بقلم: د. ماجد عزت إسرائيل
تعتبر الكنيسة القبطية مؤسسة دينية ذات تراث عريق يمتد أكثر من ألفى عام ،وتأخذ المؤسسة الكنيسة شكلا هرميا يأتـي على قمته البطريرك أي( البابا )، ولكي ما نفهم كيف يتم تنصـيب البطريرك، للرد على المشككين ومبلبلى الأفكار ، والساعين إلى هذا المنصب الكنسي - أطال الله فى عمر قداسة البابا شنودة الثالث البطريرك " 117" - فكان لابد لنا من دراسة علمية سوف نوردها في سلسلة من المقالات قد تصل إلى (20)مقال .
- تعريف البطريرك
البطريرك هو خليفة السيد المسيح ورسله،والحاكم في عقد شرعه ،واسم البطريرك مأخوذ من مفهوم الأبوة ،فمعناه الأب الأول ،وهناك أربعة بطاركة فى العالم وهم بطاركة الإسكندرية وروما والقسطنطينية وإنطاكية .
- مصادر التشريع في المسيحية
أن المسيحية شريعة لها مصدران هما :التنزيل ويتمثل فما أوحى الله به لكتبة أسفار العهدين (القديم التواره –الجديد الإنجيل )بنصوص ثابتة لا فكاك منها لضرورة التقييد بما ورد بها من أحكام .
أما الفقه فيتمثل في مصادر أهمها التقليد وهو ما صدر عن البشر في ظروف خاصة بهم ، وفى تقدير الحكماء منـهم حتــى في عصرهم ،أنها أراء تحتمل الخطأ وأن كانت في عهدهم صواباً،بينماً أراء غيرهم خطأ يحتمل الصواب وهذه تخضع للنقد والرد ،ويجرى عليها التعبير بتغير الزمان و المكان ،وتنوع منابع التقليد إلى تعاليم رسل السيد المسيح وتلاميذهم الرسولين والهولاء أولئــك،وقرارات المجامع المسـكونيه والمحليـة دون أن تكـون وارده في نصـوص الأسفار المقدسة ،ولكن بشرط أن تكون موافقة لهذه الأسفار حتى يمكن القول بصحتها .
على أية حال ،أما أن تكون أراء الفقهاء بديلة لنصوص تشريعية وإرادة في الكتاب المقدس (العهدين )،أو أن تحل محلها فهذا أمر يرفضه عاقل حكيم ؛وهو ما أوقع الكنيسة في أنحاء عديدة من العالم في أخطاء ،ولان هذه الآراء وإن اتفقت ظروف زمانها إلا إنه ثبت مجافاة بعضها لمنطق غيرها من العصور ، وهو ما باتت الجماهير مع بداية القرن الحادي والعشرون تطالب بتصحيحه حتى تظل على أيمانها متمسكة بعقائدها وتراثها
وأن كان لا يجوز للبشر أن يستبدل نصاً إلهيا بفكر بشرى مهما كانت درجه قائله أو وظيفة مروجه ،فلاشك أن من يحرم حلالا أو يحلل حراما هو مجرم في حق الله .
فإن ما تعانى منه الكنيسة اليوم من متاعب جراءة مخالفاتها لنصوص إلهيه صريحة وملزمة ، سطرته صحائف التاريخ على مر العصور– لكفيل بأن يسعى المصلحون لتصحيحه بشجاعة وصراحة ودون تردد متذكرين قول الكتاب المقدس : " وتعرفون الحق والحق يحرركم ".
ونخلص مما سبق أن مصادر التشريع القبطي تتمثل فيما يلى :
(1) الكتاب المقدس :
وهو أول المصادر وأهمها بل الميزان الدقيق الذي توزن به باقي مصادر القوانين ،ويشمل العهدين القديم والجديد ،أما العهد القديم فعد أسفار تسع وثلاثين سفراً،والعهد الجديد عدد أسفاره سبع وعشرين سفرا.
