CET 00:00:00 - 07/09/2009

مساحة رأي

بقلم: فاضل عباس
 بعد العملية الفاشلة لاغتيال نائب وزير الداخلية السعودي من قبل تنظيم القاعدة الإرهابي، فقد أصبحت الحاجة ماسة الآن لوقف تمويل الإرهاب بجهد جماعي من قبل جميع الدول، وتمويل الإرهاب عملية يحظرها القانون الدولي وبالتحديد الإتفاقية الدولية لقمع تمويل الإرهاب لسنة 1999: والتي تفرض على الأطراف فيها "اتخاذ خطوات قانونية لمكافحة تمويل الإرهابيين، بشكل مباشر أو غير مباشر، ومواجهة الجماعات التي تدّعي السعي إلى غايات خيرية أو اجتماعية أو ثقافية، أو تشجع أنشطة غير مشروعة مثل الاتجار بالمخدرات أو تهريب الأسلحة؛ وهي تُلزم كذلك الدول بتحميل من يموّلون الإرهاب مسؤولية جنائية، ومدنية، وإدارية".

وبحسب المادة 2 من هذه الاتفاقية يرتكب جريمة بمفهوم هذه الإتفاقية كل مَن: "يقوم بأي وسيلة مباشرة أو غير مباشرة وبشكل غير مشروع وبإرادته، بتقديم أو استخدام أموال بغية استخدامها أو وهو يعلم أنها ستستخدم كليًا أو جزئيًا للقيام بـالتسبب في موت أي شخص مدني أو أي شخص آخر".

لذلك فإن الشق القانوني واضح في مكافحة الإرهاب وتمويله ولكن المطلوب هو تعاون الدول العربية والإسلامية في مكافحة تمويل الإرهاب، وفي كل مرة يتم القبض على مجموعة إرهابية يتم ضبط كمية كبيرة من الأموال معهم ولذلك فمطلوب منا معرفة مصادر هذه الأموال؟ وليس فقط ضبط الأموال، فمعرفة المصدر وضبطه هو أهم من ضبط الاموال فقط، فهذا التمويل هو السبب اليوم في هذه الأعمال الإرهابية في العراق وافغانستان، فلا يمكن اعتبار تفجير المساجد والحسينيات عمل مقاوم ضد الاحتلال!! فقتل المدنيين عن طريق الإنتحاريين في الشوارع ليس له علاقة بالمقاومة فهو يلحق الضرر بالمواطنين وليس جيش الإحتلال، ومن هنا تكمن أهمية ضرورة وقف تمويل الإرهابيين.

وقد أشارت مصادر غربية إلى أن جهات عربية محددة تمول الإرهاب لذلك يجب أن تأخذ هذه التصريحات بعين الاعتبار ويكون عامل لتوحيد جهود أجهزة مكافحة الإرهاب لوقف قتل المدنيين في شوارع بغداد وكابل، كما أن أحد أهم مصادر تمويل تنظيم القاعدة هي المخدرات، ولذلك فإن وقف تجارة المخدرات يساهم بتحقيق أهداف مزدوجة واحدة منها وقف تمويل الإرهاب.

ومن المؤسف أن هناك دولاً تساعد الإرهابيين بل وتُمرر التمويلات المالية لتنظيم القاعدة داخل أفغانستان من خلال هذه الدول، وتم ضبط العديد من الخلايا الإرهابية ومعها الأموال التي تُرسل عن طريق هذه الدول، ولكن المشكلة هنا مزدوجة فبعض الدول تعاني من ضعف أمني وتحتاج إلى مساعدة دولية ودول أخرى تدعم الإرهاب لحسابات إقليمية وسوف يأتي اليوم التي تنكوي فيه بنار هذا الإرهاب.
إن العملية الفاشلة في السعودية يجب أن تشكل حافزًا لوقف تمويل الإرهابيين وعدم التبرير له تحت أي ظرف.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق