- ويصا البنا: قصور التشريع فتح الباب لملوك الحسبة.. وندعو لحملة لمواجهتهم.
- فتحي فريد: الدافع المادي هو الذي يحرك هؤلاء.. يتربحون منها.. نصبوا أنفسهم آلهة على البشر.
- باهر محمود: أسلوب غير حضاري بالمرة.. لا بد من قرار حاسم من الدولة لمواجهتهم.
تحقيق: محمد زيان – خاص الأقباط متحدون
أصبحت الحسبة سيف مسلط على رقاب المفكرين وأصحاب الرأي والقلم بشكل مخيف يتساءل معه الكثيرون: هل الحسبة وردت في القانون المصري؟ أم أن المحتسبون يتفننون في ظل غياب الرادع القانوني المناسب لهم ويخططون لكسب الأموال من خلال رفع الدعاوى القضائية ضد أهل الفكر والعقل، ويصادرون على الإبداع بتهمة الإلحاد، يفسرون النص الأدبي بالنص الديني، ولا يقارعون الفكرة بمثيلتها وإنما بما يخدم هواهم.. سألنا المدونين ونشطاء الإنترنت عما إذا كانوا سيتبنون حملة ضد هؤلاء المحتسبون أم لا؟ سألناهم عن رأيهم في هذا النوع من القضايا؟ ومن يقف من وراءها؟ ومن الذي يمكن أن يقف ضدها في مواجهة هذا الغول الذي يحب الشهرة؟، سألناهم عن المسئول عن تضخمها بهذا الشكل؟ ودور الدولة في مواجهتها، وما الذي قصر فيه المثقفون في الوقوف أمام الحسبة؟ فجاء هذا التحقيق:
ويصا البنا "مدير تحرير جريدة لسان الشعب الإليكترونية وأحد نشطاء الإنترنت" يؤكد أن هناك قصورًا في التشريع المصري فتح المجال أمام هذا النوع من القضايا ليأخذ مساحة كبيرة على الساحة القضائية في مصر بشكل لافت للنظر وضد حرية الفكر والاعتقاد.
ويشدد على رفضه لهذا النوع من القضايا التي غالبًا ما يرفعها شخص واحد متخصص في مثل هذه القضايا التي تدر عليه عائدًا ماديًا، متحدثًا أن المسألة كلها لخدمة الدين والعقيدة في الوقت الذي تحركه دوافع مادية بقصد التكسب منها، فلا يجوز الحجر على الفكر ولكن يُرد عليه بالفكر وليس برفع القضايا مثلما فعلت الكنيسة مع رواية عزازيل.
ويشير البنا إلى قضية سيد القمني والدعاوى المرفوعة عليه الآن، مُرجعًا هذا الزخم من القضايا إلى حب الظهور وقصد التربح المادي من وراء هذه القضايا، لأن القمني – بحسب كلامه- يعمل منذ عشرات السنين، متسائلا: لماذ الآن هذه الحملة من شيوخ الحسبة ضده؟؟
وينتقد البنا اتجاه المشايخ لمقاضاة المثقفين وأهل الرأي والفكر والإبداع في ظل التطور الحادث في العالم والاتجاه نحو الحرية والديمقراطية، مطالبًا المثقفين والمستنيرين بضرورة التحرك نحو رفض هذه الأفكار ونبذ قضايا الحسبة التي تناقض التطور الحادث في مسألة حقوق الإنسان في العالم، مشيرًا إلى أنه يتبنى الآن هو ومجموعة من نشطاء الإنترنت حملة للدفاع عن المفكرين وأصحاب الرأي والقلم والوقوف ضد ملوك الحسبة في مصر، من خلال توجيه الدعوة والرسائل الإلكترونية للعديد من الجهات والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان في مصر لرفض قضايا الحسبة.
أما المدون فتحي فريد فيذهب إلى أن الدافع الرئيسي وراء قيام ملوك الحسبة في مصر لمقاضاة المفكرين وأصحاب الرأي والقلم والصوت الحر، هو أنهم يرون في هذه القضايا موردًا للدخل بصورة كبيرة يرتزقون منه، ذاهبًا إلى أن هذه القضايا تفشت في الآونة الأخيرة ضد المفكرين والمبدعين ومنهم سيد القمني وحلمي سالم والشاعر أحمد عبد المعطي حجازي وبعض الصحفيين، وذلك للحصول على غرامات مالية كبيرة برفع شعار أن ما يكتبه هؤلاء المفكرين هو ضد العقيدة واستهتار بالدين في الوقت الذي يتاجرون فيه هم بالدين ويشوهون صورته أمام العالم المتقدم.
وينتقد فتحي ما يقوم به ملوك الحسبة من أنهم نصّبوا من أنفسهم آلهة يحاكموا ويصادروا على حريات الآخرين، فيكفّر هذا ويمنح العفو عن ذاك ويمنحهم الهداية والمغفرة.
ويطالب فتحي بالقضاء على هؤلاء المحتسبة مطالبًا جمعيات المجتمع المدني والمثقفين والمهتمين بالعمل العام القيام بحملة ضد فكر الحسبة ليتلاشى من مصر نهائيًا.
أما باهر محمود "محرر مدونة بلا حدود" فيقلل من أهمية القيام بحملة ضد فكر الحسبة وملوكها في مصر الذين يقاضون أهل الفكر والكلمة ويحاولون الرجوع بالقانون إلى العصور القديمة في وقت التطور والتقدم التكنولوجي، مشيرًا بقوله "إحنا كده بنرجع للوراء".
ويصف باهر دعاوى الحسبة بأنها أسلوب غير حضارى للتعامل مع أصحاب العقول والإبداع لأن العقل لا يُواجه إلا بالعقل والفكرلا يُواجه إلا بالفكر والإبداع لا يُواجه إلا بالإبداع.
ويشير باهر بقوله: "إن هؤلاء المحتسبون قد تضخموا وتورموا من كثرة الأموال التي تقاضوها من ضحاياهم"، منتقدًا حال المثقفين الذين عجزوا تمامًا عن مواجهة هؤلاء الذين يدمرون الفكر والإبداع ويعلنون التكفير لكل كاتب ومبدع وصاحب قلم، ويشهرون السيف لتحطيم العقل في الوقت الذي تعجز فيه الدولة عن مواجهة تمددهم.
ويطالب باهر بقرار حاسم في مواجهة فكر الحسبة من الدولة حتى تقضي عليها نهائيًا ولا تفتح المجال لظهور هذا النوع من القضايا نهائيًا. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|