بقلم: مجدي جورج
أعلن أخيرا السيد لام اكول وزير خارجية السودان السابق تكوين حزبه الجديد الحركة الشعبية لتحرير السودان ـ التغيير الديمقراطي .ومن المعروف ان السيد لام كان من قادة الحركة الشعبية و لكنه انشق عن الحركة متهما قادتها الآخرين بالديكتاتورية ومن المعروف أيضا ان هذا الانشقاق ليس أول انشقاق يصيب الحركة الشعبية فقد حدثت انشقاقات كثيرة في الحركة حتى أثناء تواجد العظيم الراحل جون جارانج فقد شجعت حكومة الإنقاذ العديد من فصائل الحركة على الانفصال عنها وحدثت الكثير من المعارك بين هذه الفصائل المنشقة وبين الحركة الشعبية وبرغم كل ذلك استطاع د. جون جارانج ان يحصل على معظم ما ناضل من اجله واهمه حق تقرير المصير فى استفتاء سيجرى 2011 وفيه سيقرر الجنوبيين البقاء في الدولة الاتحادية او تكوين دولتهم الخاصة بهم .
وهنا فبرغم إن جون جارانج قد رحل 2005 في حادث غامض ممن الممكن إلا تكون حكومة الإنقاذ بعيدة عنه أملا فى قدوم قيادة لينة ومطيعة الا ان قادة الحركة الجدد وأهمهم سيلفا كير غالبا لم يكونوا عند حسن توقع قادة الإنقاذ وخاب أمل النظام القائم فى الخرطوم فى هؤلاء القادة ففكروا فى ضرب الحركة من الداخل بتشجيع لام اكول على الانفصال عن الحركة .
ولكننا يجب هنا إلا نغفل إن مصر قد يكون لها دور في هذا الانفصال فمصر خائفة من انفصال الجنوب حتى لا تأتى دولة من خارج القارة وتؤثر على هذه الدولة الوليدة بما يعرض امن مصر الغذائي والمائي للخطر. ومصر لا تريد ان تخطئ مرة ثانية فى السودان كما أخطأت سابقا فى خمسينات القرن الماضي عندما كان الكل يظن ان السودانيين مع الوحدة مع مصر ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن المصرية واختار السودانيين الانفصال عن مصر واعلن ذلك رئيس وزراء السودان وقتها إسماعيل الازهرى .
ما يجعلني أتشكك فى وجود يد مصرية فى تفكيك الحركة الشعبية بالإضافة لتخوفات المسئولين المصريين من انفصال الجنوب فان هناك سبب هام أخر الا وهو ان خبرات المصريين فى تفكيك الأحزاب وتفجيرها من داخلها كثيرة وعديدة فاذكروا ما حدث لحزب الوفد والغد والأحرار وغيرها لكى تعرفوا مدى ما وصل إليه النظام من خبرات فى هذا المجال .
كذلك فان نظامنا قد بدأ يوزع خبراته فى كل مكان فكلنا يذكر رأس النظام عندما ذهب الى روسيا فى نهاية الفترة الرئاسية الثانية لبوتين رئيس روسيا وقتها وكيف نصحه بان يقوم بتغيير الدستور كى يبقى فى الحكم فترات عديدة .
لهذه الأسباب أنا لا استبعد ان يكون هناك دور مصري فى عملية الانشقاق الأخيرة فى الحركة الشعبية ولكنى أظن ان هذا الانشقاق لن يؤثر كثيرا على الحركة الشعبية. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|