أخلى الآلاف من سكان الضواحي الشمالية للعاصمة اليونانية أثينا منازلهم هربا من النيران التي اجتاحت تلك الضواحي.
وتفيد التقارير أن النيران خارج السيطرة في ستة مواقع، وقد احترقت عشرات المنازل ومساحات واسعة من الغابات بفعل النيران المشتعلة منذ ثلاثة أيام بالقرب من العاصمة.
وقد حاصرت النيران بلدة ماراثون ذات الآثار التاريخية في الشمال.
وأفادت التقارير أن النيران اندلعت في 90 موقعا منذ يوم السبت، وأن 37 ألف هكتار من الغابات قد احترقت.
ويشارك المئات من رجال الاطفاء الاحد في عمليات مكافحة الحرائق التي تجتاح الغابات على تخوم اثينا، مهددة ضواحيها حيث اضطر عدد من السكان الى مغادرة منازلهم.
وقد ادت الرياح الى توسع الحرائق من الضواحي السكنية ايوس ستيفانوس، انتوسا، يراكاس وباليني التي تبعد اقل من 30 كلم من اثينا، الى مناطق اخرى الاحد على غرار بنتيلي، ديونيسوس، وستاماتا، حيث يقطن حوالى 60 الف شخص بحسب رجال الاطفاء.
واخلت السلطات مستشفيين للاطفال وعيادة نفسية ودارا للمسنين ومخيما صيفيا في المناطق المهددة بالنيران شرقي العاصمة، حيث رفض بعض السكان مغادرة منازلهم واصروا على المشاركة في مكافحة الحرائق.
وتمت تعبئة حوالي 600 رجل اطفاء الاحد من اجل اخماد الحرائق غير ان الرياح العاتية والدخان الكثيف تعيق عمليات الاطفاء.
ونقلت وكالة فرانس برس عن رئيس شرطة اثينا يانيس سغوروس قوله ان "الظروف المناخية لا تسمح للتجهيزات بالعمل كما يجب مما يترك بؤرا غير مخمدة في بعض المناطق".
وتشارك 12 طائرة وسبع مروحيات لمكافحة الحرائق في العملية فيما يتوقع وصول تعزيزات من دول مختلفة.
وطلب رئيس الوزراء كوستاس كرامنليس عقد اجتماع طارئ للحكومة فيما الغى الاتحاد اليوناني لكرة القدم كل المباريات المرتقبة في نهاية هذا الاسبوع في العاصمة.
وقال مدير شرطة منطقة اثينا، ليونيداس كوريس، ان هذا الحريق "كارثة بالنسبة للبيئة، لا شك أنه الأسوأ في السنوات الاخيرة".
ونقلت فرانس برس عن ثيوفانيا كاسيماتي التي اضطرت للفرار من احدى المناطق السكنية في ضواحي اثينا: "لم تطل السنة النار منزلنا البارحة لكنها عادت واستعرت اليوم."
واضافت: "كان هناك اشخاص يجوبون الشوارع ويطلبون منا عبر المكبرات مغادرة منازلنا. لم نتمكن سوى من حمل القليل من الامتعة وكلبنا وغادرنا".
وقالت المفوضية الاوروبية انه في اطار منظومة الدفاع المدني الجماعية اقترحت فرنسا وضع طائرتين متخصصتين باطفاء الحرائق في خدمة اليونان، كما قدمت ايطاليا طائرتين بينما وفرت قبرص طوافة لمكافحة الحرائق.
وتعتبر هذه الحرائق الاسوأ منذ اغسطس اب 2007 حين ادت الحرائق الى مقتل 77 شخصا والقضاء على 250 الف هكتار معظمها في اقليم البيلوبونيز وجزيرة ايفيا.
ويشير المسؤولون الى ان النيران اتت على حوالى 12 الف هكتار من الغابات كما يحتمل ان يكون عدد من المنازل قد دمر.
وكان الحريق قد شب ليلة الجمعة في منطقة ريفية تبعد 40 كلم شمال شرق اثينا.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة من اجل السيطرة عليه الا ان الرياح القوية اججت النيران التي امتدت على 30 كلم باتجاه المنطقة المأهولة في جبل بنتيلي.
وتعتبر هذه المنطقة الحاجز الاخير قبل الوصول الى ضواحي العاصمة اليونانية.
وبحسب رجال الاطفاء ان عملية "حشد ضخمة" نظمت من اجل اخماد 85 بؤرة انطلقت منها النيران في اليونان في الـ24 ساعة الاخيرة. |