CET 00:00:00 - 03/09/2009

مساحة رأي

بقلم: أشرف عبد القادر
كعادتي كل عام أطلع القراء على ما رأيته في مصر أثناء زيارتي لها، أول شيء لفت انتباهي إثر وصولي إلى مطار القاهرة هو التوسعات الجديدة التي تقوم بها الدولة في مطار القاهرة، والذي أصبح لا يقل نظافة ولا نظامًا عن أي مطار أوربي، عكسًا لما كان يحدث في الماضي من فوضى وضوضاء كانت تسيء إلى مصر والمصريين، كما شاهدت حركة تنمية وعمران وبنية تحتية غير مسبوقة في مصر، شعرت بفخر واعتزاز وقلت في نفسي”عمار يا مصر”، وسالت نفسي: إذا كنا قادرين على فعل ما يفعله الأوربيون فماذا يوقفنا عن التقدم؟َّ!.
ما يوقفنا عن التقدم هو جمودنا الذهني، وعيشنا بأجسادنا في القرن الحادي والعشرين، وبعقولنا وأرواحنا في القرون الوسطى مما أصابنا بانفصام الشخصية، فنحن قادرون على منافسة التحدي الغربي التكنولوجي، بالعمل في المصانع والمخابر وورش العمل في كل مجال، ولكن تسلطت علينا جماعة الإخوان المسلمين وعملت في الخفاء على إفشال كل المشاريع التنموية التي تقوم بها الدولة، لتظهر الدولة بمظهر العجز أمام شعبها، لتقوم هي بمشاريع خيرية لكسب ود وعطف الشارع المصري بما تقدمه من خدمات، تقول هي أنه لله، والنخبة المثقفة تعرف أنها لغير وجه الله، فقط ليلتف حولها الشعب من أجل الانقضاض على السلطة لتنفيذ مشروعهم الطالباني للعودة بمصر إلى العصور الوسطى.
مصر الآن ورشة عمل كبيرة.. أينما تذهب تجد البناء والتعمير، والمشاريع تُقام هنا وهناك وذلك بفضل سياسة مبارك الحكيمة التي استطاعت جذب رؤوس الأموال الأجنبية والمصرية للإستثمار في مصر.

كيف يخرب الإخوان المسلمين اقتصاد مصر ومشاريع الدولة؟؟.
بقنبلة الإنفجار السكاني التي تلتهم الأخضر واليابس، هذه القنبلة أخطر على مصر من القنبلة الذرية، كل المشاريع التنموية التي تسعى الحكومة جاهدة لإنشائها تأتي الزيادة السكانيه لتأكله بكل هدوء ولا يشعر بها أحد، فالإخوان المسلمين يحاربون مشروع تنظيم الأسرة ويكفرون من يعمل عليه. لماذا؟ لأنه يفسد مخططهم لتخراب مصر وتجويعها، مستندين إلى حديث ”تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة”، هذا الحديث إن كان رسول الله قد قاله لأن عدد المسلمين أيام الدعوة لم يكن يتعدى بضع الأشخاص، ثم أصبح بضع المئات، ثم أصبح بضع الآلاف.. ولكن وبعد أن أصبح عدد المسلمين الآن مليار ونصف مليار مسلم أعتقد أن هناك تطبيق خاطئ للحديث، وخاصة عندما تكون الدولة عاجزة عن توفير كل وسائل الرعاية لمواطنيها، فمعدل الإنجاب في مصر مرتفع جدًا، أسرتي مثلاً مكونة من ستة إخوة وأخوات وأبوين يكون المجموع ثمانية، نحن نزيد بمعدل مليونين نسمة كل عام، وقرأت تقريرًا أخافني يقول: أنه لو استمرت الزيادة الساكنية كما هي عليه الآن، فسيبلغ عدد سكان مصر عام 2050حوالي 150 مليون نسمة، هل قرأتم الرقم؟ 150 مليونًا... كيف ستوفر لهم الدولة مساكن ومدارس ومستشفيات وكليات وفوق كل ذلك الطعام.. وأي مشاريع يجب أن تُقام لرعاية هذا العدد الرهيب؟؟.

رب أسرة راتبه الحد الأدنى من الأجور ولديه ثمانية أولاد أو ستة، كيف يطعمهم جيدًا؟ وكيف يعلمهم؟ وكيف يرعاهم صحيًا؟ أوليس من الأفضل أن ينجب طفلين ويرعاهم رعاية جيدة؟ فإذا ما قلت ذلك لأحد المتأسلمين يكون رده ”مفيش حد بيموت من الجوع.. واللي خلقنا مش ها ينسانا”.

يا سيدي الذي خلقنا لن ينسانا هذا حقيقي، لكنه هو أيضًا الذي قال ”ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة” فمن ينجب ثمانية أو ستة أطفال يلقي بهم وبنفسه وبمصر إلى التهلكة، فموقع رب الأسرة هو نفس موقع رئيس الدولة مع الفارق، فكلما قل عدد السكان كلما تمكنت الدولة من توفير الخدمات لشعبها، وإن كانت الأسرة في الماضي تنجب كثيرًا خوفًا من موت الأطفال لقلة الرعاية الصحية وانتشار الأمراض والأوبئة، فما سبب هذه الكثرة الآن بعد أن تقدم الطب كثيرًا،وأصبح هناك دواء لكل داء، أم أنه كما قال الشاعر:
لكل داء دواء يستطب به / إلا الحماقة أعيت من يداويها

فحماقة الإخوان المسلمين هي التي تدمر اقتصاد مصر، وكذلك عندما تصدر الدولة قانونًا بمنع ختان الإناث وتصدق عيه نقابة الأطباء نتيجة ما يسببه الختان من تشوية لجسد المرأة وما يسببه عادة من برودة جنسية، ولأثاره النفسية الضارة على الفتاة، يتحايل الإخوان المسلمون على القانون فيختنون الفتيات رغمن أنف الحكومة ونقابة الأطباء، ونزلوا إلى مصر وقراها وأنتم ترون ذلك بأعينكم.. فهم أعدء المرأة، وأعداء الحياة وغرائزها.

أنا هنا لا أدافع عن النظام الحاكم، أردت فقط أن أوضح أن الإخوان المسلمين هم أحد أهم أسباب إعاقة مصر عن التقدم، بالإضافة إلى مساوئ النظام الكثيرة، وبرغم ذلك ستجتاز مصر هذه العقبات وستظل دائمًا عمار، فالخير في مصر وفينا إلى يوم الدين كما أخبرنا رسولنا الكريم.

Ashraf 3 @wanwdoo.fr

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق