الراسل: ألبير ثابت
أشياء كثيرة في حياتنا عبارة طلاء خارجى وشكل وترقيع كاذب بينما الداخل يئن بكل أنواع المعاناة والتخلف.
كثير ما نتجاهل في حياتنا الجوهر "جوهـر الأديان"، "جوهر الشرف والفضيلة"، "جوهر الحرية"، "جوهر النظافة"، "جوهر الصدق"...
فالشوارع الرئيسية لا تُنظف إلا عندما يمر المسئولين، أما الحواري والشوارع الجانبية فتظل قذرة غير معتني بها، فالنظافة شكل لرضاء المسئولين لكنها ليست جوهراً نحرص عليه في سلوكنا المستمر تماماً مثل الإنسان الذي لا يستحم وغير نظيف ويضع العطر، والبيوت غير نظيفة ولا يهتم إلا بحجرة الضيوف، حتى على مستوى الأسرة تجد الزوجة التي ترسم وتخطط لمستقبل زوجها وأبنائها والويل لمن يخالف.. هي المبعثرة في حياتها وأعمالها بل في تصرفاتها....
والإنسان الكاذب لا يعنيه إلا الديكور والأقنعة... فيمتلئ واقعنا ونفوسنا على كافة المستويات بالعشوائيات والأقنعة والزيف وأنواع الطلاء الملونة.... كالفكر العشوائي، والثقافة العشوائية، والإعلام العشوائي، والتعليم العشوائي، والإعلانات العشوائية...إلخ.
لقد قرأت عامود للكاتب المستنير الدكتور/ خالد منتصر تحت عنوان (بيزنس الأخلاق الطالبانية في القناة الفضائية) حيث سرد موضوع الفضائيات العشوائية التي تتاجر بالدين، وأشار فيها بقيام ملياردير خليجي بأنشاء قناة طالبانية محجبة ويملك في نفس الوقت قنوات أخرى ترتدي المايوه وبدلة الرقص وتمارس الهشك بشك، والمدهش أنه يهاجم في القناة الأولى ما تعرضه الثانية، ويضع الزبيبة هنا وينزعها بنفس السرعة والمهارة هناك، ويلصق الذقن ويحلقها حسب الطلب...
هكذا نجد كثير من تلك المظاهر والسلوكات العشوائية قد باتت جزء حيوي في مجتمعاتنا العربية.
على موضوع: عشوائية التفكير |