بقلم: د. رأفت فهيم جندى كان المصعد الذى صعدنا فيه للأدوار النهائية سريعا جدا، وكان الشاب الأنيق المهذب عامل المصعد يتكلم بسرعة تفوق سرعة المصعد ليقص لنا تاريخ انشاء المبنى وعدد ادواره ومساحته وما سوف نراه فى الأدوار العليا... الخ. كان طعم البيتزا التى أكلناها ذات مذاق رائع وقيل لنا أن فن صناعة البيتزا فى نيويورك أعلى من جميع الأماكن. دخلنا صالة السينما التى تتحرك فيها الكراسى التى كنا جالسين عليها لكى تعطينا الأحساس بأننا فى الطائرة واننا وسط المشاهد التى تجرى امامنا، وانحنينا بأعناقنا عند مرور المشهد من تحت الكوبرى لأحساسنا بأننا سنرتطم بالكبارى التى يمر المشهد تحتها. مزحت مع الفتاه الصغيرة التى كانت تعد طبق الباستا الشهى الطعم وكانت الأبتسامة لا تفارقها وهى تعمل. خرجنا للهواء الطلق فوق المبنى وأخذتنا الفرجة على كبارى نيويورك المختلفة والتى تربطها من مختلف الجهات وايضا البرج الآخر لنفس المبنى وباقى المبانى العملاقة المجاورة للبرجين. من خلال العدسات المكبرة كنا نستطيع أن نرى التفاصيل الدقيقة لكل ما يجرى هنا وهناك. عندما هبطنا للشارع بعد نهاية الزيارة اخذت أحدق النظر لمدة طويلة بالمبنى الكبير الضخم وبالألواح المعدنية المتشابكة على واجهة المبنى بكل طوله وقارنت فى مخيلتى بينه وبين برج تورونتو "سى أن تاور" وعددت لنفسى الفروق بينهما. يوم الثلاثاء 11 سبتمبر 2001 كنت فى الطريق للعمل ولم افهم تماما ماذا يحدث من خلال راديو العربة لأن المذيع لم يكن قد استوعب ما يحدث بعد، ولكن عند وصولى للمكتب شاهدت من التلفزيون ما كانت تذيعه محطة "سى أن أن" من صور الدمار الشامل للمبنى الذى كنا على سطحه منذ عشرة ايام فقط، وكانت سحب الدخان الكثيف جدا تملأ المكان. ولم تكن صورة الأحداث جلية ايضا. نتذكر هذا ايضا ونحن نرى صور الهدم الذى احدثه مجلس بلدية الإسكندرية فى مبنى الخدمات المخصص للعجزة والأرامل والأيتام فى مريوط، وايضا ونحن نرى جيش الهمجية يهجم بتلذذ لهدم كنيسة عين شمس ويحرق كنيسة عزبة باسليوس ببنى مزار بدون اى سبب سوى روح الشر والحقد الأعمى والضغينة والعنصرية، فالبعض رسالته العمار والبعض الآخر رسالته الدمار. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |