- الوهابية حركة إرهابية.. حليف للصهيونية.. تكره الأديان والمذاهب الأخرى.
- لا أرى على أرضية الواقع مَن يسمون أنفسهم السُنّة.. ومصر شيعية منذ القدم.
- القرضاوي يكره الشيعة.. قاد حملة تحريض ضدنا أثمرت عن الاعتقالات المتكررة.
- الذين يتهموننا بتلقي أموال من إيران.. عليهم أن يتكلموا عن التمويل الوهابي أولاً.
- لا مستقبل للتشيع في مصر في ظل الملاحقات المستمرة لنا.
أجرى الحوار: محمد زيان
ما هو مستقبل التشيع في مصر في ظل الملاحقات المستمرة التي يشنها النظام ضدهم؟ وماذا عن كلام القرضاوي عن المدد الشيعة في البلدان العربية؟ هل هو الدافع الرئيسي والمحرض وراء هذا الكم من الاعتقالات ضد شيعة مصر؟ وماذا عن العلاقات بين شيعة مصر وإيران؟ هل من تمويل يمكن أن نتحدث عنه في هذا الحوار؟ أم الموضوع كله مجرد ضرب من الخيال ونسج خاطئ؟ وإذا كان التشيع في مصر منذ الدولة الفاطمية فهل انتهى الآن؟ وما المحددات التي يحتكم إليها الشيعة في مصر للنظر إلى مستقبل وجودهم في ظل الصراع الدائر بين الوهابية والشيعة؟ كل هذا طرحناه على القطب الشيعي الدكتور "أحمد راسم النفيس" في حوار جريء عن الدين والسياسة والتشيع والتمزيق والاختراق والتمدد وأوهام وحقائق والتمويل الإيراني والوهابي وعن السنة وما يدينون، فإلى تفاصيل الحوار:
* بداية قل لنا ما رأيك في الحركة الوهابية؟
الوهابية حركة متطرفة نشأت على يد محمد بن عبد الوهاب لخدمة أهداف الدولة السعودية وهي حركة إرهابية يمتد فيها تاريخ العنف والدم منذ النشأة، وحتى الآن ويحاولون السيطرة على العالم بالتمويل الذين يدفعونه لمشايخ العنف والتطرف الذين يملئون شاشات التليفزيون ليل نهار، هذا بالإضافة إلى أن الوهابية حركة مقيتة تبغض الأديان والمذاهب الأخرى وتصنع الصراع إن لم يكن هناك صراعًا أو حاجة إليه يحركها في ذلك الرغبة القديمة عند شيوخها إلى استمرار العالم في صراع والتلذذ بالدم والإرهاب.
وعلى هذا الوصف فالوهابية حركة فاشية تهدف إلى تحقيق أكبر عدد من المخالفين والكفار من وجهة نظرها وبالتالي أكبر عدد من القتلى وحمامات الدم، وهي حركة قائمة بالأساس على العنف وإرغام الآخرين على الاعتراف بها لأن الحركات أو الأفكار الضعيفة يلجأ أصحابها إلى فرضها على الآخرين بسطوة المال أو السلاح.
* وكيف تكون محاربة الفكر الوهابي؟
الوهابيون لا يملكون العقل ولا تسندهم سلطة ظواهر النصوص التي يلجأون إليها فهم لا عقل ولا نقل أنهم امتداد فاضح لمقولات ابن تيمية فكتاب التوحيد لـ "محمد بن عبد الوهاب" ما هو إلا اختصار باهت لكتاب «اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم» لـ «ابن تيمية». في هذا الكتاب يبني ابن تيمية تكفيره للشيعة على كونهم كفروا «الشيخين» وأبغضوا كلاً من طلحة والزبير وعائشة والشيعة لم يكفروا أحدًا، ثم أتنقم على الشيعة رفضهم لخلافة الشيخين ولا تنقم على طلحة والزبير وعائشة رفضهم لخلافة علي بن أبي طالب؟ بأي منطق يتحدثون؟ وأعتقد عن نفسي أن الرد على الوهابيين ليس معضلة لقد رددت على يوسف البدري في إحدى مقالاتي بالقاهرة والوهابيون أكثر كلامهم يندرج تحت بند الإرهاب النفسي.
* ولكن هل الوهابية متحالفة مع حركات أخرى ضدكم؟
الوهابية حليف أصيل للصهيونية العالمية تتلقى تمويلها منها وتنفذ أجندتها في تقسيم المنطقة من خلال إثارة النعرات الطائفية.. هذا مسلم، ذاك مسيحي، وهذا سني وذاك شيعي وهكذا..!
والدليل على أن الوهابية تنفذ توجهات الصهيونية هو ما حدث مؤخرا في غزة والتوافق الصهيوني الوهابي على ألا يكون لأية قوة إقليمية صوت مسموع في المنطقة.
* لكن يقال أن مصر لا تقبل التشيع؟ فما رأيك؟
الكلام عن مصطلح أهل السنة مجرد كلام لا يرقى لمستوى الفعل لأنه عمليًا لا يوجد من يمكن أن نطلق عليه السنة، فأهل السنة.. «وهم وانظر إلى الشيعة والتشيع تجده منذ الرسالة المحمدية ولكن أن يقولون سنة بقصد الانقسام فهذا من مستحدثات العصر والشيعة موجودين منذ عهد الرسالة ولم يكن التشيع بهذا المفهوم السياسي الفج الذي يراد من خلاله الإيقاع بمن تشيع ونبذه والتنكيل به.
