بقلم: إسحق إبراهيم
تناولت المستشارة نهى الزيني الأربعاء الماضي بجريدة الشروق بعنوان "الأقباط الموحدون" ملابسات دخول المسيحية مصر وقبول المصريون لبشارة الخلاص لكنها تعرضت لبعض القضايا الجدلية، والتي تختلف فيها رؤية الإسلام عن المسيحية.
قالت المستشارة -معروف عنها ميولها الشديدة تجاه جماعة الإخوان المسلمين- فى إطار الحديث عن نشر المسيحية: "من هنا بدأ رجال الدين المسيحيون يداهنون الوثنيين ليغروهم بالدخول في الدين الجديد وقد كانت آلهة الرومان الوثنية ثلاثة -خلافًا للتعدد الواسع في الآلهة الموجود عند اليونان- وفي الوثنية الفرعونية التى كان كثير من القبط لا يزالون متمسكين بها كان الثالوث الإلهي الفرعوني: أوسيري، وهور، وإيس، ومن هنا وهناك تولدت فلسفة الأقانيم الثلاثة للإله الواحد (الآب والإبن والروح القدس) التي يسرت تخلي الوثنيين عن عقائدهم السابقة التي تمسكوا بها لقرون طويلة ودخولهم فى المسيحية".
هذه الرؤية يؤمن بها قطاع كبير من إخواننا المسلمين يرون أن المسيحية المصرية تأثرت بالتثليث الفرعوني، هؤلاء يحاولون فرض رؤية إسلامية للتاريخ المسيحي، ورغم أن كتبًا ودراسات متخصصة أنتجها علماء اللاهوت أكدوا على عدم وجود أي تشابه بين التثليث الفرعوني الذي حدث فيه علاقات زواج، ومن ثم اختلاف نقطة البداية لكل طرف فيه وبين التثليث الإلهي المسيحي الموجود منذ الأزل. ونجد أيضًا من يقول أن الإسلام يعترف بالمسيحية وبـ"سيدنا عيسى" ثم يستطرد فيقول أن المسيحيين أشركوا بالله وقاموا بتأليه المسيح.
هذا المنهج غير علمي وخاطئ ومضلل ويزدرى المسيحية والمؤمنين بها، إضافة إلى أنه يفرز سلوكيات وممارسات مرفوضة وعنيفة.
يا سيادة المستشارة لماذا تتركين محاسن وفضائل ديانتك؟ وما الأهمية التي ستعود عليك بإظهار المسيحيين بأنهم غير موحدين؟ هل تقبلين أن ينتزع آخرون آيات قرآنية من سياقها ويفسرها على أنها تدعو إلى العنف والقتل للنفس الإنسانية أو أنها ضد التقدم البشرى!!
إن الديانات السماوية فيها من نقاط الإتفاق الكثير والكثير والتي يجب التركيز عليها وإبرازها لترسيخ مفاهيم التعايش المشترك واحترام العقائد وعدم ازدراء الأديان سواء السماوية أو غيرها ، فلماذا التفتيش عن مناطق الإختلاف؟!
Ishak_assaad@yahoo.com |