CET 00:00:00 - 27/08/2009

مساحة رأي

بقلم: عبدالمنعم عبدالعظيم
الموردة تعنى مورد الماء وهى المكان الذى تقوم فتيات القرى فى مصر بملىء جرارهن منه من النيل معبود مصر القديم ومصدر الخير والنماء والحياة وشربة الماء تخرج الفتيات مع شروق الشمس بعد الفجر زرافات يحملن الجرار فارغة ويعدن بها مليئة بالماء السلسبيل وتتكرر الرحلة فى العصرية وقبل الغروب حتى يملئن ازيار البيت (جمع زير)

فى الرحلتين وعلى الموردة تتبادل النساء الحكايات ويتناقلن اخبار الحب والغرام
وعلى الطريق الى الموردة يتلصص الشباب النظرات الى البنات ربما تعجبهم احداهن فيخطبها فهى الوسيلة الوحيدة لرؤية البنات ايامها
 يختبىء الشباب خلف زراعات القصب العالية واعواد الذرة وربما يتسلقوا الاشجار والنخيل لرؤية منظر الفتيات ولاختلاس نظرة او بسمة
وعن الموردة غنى المطرب الشعبى اغنيته الشهيرة
على الموردة حمام ونا لا بصحى ولا بنام ( وحمام يقصد بنات)

والشاعرالاخر يغنى :
غزالات جميلات على الموردة رايحين جايين
ولحمل الجرة مراسم تظهر فيها رشاقة البنت وقدرتها على حملها والسير بها فى دلال ورشاقة و تثبتها على راسها باللواية وهى قاعدة مدورة من القماش على شكل كعكة توضع فوق الراس وفوقها الجرة
ومن مظاهر الرشاقة ان تقوم الفتاة بحمل الجرة بطريقة مائلة دليل الرشاقة وتناسق الجسم
هذه الصور الجميلة بدات فى الاختفاء واصبحت جزء من التراث مع التقدم ودخول المياه النظيفة وشبكات المياه الى منازل القرى وبعد غزو غابات الاسمنت والثلاجات للدور وانتهى دور الزير والجرة ورحلة البنات الى الموردة

وكلما تذكرت الموردة مع زكريات الطفولة عشت مع شاعرنا عبده احمد حسن شيخ شعراء الجنوب صاحب اغنية خلى الامل فكرتك لنازك فى رائعته الشعبية التى ضمنها ديوانه الاول صعيدى فى القنال حيث كان يعمل بالسويس قبل ان يجرفه الحنين الى قريته ارمنت الحيط احدى اعرق قرى مصر وكان من ايطال المقاومة الشعبية فى السويس وقد مارس العمل السياسى وكان عضوا بالمؤتمر الوطنى للقوى الشعبية وله حوار مشهور مع الرئيس الخالد جمال عبدالناصر وهو اول امين للشاب بمحافظة قنا وكان مثالا للعامل الحقيقى الذى انتخبة العمال وجمعوا التبرعات ليلبس بدلة فى المؤتمر ويشرف العمال

المهم ان عبده احمد حسن كانت له مع الموردة حكاية ضمنها قصيدته يامنطقرة البلاص يقول فيها
يامطنقرة البلاص على شقه وعيونك على الموردة رايحين جايين
والشوق علامتـه على جبينك عمــــال يمسى على الحلوين
يامطنقرة البلاص على شـــقة يامبينة الحجـــــل الرنان
وحياة دلالك مش لاقى حجة غير انى اقولك انا عطشـــــان
يامطنقرة البلاص وعيونك على المـــــوردة رايحين جايين
والشوق علامته على جبينك عمال يمسى على الحلـــــوين
يازينة فى المشية يازينتك امانة قولى طريقـــــــك فين
عطشان وعينى على المية اروينى من شهد البــــــلاص
متخلينيش دنا ياصبية قلبى انشغل ووقـــــــعت خلاص
سرقتى منى الروح والبهجة اول ما حسنــــــك هل وبان
يمطنقرة اللاص على شقة يامبينة الحجــــــــل الرنان 
وحياة دلالك مش لاقى حجة غير انى اقولك انا عطشــــان
هكذا جذبنا هذا الشاغر العجوز الى الموردة سحر البنات مع البلاص نسال الله له الشفاء حتى يظل يمتهنا باشعاره واغانيه ومسرحياته ونسال الله له طول العمر
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق