بقلم: محبة مترى
دق جرس الباب وعندما فتحت وجدت ابنة الجيران الصغيرة تطلب منى ان ينزل اطفالي للمساعدة كعادتهم كل عام في تعليق زينة رمضان وتجميل الشارع, ولما كانوا خارج المنزل فقلت لها ساشترك معكم في تعليقها من خلال الشرفة لحين وصول الاولاد. فتحت النافذة القيت نظرة علي شارعنا وجدت جمع من الاطفال يحملون ادوات الزينة والاشرطة والرايات الملونة يعملون في بهجة ومرح, خرجت الامهات من الشرفات للمساعده وكذلك اصحاب المحلات احضروا السلالم وساعدوا الاطفال , امسية جميلة مميزة تتكرر كل عام لها مذاق خاص لاتجده الا فى مصر.
اخذت ذكرياتى تتداعى عن طفولتي عندما كان والدى يشتري لى فانوس رمضان التقليدى ذو الشمعة وكم كان اروع من كل الفوانيس الحديثة التى مهما ابدعوا فى صنعها لن تكون بمثل بهجته , تذكرت ساعة الافطار عندما كانت مائدة الافطار اليومية تتنقل بين اسر العمارة الواحدة مسيحيين ومسلمين , كل يوم يجتمع الجيران عند احدى الاسر في محبة وتتفنن كل اسرة في تقديم واجب الضيافة فى جو من الود والتقارب اكثر من الاهل, السيدات يتبادلن اطباق الكنافة والقطائف والحلويات, والاطفال يكبرون معا كأخوة لم يكن يجول بذهن اى منهم او يهمهم ماهي ديانة الآخر , وعند سفر الوالدين لظروف طارئة يتركون الاولاد في رعاية الجيران.
كنا نستذكر دروسنا سويا ونذهب للمدرسة سويا حتى الجامعة من محبتنا لبعضنا التحقنا بنفس الكلية ولاتزال صداقات الطفولة هي امتن واروع الصداقات , مهما ابتعدنا وفرقتنا ظروف الحياة لكننا نتواصل ونتقابل, اخذت الذكريات تتلاحق فى ذهنى ووجدت نفسى ابتسم ,وفجأة قطعها صوت احد الاطفال من اسفل........شدى الخيط بقوة وثبتيه جيدا لئلا ينقطع دعميه بدعامة قوية لاننا سنثبت فيه الفانوس الكبير في منتصف الشارع لينيره طوال الشهر.......كلمات الطفل البرئ كان لها صدي كبير في نفسى......معك حق ياصغيرى لايوجد دعامة افضل من دعامة المحبة فهى لا تسقط ابدا , لقد ولدنا فى هذا الشارع ونشأنا فيه وسنستمر فيه معا أخوة وأهل أحباء, شارعنا واحد من شوارع مصر الكثيرة زينه الحب والود والالفة والاحترام .
كم انت حلوة يامصر كم انت دافئة وحنونة........كم أحبك ياوطنى......هذا العام يأتى شهر رمضان الكريم مع عيد السيدة العذراء والكل يحتفل وسعيد, فكل عام وانتِ بخير وسلام ياجميلة ,بابنائك ,بشوارعك ,بأعيادك..... ليباركك الله ويحفظك ودائما مزدانة ومتألقة للأبد ياحبيبتى. |