(2) الدسقولية (تعاليم الإباء الرسل ):
وهى نصوص تعليمية تفسيرية تمثل الفهم الصحيح طبقاً لما فهمه تلاميذ السيد المسيح وتعلموه منه مباشرة ،وتقع في ثمانية وثلاثين فصلا.
(3) قوانين الرسل :
وهى قوانين وضعها الرسل لتنظيم الكنيسة وهيئاتها ،وسلوك جماعة المؤمنين ،وتشمل مائة وسبعة وعشرين قانونا .
(4) قوانين المجامع:
وهى المجامع التشريعية العليا للكنيسة ،وتنقسم إلى نوعين :
(أ) المجامع المسكونية :
وهى المجامع التى انعقدت إبان وحدة الكنيسة على مستوى العالم شملت جميع الكنائس ،وعددها أربعة مجامع ،وهناك المجمع الخامس (خلقيدونية سنة 451م )رفضته الكنيسة القبطية ولم تقبل مقرراته ،وثلاث مجامع من هذه المجامع سنت قوانين وهى :
(1) مجمع نقية( 325م) وسن (20قانوناً )
(2) مجمع القسطنطينية سنة (381م) و سن (7قوانين)
(3) مجمع أقسس سنة (431م) وسن (8قوانين )
(ب) المجامع المكانية أو الإقليمة :
وهى التى انعقدت فى إقليم ما واقتصرت على أساقفة هذا الإقليم ،ولكن قوانينها حازت قبولا واعترافا من الكنيسة الجامعة ،وجميعها كان قبل( 451 م) وهى
(1) مجمع أنقرة سنة ( 314م ) وسن (25قانون).
(2)مجمع قيصرية الجديد سنة( 315م)وسن (15 قانون ).
(3)مجمع غنغرة(مابين 325-381م )وسن (20قانون ).
(4)مجمع أنطاكية سنة (341م ) وسن (25قانون ).
(5)مجمع سرد يقية سنة (344م) (21قانون ).
(6)مجمع اللاذقية (مابين 343-381م)وسن (59قانون ).
(7) (مجمع قرطاجة سنة( 419م )وسن (138 قانون ).
(5) قوانين آباء الكنيسة :
وهم آبا الكنيسة الذين وضعوا القوانين قبل مجمع خلقيدونية سنة 451 م ،واعترفت بها الكنيسة في مجامعها ،واعتبرتها قوانين عامة للكنيسة بأسرها وأهمها
(1) البابا ديونوسيوس السكندري البطريرك "14"(246-264م ) .
(2) البابا بطرس الأول السكندري البطريرك "17" (302-311م ).
(3) البابا أثناسيوس الأول السكندري (الرسولى ) البطريرك "20" (328-373م ).
(4) القديس باسيليوس الكبير (ت378م ).
(5) البابا تيموثاوس الأول السكندري البطريرك "22" (379-385م ).
(6) القديس غريغوريس النيصصى (ت395م ).
(7) البابا ثاؤفيلوس السكندري البطريرك "23"(385-412 م ).
(8) البابا ابوليدس بابا روما .
(9) البابا كيرلس الأول السكندري البطريرك "24" (ت444م)..
(10)القديس يوحنا ذهبي الفم (ت405م).
وهناك قوانين وضعها بطاركة الإسكندرية والتزمت بها الكنيسة القبطية وهى كما يلى :
(1) البابا قزمان الثالث السكندري البطريرك "58" (920-932م ) .
(2) البابا خرستوذولس السكندري البطريرك "66"(1046-1077م).
(3) البابا كيرلس الثاني السكندري البطريرك :67"(1078-1092م )
(4) البابا غبريال الثاني السكندري البطريرك "70"(1131-1145م ).
(5) البابا كيرلس الثالث السكندري البطريرك "75"(1235-1243م)
(6) كتب الطقوس :
وهى كتب يمكن اعتبارها كتب الإجراءات القانونية ،فنصوص القوانين تشرحها كتب الطقوس ،مثل كتاب التعميد –النسخة الوحيدة توجد بدير السريان – وكتب ممارسة الأسرار المقدسة ،و التكاريز وترتيبها وغيرها . |