل اسرائيلي).
بالاضافة الى ذلك، جاء في الدعوى، انّ العاملين في الفرن الذري في ديمونا، والذين يتعرضون لحوادث اصابة بسبب تعرضهم للمواد الخطيرة، لا يحصلون على العلاج الطبي الملائم. وعلى الرغم من انّه حذّر كتابيا المسؤولين عنه من هذا الامر، الا انّ احدا لم يهتم بتحذيره.
جدير بالذكر انّ مالك عمل في الفرن الذري لمدة 15 عاما وانهى عمله في صيف العام الماضي 2008، وهو حاصل على درجة الماجستير في علوم الكيمياء، وعمل في القسم المسؤول عن نتائج تعرض الانسان للمواد الخطيرة.
وجاء ايضا في الدعوى انّ المسؤولين عنه عاملوه بطريقة فظة بعد ان حاول تحسين ظروف الامان في الفرن الذري، وزعموا بانّه يريد ان يجلب المشاكل، وقالت الصحيفة العبرية انّ وزارة الامن الاسرائيلية رفضت السماح له باجراء مقابلة مع الصحيفة لنشر ما عنده من اقوال.
جدير بالذكر ان اكثر من ثلاثين عاملا من العمال السابقين في ديمونا قدّموا شكوى قضائية ضد الحكومة الاسرائيلية وضد القائمين على المفاعل النووي بسبب الخلايا السرطانية التي اكتشفها العمال في اجسادهم عقب خروجهم على المعاش.
وطالب العمال اليهود بالحصول على تعويضات مالية ضخمة بسبب الامراض الخطيرة التي اصابتهم جراء عملهم في المفاعل طوال اكثر من عشرين عاما على الاقل. والواقع ان شكوى هؤلاء العمال في مفاعل ديمونا لم تكن الشكوى القضائية الاولى فقد سبق وقدم العديد من الموظفين الذين عملوا سابقا في المفاعل النووي شكاوى ودعاوى قضائية ضد الاضرار التي تعرضوا لها جراء عملهم في المفاعل النووي.
وقد سبق وقدم عشرة مهندسين، اكتشفوا مرضهم بالسرطان، دعوى ضد المفاعل النووي مؤكدين في شكواهم انهم لولا عملهم في الفرن النووي لما تعرضوا لهذه الامراض الخبيثة لان كافة الدراسات العلمية اكدت ان هناك اماكن داخل المفاعل النووي تسرب اشعة ضارة بجسد الانسان وتساهم في نمو الخلايا السرطانية القاتلة، ولان هؤلاء الفنيين كانوا اقرب الاشخاص لهذه الاشعة فان اجسادهم امتصتها رغم الملابس الواقية التي يرتدونها.
ولان القائمين على امر المفاعل كانوا يهملون بين الحين والآخر اجراء اي فحوصات طبية لهؤلاء العمال والفنيين فان الخلايا السرطانية كبرت في اجسادهم ووجدت مرتعا خصبا دون ان يستطيع احد تحجيمها ليكتشفها العمال في وقت متأخر للغاية وهو الامر الذي يهدد حياتهم ويجعل ايامهم في الدنيا قليلة بالمقارنة مع نظرائهم الذين لم يعملوا في المفاعل. |