بقلم: عماد توماس
أذهلني الخبر المنشور أول أمس الأحد، بعدة صحف ومواقع الكترونية منها صحيفة "الجمهورية" و"الأهرام المسائي" وموقع "مصراوي" عن المركز القومي للبحوث يقول الخبر: إن صلاة الفجر تقي من مرض السرطان والأزمات القلبية وتؤكد هذه الدراسة الحديثة المزعومة التي أجراها علماء مصريون أن أداء صلاة الفجر في وقتها يؤدي إلى تنشيط عمل الخلايا بجسم الإنسان وتمنع انقسامها بصورة شاذة والذي يترتب عليه الإصابة بالأورام السرطانية.
وأشار الدكتور سعيد شلبي أستاذ الباطنة والكبد بالمركز -بحسب ما نشر بالخبر-: إلى أن الأبحاث أكدت أيضًا أن صلاة الفجر في وقتها تساعد في الحماية من التعرض للأزمات القلبية وتنظم عمل الهرمونات بالجسم والدورة الدموية نظرًا لأن أعضاء الجسم تكون في قمة نشاطها عند توقيت صلاة الفجر... وأن هواء الفجر النقي يحمل كمية كبيرة من الأكسجين يؤدي إلى تنشيط القلب ويقلل من انقباض الأوعية الدموية المسبب لارتفاع الضغط وينظم عمل الهرمونات مما يساعد في زيادة نسبة السكر اللازم لتنشيط أداء المخ والخلايا العصبية وما يتبع ذلك من تحسن في الذاكرة.
والحقيقة لست أعلم كيف تمت هذه الدراسة ومَن أشرف عليها وما الذي يثبت مصداقيتها وما هو موقف الملايين من المسلمين والمسيحيين الذين لا يصلون صلاة الفجر؟؟، بل ما هو موقفنا أمام الدول المتحضرة التي أخذت بالعلم وأصوله ولم تخلط العلم بالدين، ولم تستطع حتى الآن أن تقدم علاجًا فعالاً لمرض السرطان الذي قتل الآلاف من البشر حول العالم؟!
هل نتوقع بعد ذلك أن يكتب الطبيب في روشتة العلاج للمريض بدلاً من الأدوية يكتب له "عليك بأداء صلاة الفجر لمدة أسبوعين؟" وماذا لو كان المريض مسيحيًا؟
وكيف يمكن أن نتغلب على مشكلة تغيير التوقيت الصيفي للشتوي بمعدل ساعة فأصبحت صلاة الفجر في الساعة الرابعة وليس الخامسة؟
كنت أحسب أن البيروقراطية وضعف الموارد المادية سببًا في تخلف البحث العلمي في بلادنا، لكني اليوم تيقنت أن هناك بعدًا أساسيًا آخر لتخلفنا هو العقول الإنسانية المتخلفة من المتعلمين -حتى وإن ادّعت التحضر والتقدم- التي تحوّل الخرافة إلى علم!!
فلا تتعجب إذا عندما يُعلق أحد القراء على هذا الخبر قائلاً "الصح إننا كدولة إسلامية تبقى مواعيد العمل بعد صلاة الفجر ولغاية قبل صلاة الظهر... مش لازم نقلد الأجانب في مواعيدهم لأنهم دول غير إسلامية".
ولا تتعجب أيضًا إذا قرأت خبرًا يقول أن "البحوث والإفتاء يطلقان مشروع علاج السرطان بالذهب" فقل لي من فضلك ما علاقة "الإفتاء" بعلاج السرطان!!
يقسم "أوجست كونت" عالم الاجتماع والفيلسوف الفرنسي بناء المجتمعات إلى مراحل.. منها مرحلة يكون فيها المجتمع قادر على البحث العلمي وهي مرحلة تتلو مرحلة حل المجتمع لمشاكله الاقتصادية مثل مشكلة رغيف الخبز... فلا تتعجب إذا كان مجتمعنا حتى الآن لم يستطع أن يحل مشكلة طوابير الخبر فهل نتوقع من علماءنا أن يخرجوا لنا إلا مثل هذه "الفتاوى" العلمية!!
آه يا أمة ضحك من "علمها" الأمم!! |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|