اللص الصينى وعملية تفكيك مصر

بقلم: صبحي فؤاد
قبض فى الصين على عامل باحدى مصانع الموتوسيكلات وهو يسرق قطعة من القطع التى يتكون منها الموتوسيكل  وبعد التحقيق معة اعترف العامل بانة ظل يسرق على مدار الخمسة سنوات الماضية  قطعة قطعة لكى يصنع منها موتوسيكلا لنفسة .. وقد تعلل العامل بعدم توفر المال الازم لشرائة ولذلك التجأ الى فكرة سرقة جميع الاجزاء لتركيبها وتجميعها بنفسة .
والعجيب فى امر هذا العامل الصينى ان احدا لم يكتشف امرة الا بعد خمس سنوات كاملة وكان على وشك الانتهاء من مهمتة وسرقة جميع اجزاء الموتوسيكل بالكامل !!

حكاية هذا اللص الصينى الظريف التى قرأتها فى احدى الصحف الاسترالية وجدت شبها كبيرا بينها وبين ما حدث ولا يزال يحدث فى وطنا الام مصر .. ففى حالة اللص الصينى وجدتة من الذكاء بحيث انة لم يقدم على سرقة الموتوسيكل كلة مرة واحدة لان امرة سوف ينفضح فى الحال ولكنة لجأ الى حيلة السرقة قطعة قطعة  وبصبرعجيب وطول اناة يحسد عليها حتى لا ينكشف امرة ..
اما فى حالة المحروسة فمنذ تولى السادات حكم مصر والى الان ونحن نقترب من نهاية حكم الرئيس مبارك وجدنا النظام الحاكم فى العهدين لا هم او شاغل او هدف لديهم اعظم او اهم من النجاح فى تفكيك وحدة مصر قطعة قطعة من اسوان الى الاسكندرية بصبر واصرار عجيب لم ينفد الى الان رغم مرور ما يقرب من 40 سنة على بدأ  هذا المخطط .

اللص الصينى وجدناة بدافع الفقر والحاجة ظل يسرق " حتة حتة"  لمدة خمس سنوات كاملة لكى يملك موتوسيكلا كان يحلم بة .. والرئيس السادات بسبب ضعفة واحساسة بعدم استحقاقة لمنصب الرئيس وتعصبة الاعمى وكراهية زملاءة لة والشعب ايضا ظل طيلة سنوات حكمة يسعى لتمزيق مصر وتفكيك وحدة ابناءها لكى يقوى هو ويصبح امر حكم الشعب سهل وبسيط ومقدور علية وقد بدأ مخططة عندما غير الدستور المصرى كنقطة بداية وانطلاق نحو هدفة لضرب المسلمين فى المسيحيين والهاء الناس واشغالهم باالمسائل الطائفية والصراعات الدينية ..
والحق يقال ان الرئيس السابق انورالسادات كان لة الفضل الاعظم فى وضع حجر الاساس فى بناء الطريق الذى اوصل مصر وشعبها حاليا الى حافة الهاوية والمجهول المخيف الذى الذى ينتظرها ..

ومن بعد السادات جاء الرئيس مبارك لكى يسير على نفس النهج ويتبنى نفس الفكر ويعمل بنفس الاسلوب ويواصل عملية تفكيك مصر قطعة قطعة واضعاف المجتمع المصرى وتمزيق وتدمير وحدة المصريين طيلة السنوات ال 28 الذى قضاها حتى الان فى الحكم ..
وبعد ان كان الصراع داخل مصر ايام السادات قاصرا على الاقباط والمسلمين امتد حاليا لكى يشمل كل فئات وطبقات واديان وابناء المجتمع ...وصرنا نرى المسلم يكفر المسلم ويحلل دمة وعرضة ومالة .. والسنى يلعن الشيعى ويحرق بيوت البهائيين ودور عبادة المسيحيين شركاءة فى الوطن الواحد ..  وراينا القبطى يهزأ ويسخر من القبطى الذى مثلة ويعادية .. وبعد ان كان للاقباط بطرك واحد اصبح   هناك اثنين وثلاثة بطاركة اخريين بفضل ومباركة النظام ... وبعد كان هناك جماعة واحدة للاخوان المسلمين اصبحت هناك عشرات الجماعات الاسلامية التى تتصارع فيما بينها .. وبعد ان كان هناك مفتيا واحدا للمسلمين صار هناك مئات غيرة يرتزقون من مهنة الفتاوى .. حتى النقابات العمالية والمهنية دخلت ضمن عملية التمزيق والتفكيك وصرنا نسمع عن النقابات المنحلة والمجمدة والمفروض عليها الحراسة والنقابات الموازية للنقابات الاخرى الموجودة ...والنقابات الحلال والنقابات الحرام .
والذى يلقى نظرة فاحصة على مصر اليوم فى عهد الرئيس مبارك لايجدها افضل حالا مما كانت علية ايام السادات بل للاسف يجدها على وشك التفكك الكامل والانهيار فى كافة المجالات اما عن وحدة ابناءها فكلنا يعرف ما اوصلهم النظام الية من تمزق وتفكك وكراهية لبعضهم البعض وصراعات وانقسامات..

والعجيب ان السلطات الصينية لم تقبل عذرالعامل الفقيرالبسيط الذى ظل يسرق قطعة وراء الاخرى ويجمع ويبنى متوسيكل احلامة جزء بعد جزء على مدار خمس سنوات رغم اعتذارة واعترافة والقت بة فى السجن عقابا لة ..اما فى حالة النظام فى مصر فانهم للاسف لا يريدون الاقرار والاعتراف  بان عملية تفكيك مصر وتمزيق وحدة شعبها والهاء ابناءة فى الصراعات العقائدية والدينية والسياسية والاجتماعية هى من صنيعة اياديهم  ... وهم ولا احد غيرهم المسئولين عما وصلت الية مصر اليوم من ظروف صعبة قاسية لا تحسد علية من عدو او صديق ..!!