CET 00:00:00 - 26/08/2009

المصري افندي

بقلم: جرجس بشرى
أولاً من كل القلب أهنئ المُسلمين إخوتي وشركائي في الوطن بحلول شهر رمضان الكريم، ومن المؤكد أن الصوم له فوائده الروحية العميقة، أولها أنه وسيلة روحية تجعل الإنسان يقترب أكثر من الله في علاقة حُب عجيبة وهذه العلاقة لابد أن تنعكس وبالضرورة على سلوكيات الصائم في علاقته بمخلوقات الله تعالى من البشر والمخلوقات الأخرى.
فإن كان الصوم في معناه المادي واللغوي هو الانقطاع عن الطعام والشراب لفترة مُحددة من الوقت إلا أنه لا يُمكن أبدًا أن يكون صومًا حقيقيًا مقبولاً إلا إذا امتنع الصائم بإرادته الحُرة عن المعاصي والشهوات العالمية وكراهية إخوته وشركائه في الإنسانية لمُجرد اختلافهم عنه في الدين والمعتقد والثقافة والوطن.
فالصوم كفضيلة لا يجب أن يقترن بمثل هذه الأفعال والرذائل وإلا كان بمثابة استهانة بالله أو اعتباره إلهًا يحرض أتباعه على الشر والبغضة والكراهية (وحاشا لله أن يكون مُحرضًا على الشر).

ومن المؤكد أن الصوم الذي يقترن بالكراهية والتحريض ضد شركاء الوطن والشركاء في الإنسانية لا يعتبر صومًا وفقًا لِما تنادي به الأديان السماوية والروحانية، وأي صوم هذا الذي يجعل الإنسان يتقرب لربه بالشرور والمعاصي والنفاق وإنكار حقوق مشروعة لمجموعة من البشر لمجرد اختلافهم عنه في الدين؟!!   أنه من الممكن أن نسميه صومًا ولكن صومًا عن البر وعن الفضيلة وعن كل عمل صالح!! 
وأي إله هذا الذي يتقرب الإنسان -أي إنسان- له بذبائح شريرة كالقتل والتحريض وكراهية مخلوقات الله تعالى والتعدي على حقوقهم المشروعة في الحياة؟ أنه ليس إلهًا بل الشيطان نفسه.

وبمناسبة شهر رمضان الكريم أطالب إخوتي المسلمين أن يترحموا إسلامهم وصيامهم إلى سلوكيات نراها ونلمسها على أرض الواقع في علاقتنا معًا، وأطالبهم أن يبرهنوا للعالم كله على أن كراهية المسيحية والاعتداء على المسيحيين وممتلكاتهم ودور عبادتهم وأطفالهم ونسائهم ليس من الإسلام، وأطالب الحكومة المصرية والأزهر ودار الإفتاء في هذا الشهر بالذات بأن يدفعوا بقوانين وفتاوى تؤكد على حقوق غير المسلمين في مصر، ويشيعوا بالفعل  كافة التعاليم الإسلامية التي تحض على الحب والتسامح مع المسيحيين وغيرهم.
وأرى أن قانون أو إجراء أو قرار من شأنه تدعيم وإقرار لحق  المسيحيين وغيرهم في المواطنة الكاملة سيكون بالفعل ردًا قاطعًا جازمًا على المُشككين المنادين بإهدار الإسلام لحقوق غير المسلمين، فيا أيها المسلمون بصومكم أرونا إسلامكم، وكل عام وأنتم بخير.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق