بقلم: أنور عصمت السادات
استقبل بعض المهمومين بشئون الوطن وأحواله خبر الزيارة المعلنة لأمين السياسات بالحزب الوطني السيد/ جمال مبارك إلى الولايات المتحدة بالإستهجان، منهم من ذهب إلى عدم أحقيته للقيام بتلك الزيارة لكونه لا يحمل إحدى الحقائب الحكومية وآخرين عللوها بأنها في إتجاه السعي الدائم لإقناع الأمريكان بأنه لا ضرر ولا ضرار من توريث الحكم مقابل ربطها بالمصالح الأمريكية بالمنطقة وفريق ثالث تساءل عن تكلفة الزيارة وإذا ما كانت من المال العام في ظل أزمتنا الإقتصادية والمالية أم من المال الخاص أم تم تمويلها من مال الحزب الحاكم.. وآخرون أضافوا إذا ما كانت الطائرة التي أقلته طائرة رئاسية أم إنها على متن طائرات الرحلات الإعتيادية؟
ومن جانبي أرى أن هذا المشهد يجب أن يكون المفتاح لجميع الأحزاب والقوى السياسية الشرعية للتحرك الخارجي ولتبادل الفكر الديمقراطي ومناظرة الآخرين لاختيار الصالح لوطننا.... فيفتح المجال مستقبلاً لقيام قيادات أي حزب مصري معارض بتبادل المعلومات والآراء بهدف اتساع رقعة الحوار بالبلاد والبدء في الإصلاح بحيث لا يندرج هذا تحت طائلة الإستقواء بالخارج بآثاره الهدامة التي لا يقبل بها أي مصري ذو نخوة لأن الوطن عرض أولاً وأخيراً والحفاظ عليه هي المهمة التي يجب أن تعمل عليها الحكومة والمعارضة معاً. حرية التعبير مكفولة للجميع وخاصة في ظل الضبابية المحيطة بأحوالنا.
لذلك فإني أعتبر زيارة نجل الرئيس إلى الولايات المتحدة الأمريكية هي بمثابة الرحلة المؤجلة التي يمكن أن تقوم بها جميع الأحزاب والقوى السياسية إلى خارج أسوار الوطن... ولمَ لا؟! ألا تستقبل القيادة السياسية المصرية رموز أحزاب المعارضة للدول الخارجية بالترحاب كما تستقبل الأحزاب الحاكمة دون اهتزاز الثقة المتبادلة بيننا وبين قيادات تلك الدول ونحن بهذا لا نخرج من بين الإطار والأعراف والمواثيق الدولية التي أقرت دائماً مبدأ "المعاملة بالمثل" طالما أن الحكومة ارتضت دائماً الأخذ بهذا في الإعتبار.
لا مجال الآن لفرض أي قيود على المعارضة سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة أو مهاجمتها تحت أي مسمى والكيل بمكيالين فحلال للحزب الحاكم وحرام للمعارضة... القيادة المصرية تستقبل قيادات الأحزاب الأمريكية بل والإسرائيلية من جميع التيارات المتباينة، فإذا فعلتها المعارضة فتجرم لكونها استقواء بالخارج... يجب أن يتخلى الحزب الحاكم عن تلك النبرة وليأخذ الجميع فرصته للتحاور مع الآخر ولنتبصر بسياسات الدول الديمقراطية لما لها من دور فعال على خريطة العلاقات الدولية.
إننى أتطلع إلى يوم يقف فيه أحد المنتميين لأي حزب معارض مصري على منصة إلقاء الكلمة بقاعة الكونجرس وهو يحاكي نوابه عن تجربة بلاده وعن مستقبلها الإقتصادي المدعم بالأسلوب الديمقراطي والنظر بعين الرضا للفقراء والمعدمين ووضع حلول إيجابية لمواجهة الأزمات لأن ذلك سيكسب الأمة و قياداتها السياسية عظيم الإحترام.
ولتكن الزيارة إنفراجة لأحزاب المعارضة في أن تأخذ دورها الطبيعي طالما كانت القيادة تؤمن بإرساء الحرية والعدالة، ولتكن إنفراجة لمصر التي في خاطري وفي خاطر كل وطني مخلص.
أنور عصمت السادات
asadat@link.net
وكيل مؤسسي حزب الاصلاح والتنمية |