CET 00:00:00 - 30/08/2009

مساحة رأي

بقلم: جرجس بشرى
ليس بغريب أن تشن صحيفة "روز اليوسف" المباحثية المصرية هذا الهجوم البغيض ضد الصحافة القبطية، وتصورها للرأي العام على أنها أوكارًا للفتنة الطائفية وتصفها بالصُحف اللقيطة ووليدة اللا قانون، وأنها فاقدة للشرعية ومفتقدة للمِهنية الصحفية!!
وقد ضربت الصحيفة المثل على ذلك بعِدة جرائد ومجلات مسيحية أبرزها على الإطلاق جريدة "الطريق والحق"  ومجلة "الكتيبة الطيبية"، ويبدو أن هاتين الصحيفتين بالذات قد أصابتنا الحكومة المصرية بصُداع مُزمن (يبدو أنه من المُستحيل علاجه) بكشفهما النقاب عن المُمارسات اللا إنسانية والبغيضة التي تُمارسها الحكومة المصرية ضد المسيحيون المصريون والأقليات الدينية الأخرى، وتبنيهُما لقضايا مُهمة وأفكارًا  تنويرية تهدف في المقام الأول إلى إخراج مصر من المُنزلق الخطير الذي تعيشه الآن بفعل الأفكار الظلامية السائدة التي تدفع بالبلد دفعًا إلى التخلف والجهل والرجعية! 

إنه لمن المؤسف بحق أن تنزلق "روز اليوسف" إلى هذا الدرك الأسفل وتتهم الصحافة القبطية بهذه الاتهامات الباطلة، فمن الواضح أن الفِتنة الطائفية لها مفهوم آخر عند صحيفة "روز اليوسف" ويبدو أن روز اليوسف تريد أن تجعل من الصحافة القبطية أوكارًا للتعتيم وتجاهُل الأوضاع الحقيقية للأقلية المسيحية المصرية لكي تنال رضا الحكومة وصُحفها المباحثية!!!
وعن اتهام روز اليوسف للصحافة القبطية ووصفها بأنها فاقدة للشرعية، أحب أن أضع أمام الرأي العام مثالاً صارخًا على اضطهاد الحكومة المصرية لجريدة "الطريق والحق" فعلى حد علمي أن جريدة "الطريق والحق" كانت قد تقدمت بطلب للحصول على ترخيص من المجلس الأعلى للصحافة منذ أربع سنوات تقريبًا، إلا أن المجلس الأعلى للصحافة رفض وأعطى ترخيصًا لصحيفة أخرى بنفس الاسم!! فأصبح بالسوق جريدتان بنفس الاسم! وكان وقتها أسم الجريدة "الطريق" فقط مما جعل القائمون على إدارة الجريدة يضيفون إلى الاسم كلمة الحق ليصبح الاسم الجديد للجريدة "الطريق والحق"، وبعدها تقدمت الجريدة للمجلس الأعلى للصحافة مرتين للحصول على ترخيص إلا أن المجلس الأعلى للصحافة رفض!!

والغريب أن الدكتور القس "ناجي يوسف" رئيس تحرير الجريدة قد كتب في مقال: أن السُلطات المسئولة قد رفضت إعطاء ترخيص لجريدته لأن رئيس التحرير من أقباط المهجر!! وإلى الآن ما زال المجلس الأعلى للصحافة يتعنت في إعطاء الترخيص للجريدة التي فعلت كل ما في وسعها للحصول على الترخيص، وسلكت كافة الطرق القانونية والمشروعة وبالتالي ليس من اللائق أو من المناسب وصفها بالجريدة اللا شرعية هي والجرائد القبطية الأخرى.
أما عن مجلة "الكتيبة الطيبية" فهي المجلة التي حظيت بمصداقية عالية لدى الأقباط لأنها تعبر بشكل واقعي عن همومهم، وتعكس بصورة واضحة طموحاتهم المشروعة في بلدهم، وترصد بكل جرأة سياسة تزييف الحقائق التي تنتهجها الصحافة الحكومية والمستقلة عند تناولها للملف القبطي.
ويبدو أن روز اليوسف تضيق ذرعًا بهذه النوعية من الصحف القبطية التي تكشف حقائق مُرة وأوضاعًا مأساوية يعيشها الأقباط في وطنهم.

وأنني أعتب هنا على روز اليوسف لأنها تـُريد إخراس الأقباط وتكميم أفواههم، والتعتيم على ما يُمارس ضدهم، وكان أولىَ بها أن تقف بجوارهم مُدافعة عن حقوقهم وفاضحة لما يُمارس ضدهم.
وانصح روز اليوسف أن تهتم أكثر بالمهنية والمصداقية والموضوعية لئلا تفقد قرائها، فعلى حد علمي أنها لا توزع أكثر من 2500 نسخة على أكثر تقدير، فالمصداقية والشفافية والحيادية هي التي تخلق ثقة القارئ في المطبوعة بوجه عام، فهل تحتضر روز اليوسف الآن؟!!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٨ تعليق