CET 00:00:00 - 20/08/2009

مساحة رأي

بقلم: هيام فاروق
شاهدت برنامج بالمصرى الفصيح على القناة الفضائية ( أون تى فى ) و كان ضيفا البرنامج الداعية الإسلامى الشيخ / صفوت حجازى و الكاتب الصحفى المستنير الأستاذ / نبيل شرف الدين .. و كان حوار البرنامج عن مبدأ التكفير فى المجتمع الشرقى .. و كم تمنيت أن ينقطع التيار الكهربائى .. أو ينقطع الإرسال .. أو الدنيا تتهد .. قبل أن أسمع بأذنى هذا الداعية يبرر تكفيره للآخرين بأن يستشهد بالأنبا بيشوى فى مبدأه على تكفيره للكاثوليك  .. هذا الداعية الذى كان يوما ما صاحب فتوى بإهدار دم اليهود السائحين فى مصر .. و لكنه تراجع عنها مؤخرا ... و رغم تعقيب الأستاذ / نبيل شرف الدين بأن السُنة و الشيعة كل منهما يكفر الآخر فى الإسلام .. إلا أنى لست هنا بصدد الإسلام و تكفيره للآخر و مناقضته لنفسه فى الإعتراف بالأديان السماوية ثم تكفير كل من لا يتخذ الإسلام دينا
 
كما أنى لست هنا أيضا بصدد المجتمع الشرقى الذى لا يقبل الإختلاف ، و الفاقد الحيلة على التعامل مع الآخر ، و برغم مُداخلة الدكتور / عصام عبدالله عضو المجالس القومية المتخصصة و الذى قال كلمة فى الصميم .. ألا و هى : ( مَن وصل للهوة لن ينحدر ) .. فإلى أين نذهب كمجتمع أصبح مبدأه الشرقى السائد هو تكفير الآخر .. عكس المجتمع الغربى .. لم نرفع الوصاية بعد عن العقل الشرقى .. وصلنا إلى القاع .. وصلنا إلى حالة من الإنحطاط الحضارى التاريخى
 
و هنا أناشد قادتنا الروحيين الأجلاء كالأنبا بيشوى .. الذى أطلق عليه الإعلاميون الرجل القوى فى الكنيسة .. هل أطلقوا عليه هذا لأنه قام بتكفير الكاثوليك علنا و بشهادة أحبائنا الآخرين ؟؟؟؟
هل نقوم نحن أيضا أبناء السلام و المدعوين أبناء الله ملك الملوك و رب الأرباب .. بتكفير الآخرين كما فعل نيافته ؟؟؟
هل سنصبح قدوة يُحتذى بها فى الخطأ ( تكفير الآخر ) ؟
هل سنصبح ( لبانة فى أفواه الآخرين ) ؟
هل نجاهر بتكفير الآخر و ننشر غسيلنا ... أمام الجميع ؟؟؟ ( ما غسيلنا إتنشر و قرب ينشف ) إذن فلنميز التعليم 

لماذا يا أحبائى نضع بعضنا بعضا نحن أعضاء الجسد الواحد فى مأزق ؟؟؟ فالإختلاف بيننا فى المذاهب وارد و لكل منا حق الدفاع عن مذهبه دون الإساءة للآخر .. لى أن أتجاوب مع الفكر بالفكر الآخر المضاد له .. إذن إدارة الخلاف فى كنائسنا هى المشكلة و ليس الإختلاف فى حد ذاته .. مثل الكاتب الصحفى الذى أشار إليه الأستاذ / نبيل شرف الدين بكتابه ( لماذا أنا مُلحد ) و رد عليه أحد الأزهريين بكتابه ( لماذا أنا مؤمن ) هذا هو أدب الإختلاف
 
آبائى الأساقفة ... نيافتكم دُعاة خير و سلام و محبة و صفح و غفران .. و لستم دُعاة شر و تكفير .. هذا هو فخرنا بكم تنفيذا لوصية الكتاب ( أنتم نور
العالم ) و هكذا ينبغى أن نكون 
 
إنتهى البرنامج بنداء الداعية صفوت حجازى بأنه يريد دولة خلافة مؤسسية .. ( آآآآل يعنى إحنا مش كدة ) لا يؤخذ الدين أبدا كمبدأ لحضارة شعوب يا سادة!!!!!!!!  

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٠ صوت عدد التعليقات: ٣٤ تعليق