الاتحاد الأوروبي يعتبر الانتخابات الرئاسية والمحلية جيدة ونزيهة ولكن غير حرة
ذكرت مجموعة مراقبة الانتخابات في افغانستان أمس، أن مسلحين من طالبان قطعوا احد اصابع ناخبين شاركا في الانتخابات الرئاسية والمحلية في مدينة قندهار الجنوبية. وقال نادر نادري رئيس «مؤسسة انتخابات حرة ونزيهة في افغانستان» ان المراقبين «شاهدوا اثنين من الناخبين وقد قطع اصبع كل منهما الذي كان عليه الحبر. وحصل الحادث بعد الظهر في يوم الانتخابات». وأضاف أنه في يوم الانتخابات التي جرت الخميس، طلب من الناخبين وضع اصبع السبابة في الحبر الذي لا يمحى بسهولة وذلك للحيلولة دون الادلاء بأصواتهم مرة اخرى في نفس الانتخابات، وأن اصبعي امرأتين في قندهار، معقل طالبان، قطعا لانهما صوتتا. وقال مراقبون مستقلون ان نسبة المشاركة في الجنوب قد لا تتعدى 10% بينما وصلت الى 25 و30 في المائة في ولايتي قندهار وهلمند على التوالي بسبب العنف وحملة التهديد التي نفذها مسلحو طالبان ضد الناخبين.
ورأى مسؤول بعثة الاتحاد الاوروبي لمراقبة الانتخابات في افغانستان فيليب موريون ان الانتخابات الرئاسية والمحلية كانت «جيدة ونزيهة» بشكل عام لكنها لم تكن «حرة» في كل المناطق. وقال موريون في مؤتمر صحافي في كابل: «لم تكن الانتخابات حرة في بعض المناطق بسبب الذعر الذي يسودها». لكنه اضاف ان من السابق لأوانه ابداء حكم نهائي على تلك الانتخابات. وقال «بالإمكان القول انه انتصار للشعب الافغاني».
واعلنت اللجنة الانتخابية الجمعة ان فرز اصوات الانتخابات الرئاسية انتهى لكن من السابق لأوانه اعلان نتيجة ودعت مختلف المرشحين الى توخي «الحذر» و«التحلي بالصبر».
الى ذلك، أعلن المبعوث الاميركي ريتشارد هولبروك لافغانستان وباكستان، ان الرئيس الافغاني حامد كرزاي ومنافسه الرئيسي وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله واللذين اعلن كل منهما فوزه في الانتخابات اكدا للمسؤولين الاميركيين انهما سيحترمان النتيجة على الرغم من مخاوف اندلاع اضطرابات عرقية. والتقى هولبروك مع كرزاي وعبد الله في كابل أول امس، وذلك بعد يوم واحد من اجراء الانتخابات. وقال كل من المعسكرين امس الجمعة انه في طريقه للفوز بأصوات تكفي لتحقيق اغلبية قاطعة تزيد عن 50 في المائة من الاصوات لتفادي خوض جولة اعادة في اكتوبر (تشرين الاول).
وأجاب هولبروك ردا على سؤال حول ما اذا كان يخشى ان يحرض المرشحان الرئيسيان انصارهما على العنف اذا جرى نزاع بشأن النتائج قائلا: «صرحا بانهما لن يفعلا ذلك». وابلغ هولبروك الصحافيين في كابل قبل ان يطير الى قندهار في الجنوب مقر حركة طالبان: «كل منهما يعبر عن رأيه لكنهما قالا انها سيحترمان العملية». ومن غير المقرر معرفة النتائج الاولية الرسمية قبل اسبوعين.
ويقول مراقبو الانتخابات ان اجراء جولة اعادة بين كرزاي وهو من البشتون وعبد الله الذي يستقي تأييده من الطاجيك في الشمال تجازف بتقسيم البلاد وفقا للخطوط العرقية وان الخلاف بشأن النتيجة قد يؤدي الى اضطرابات اهلية. وقال هولبروك: «الجميع يدركون ان هناك مشكلة عرقية في البلاد. انها عامل ولكنها ليست مصدر قلق». |