وانظر إلى مصر فهي شيعية منذ الفاطميين وعندما جاء صلاح الدين الأيوبي وألغى التشيع حول مصر إلى مملكة بلا حاضر أو مستقبل.
* ماذا عن الحديث عن التقسيم وتحويل مصر إلى جزيئات؟
دة كلام فارغ... وما يقال عن الفوضى الخلاقة جاءت على يد الوهابيين، وقد كنّا جميعًا تحت راية الدولة العثمانية التي تفتتت وقد عمل الوهابيون على ذلك لخدمة الاستعمار الانجليزي وقتها.
والوهابيون بهذه المناسبة هم من شتت شمل المسلمين في الأرض بالقتل والاغتصاب والدمار الذي فعلوه استخدموا أحدث الأسلحة والمتطورة في قتل المسلمين وهذه الأسلحة مدهم بها الاستعمار.
* وما حكاية القرضاوي معكم؟
القرضاوي جاء في الصيف الماضي وشن هجومًا عنيفًا على الشيعة في مصر، وهو أول من قال بأن هناك مددًا شيعيًا في مصر يجب محاربته وبالتالي فأنه قد مارس أسلوبًا في التحريض مقرونًا بالدين والعقيدة نجح من خلاله في استعداء النظام علينا وهو الأمر الذي ظهرت ثماره بعد كلام القرضاوي عن المد الشيعي في مصر.
* تقصد التصعيد ضد الشيعة في مصر؟
هذا جزء من مخطط تنفذه السلطات المصرية في محاولة القضاء على الشيعة من ممارسة القمع والتعذيب والزج بهم في السجون ولعل ما شهدناه مؤخرًا من الهجوم على الشيعة واعتقالهم بالمئات والزج بهم في السجون لهو أكبر دليل على الحملة الكبرى التي توجه ضد الشيعة.
* لمصلحة مَن؟
لمصلحة الضعفاء الذين يخافون المد الشيعي بحسب قول القرضاوي، والنظام المصري تورط في محاربة الشيعة لمصلحة أطراف خارجية، فمصر كانت دولة شيعية في الأساس في أيام الدولة الفاطمية ومن ثم فأن حبال آل البيت في دماء المصريين وليس بجديد عليهم والذي يخاف المد الشيعي هو النظام الوهابي في السعودية.
* ماذا عن اتهامكم بموالاة إيران؟
هذا كلام يتكرر في كل مرة ثم أننا نعلن على الملأ أننا لم نتلقى يومًا من الأيام مليمًا واحدًا من أي دولة في العالم، والمفروض على بني عبد الوهاب أن يكفوا عن هذه الاتهامات التي ما عادت تسمن ولا تغني من جوع، هل وجدوا عندنا المليارات مثل التي وجدوها مع مرتزقة الوهابية الذين يخدمون أنظمة البترو دولار؟؟، وهل نحن علينا دليل يؤكد أننا نأخذ تمويلاً من هنا أو هناك؟ ثم لو افترضنا جدلاً صحة ما يقولون: فهل يقدم أعضاء نادي الوهابية إقرار ذمة مالية عن الأموال التي يتلقونها من النظام الوهابي السعودي لكي نقدم نحن إقرار مثله؟ وهل التمويل حلال على الوهابيين حرام علينا؟ لماذا إذًا سياسة الكيل بمكيالين التي لم تعد تجد الآن؟!
* وكيف تقرءون مستقبل التشيع في مصر؟
بالصورة الراهنة حالة الإهمال والتخبط والعجز عن اتخاذ قرار لرعاية التشيع لا أرى له مستقبلاً، كما لو أنك تزرع بذرة في الصحراء وتتركها بدون ماء سيهلك جيلنا ولم يأت جيل بعد. وحتى إذا أتى جيل بعده فسيفتقد التوجيه والخبرة وسيعاني مما عانينا نحن منه نحن عانينا.. وقد طلبت مرارًا وتكرارًا أن نؤسس لقاعدة عملية.
بصرف النظر عن العواطف إذا بقي حالنا كما هو اليوم، فلن نفلح وسنظل كما لو كنّا نحرث في البحر أما إذا وجدت هذه النبتة من يتبناها ماديًا وثقافيًا وسياسيًا، فسوف يكون للتشيع مقام ودور آخر بلا شك.
أما هذه التصريحات وتلك التي تنطلق من خارج مصر وحتى من داخل مصر من دون أن تلاحظ الواقع فلا قيمة لها.. والأولى أن ننزل إلى الميدان ونعمل ولقد قلت لك وأكرر: لا يوجد قانون ضد الشيعة في مصر.. نعم قد توجد ممارسات من البعض غير واعية تقوم على أسس ومواقف مسبقة تؤدي إلى نتائج سلبية أحيانًا.
أنا أتصور أنه ينبغي أن تكون هناك حالة من الانفتاح السياسي والفكري والثقافي لتهدئة المخاوف التي يعيشها البعض من كون التشيع مذهبا متطرفا يشبه مذاهب الخوارج أو الحركات الإسلامية المسلحة، يجب أن نفهم الناس حقيقة التشيع باعتباره نقلة حضارية تحتاجها الأمة لتخرج من مأزقها سواء كان المأزق الداخلي أو المأزق الخارجي. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|