بقلم: سحر غريب
كلما احتجت إلى استخدام بطاقتي الشخصية نفسي تغم عليا وتنتابني رعشة عصبية حادة وصمم وبله مغولي وانهيار حاد في الوعي واللا وعي، وكل هذا لأن هناك سعيدًا للحظ سينال مراده ويعلي جوابه ويرى بطاقتي وعليها صورتي المصون والتي تعبر بالقطع عن واحدة أكل عليها الزمن وشرب وقال إخيييييييييييه، أو بالأصح واحدة خارجة من أفلام الأبيض والأسود عدل على عصر الكمبيوتر عشان تتصور لأجل تتلقح على صفحة البطاقة.
فلون البشرة وما أدراك ما لون البشرة فهو على البطاقة لون لم يتم تركيبه بعد ولن تتحصل عليه إلا على بطاقتك الشخصية المبتكرة فهو لون مُلقى عليه مقدار زجاجة كاملة من الكلور مع النقع الدائم حتى البهتان ولا مانع من الذوبان وذلك للوصول إلى لون الجثث المميز الذي لا لون له ولا رائحة وفي هذا ظلم بين للجثث التي فيها الرمق عن صورتي التي في البطاقة.
أما قطعة الملابس الوحيدة التي ألقاها حظها العاثر أمام الكاميرا فهي إيشاربي والذي كان لونه أحمر مزهزه بلون وردة بلدي لسة مرتوية بلتر سفن آب الندي نوع الدايت والذي تحول بقدرة قادر إلى لون ترابي رمادي يشبه التراب في قذارته، كان أحمرررررررر أحمررررررررررر يا هوووووووووووه.
أما ملامحي فحدث عنها ولا حرج فقد تضخمت وتبعجرت وأصبح الأنف في حجم الشمام والفم يشبه شراب مقلوب حجم أكس إخس، وكل ذلك من جراء حب الكاميرا وعشقها لوجهي الذي كان في حاله حتى جرى ما جراله، صحيح ومن العشق ما قتل.
عندي شعور دفين بأنك بتبرطم في سرك وبتقول وإيش تعمل الماشطة في الوش العكر... طيب أنا وشي عكر ويقطع الخميرة من البيت، طيب وبقية الثمانين مليون مواطن من شعب مصر العريض إيه اللي خلاهم كلهم من أرباب مستشفى الصدر والسل والرمد والبهاق؟!! واضح أن الفن واللعب والهندسة التي تحدث في صورنا هو توجه وطني خالص حتى يتم وضع الشعب كله تحت طائلة القانون فتلك الصورة لا تستحق بأي حال من الأحوال إلا أن تكون صورة لواحد رد سجون ابن مسجون ابن محكوم عليه بالإعدام، والتهمة جاهزة وهي الهروب من حبل المشنقة والكلابشات والصور مابتكدبش.. نظرية برضه.
أما النظرية الأخرى فهي أن الكمبيوتر الذي ألتقط تلك الصور هو كمبيوتر متزمت من المتزمتين الجدد وقد صنع خصيصًا من أجل تصوير الصورة الأخيرة لأي أنثى تكون غاوية تتصور وتدخل الكادر برجليها فبتلك الصورة القاضية لن تتصور حواء في أي صورة أخرى طوال حياتها وستتعلم حواء بكل براعة مهنة التصوير وهي وظيفة شرفية لا تتقاضى عليها أي أجر حتى تضمن أن تكون دائمًا خارج الكادر.
وقد يكون الغرض من وراء إطلاق سراح تلك الصور الشنيعة غرض نبيل وهو أن أي دمعة حزن لا لا لاااااااااااااا..
فنتيجة للعقدة الدفينة التي ستنتاب حواء وتمنعها من التصوير الفوتوغرافي لن تجد لأي زوجة على بر مصر كلاتها ذكرى واحدة حلوة أو صورة عليها الطل غير المأسوف على ألوانها صورة البطاقة وبذلك سيختفي التعلق المرضي بالزوجة الأولى فمن غير المعقول الارتباط بخيال المآتة الذي كان يتربع على وجه البطاقة وسيسهل التحرر من الماضي المؤسف الشنيع والذي اختفت ذكراه من على وجه الأرض، ولن تقوم قومة للمثل الشعبي الذي كان يمجد في الزوجة الأولى، أم العيال العشرية والذي يقول الأولى (تحلا حتى لو كانت وحلة) فالزوجة الأولي ستكون فازت بماراثون الوحالة بجدارة وبذلك سيتزوج الأرمل بعد وفاة زوجته بفترة قصيرة جدًا لن تتعدى الثلاثة أيام، رضا من عند ربنا كتر خيره ألف بركة، يعني الراجل هايقطع نفسه يا نااااااااااااس، وبهذا نقضي على مشكلة العنوسة، مش قلتلكم الغرض نبيل.
نداء عاجل
إلى عزيزي ضابط الأمن لا تتعجب من اصفرار لون وجهي عند طلبك رؤية البطاقة الشخصية الخاصة بحضرتي، فأنا أقر واعترف بأنه ليست لدي أي سوابق في أقسام البوليس رغم أن صورتي تدل على إني رد سجون مخضرمة والتخشيبة بيتي الثاني الذي به ترعرعت وكبرت وأتعلمت إن الأيد البطالة نجسة والسرقة أم الفنون. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|