CET 00:00:00 - 30/08/2009

مساحة رأي

بقلم : نشــأت عــدلى
رحلة طويلة فى التاريخ القبطى  مدتها ألفين سنة .. ألفين سنه من الإيمان وبناء النفوس وتعميرها .. تجديدها وترميمها .. كل ما ينضم رعيل للإيمان .. تبدأ معه رحلة من رىّ هذه النفوس من النعمة .. وإختيار من يشير عليه الروح القدس ليمسك معهم معول البناء للباقيين .. كان صراعهم مع أجناد الشر الروحية وهذا ليس بالهينّ .. وأفرز هذا البناء الروحى كهنة ورؤساء كهنة ثم الرهبنة بيد أبيها القديس أنطونيوس .. كانت رحلة الإيمان طويلة وشاقة .. ولكن كانت كل نفس تدخل الإيمان تزيل مرارة الإضطهاد الذى شمل كل أبناء المسيح .. لم يكن من بين أبناء وخدّام المسيح من يطلب أو يتطلع لمنصب ما .. بل أبائنا الرسل قد عينوا من يقوم بخدمة الشعب ليتفرغوا همّ لخدمة الكلمة والتعليم .. وبعد أبائنا الرسل .. كان كل من يقع عليه الإختيار لمنصب فى الكنيسة يهرب إلى الصحارى والبرارى هربا من هذه المسئولية ..لأن مشتهاههم لم يكن فى المناصب قدر خلاص أنفسهم  والشعب ..

والتاريخ يحكى عن الكثيرين الذين فرّوا عند علمهم بإختيارهم لأى منصب .. كان الصراع الوحيد لديهم .. هو ضد أجناد الشرّ وضد أبليس .. ضدّ الخطية على وجه العموم .. والأمثلة كثيرة ومتنوعة لهؤلاء الأباء .. وأقرب مثل لدينا .. القديس البابا كيرلس السادس .. دموعة قد تكلمت عن عدم رغبته فى هذا المنصب الخطير .. وأحد الحضور .. وهو القس أبراهيم سعيد رئيس الطائفة الإنجيلية فى ذاك الوقت قال فى حديث صحفى له .. أن دموع الباب قد بلغت السويداء لقلبى .. كذلك قداسة البابا شنودة عند رسامتة أسقفا لم يستطع أن يسيطر على الدموع التى أغرقت ملابسة .. إنَّ كل ما أتمناه درأ لهذا الصراع ( حسب وعدّ قداسة البابا ) أن يُعاد النظر فى لائحة إنتخاب البابا ويتم تعديلها وفقا لمتطلبات العصر وإحتياجات الكنيسة حتى لايكون فى المستقبل مثل هذه الصراعات بل تكون هنـاك أسـس وقـواعــد تحــكم مثــل هذه الأمــور ..

إن المنصب مسئولية خطيرة يُعطى عنها حسابا مضاعفا أمام الله .. بعد أن كان سيحاسب عن نفسه فقط .. أما مانراه اليوم من صراعات على الكرسي البطريركى .. شيئ يبعث بالخوف الرهيب لدى شعب الأقباط .. لأن الهدف قد أصبح فى منصب وسلطّة وليس فى خدمة ورعاية الشعب..
ومن المحزن أن تبدأ هذه المناوشات والصراعات فى وجود قداسة البابا .. أطال الله عمره .. فقد بدأها أسقف بعدة أحاديث صحفية عن عدم ممانعة البابا لترشيحة على العرش البطريركي .. مدللا ببراهين ومواثيق كتابية هى نفسها التى أستند عليها الكتاب المستنيرين فى نقد البابوات السابقين للبابا كيرلس السادس وأصبحنا حائرين .. نصدق منّ ؟؟ ونكذب منّ ؟؟  

لايستطيع أحد أن يُنكر أنّ قداسة البابا شنودة قد أضاف للكرسي البطريركي مكانة كبيرة لما له من كارزيما وذكاء شديد .. مما خلق شهوة لدى البعض فى أن يكون له نصيب فى هذا المنصب .. وهذا أدى إلى صراعات بعضها كان خفىّ .. ولكن يبدوا أن كثرة المطامع أدت بالبعض أن يخرج عن وقارة .. فتكلمت كل الصحف والمواقع عما يحدث داخل الكاتدرائية .. مما سبب إهانة كبيرة للكنيسة .. صراع من أجل منصب .. وليس صراعا لما يحدث لنا من مشاكل يتهافت الجميع للسعي على حلها وإيجاد مخارج لها .. وهل هذا الصراع لخدمة الشعب ولصالحة ؟؟...ليست لديَّ إجابة !!
وفي نهاية حديثي .. أجد سؤلا يطرح نفسة بشدة ..
هل نحن نعيش العصر الذهبي للكنيسة ..أم نعيش عصرا ذهبيا للكرسي البطريركي ؟؟؟؟

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ٨ تعليق