CET 00:00:00 - 07/09/2009

أخبار وتقارير من مراسلينا

• الأقباط والمصريون لهما معنى واحد، فالكلمة لا تدل على الديانة وإنما تدل على الجنسية.
• الخليفة المأمون قتل أهالي البشموريين بالسيف ونهب مساكنهم وأحرقهم بالنار.
كتب: عماد توماس - خاص الأقباط متحدون

أصدر الباحث الدكتور "جمال أبو زيد" كتاب "المسيحيون وثوراتهم ضد الحكم العربي" وهو كتاب يحقق فيه الباحث ما جاء بكتاب "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" لتقي الدين المقريزي (845 هـ - 1441 م) الذي نشأ بالقاهرة ودرس في الأزهر وتخصص في دراسة الفقه والحديث وعلوم الدين وبرع في الأدب وأجاد النثر.
اعتبر المحقق الدكتور أبو زيد أن هذا الكتاب هو صفحة من تاريخ القبط، ورأى أهمية تحقيقه لصلته بتاريخ مصر الوطني، ولأهميته كمصدر موثوق به يغطي هذا الموضوع الدقيق الذي تشح فيه المصادر.
وتمنى أن يحظى بتقدير القارئ، وأن يفتح الطريق أمامه لتوسيع مجال إطلاعه واكتشاف المزيد من العلوم من خلال البحث والقراءة المستمرة، خاصة كتب التراث لأن المعرفة سلسلة متصلة لا يستطيع إنسان بمفرده أو من مصادر محدودة أن يلم بها مهما كانت درجة معرفته وعلمه.
يتميز هذا الكتاب -كما يذكر المحقق- بمادة قد لا يجد لها القارئ مثيلاً في مصدر آخر مما يغري على قراءته رغم الآراء والأفكار التي يطرحها والتي قد يختلف بداهة معها. ويرحب المحقق بكل فكر أو رأي مهما كان متباينًا حيث أن الهدف المشترك هو الحقيقة والرأي الصائب.

* محتويات الكتاب:
باحث مسلم يُحقق في ثورة الأقباط ضد الحُكم العربييتحقق الكتاب من عدة موضوعات شائكة منها (دخول النصارى في طاعة المسلمين، أول جزية أخذت من الرهبان، ثورة القبط في الحوف الشرقي وفي الصعيد ومنود ورشيد وسخا وثورة البشموريين وثورة القبط في ولاية موسى بن علي بن رباح، وتحويل العرب الكنائس إلى مساجد ونهب النصارى وحرق الأديرة،  اضطهاد الأقباط في عصر المتوكل، وفرض الجزية، واضطهاد النصارى في عصر الملك المنصور قلاوون، وضرب عنق النصارى، واختفاء النصارى من الطرقات ‏وتخريب الكنائس ونهبها).
وأوضح المحقق أن الأقباط والمصريون بمعني واحد، فالكلمة لا تدل على الديانة وإنما تدل على الجنسية والأقباط جمع شائع للكلمة الأصلية وهي الصحيحة "قبط" واستعملت كلمة قبط لأول مرة في أوروبا في القرن السادس عشر الميلادي للدلالة على سكان مصر المسيحيين.

* ثورة البشموريين:
يتحقق الباحث من ثورة البشموريين وهس نسبة إلى البشمور -كورة بشمال الدلتا بمصر سكانها أقباط وبها قرى وريف وحدائق وكباش ليس في جميع البلاد مثلها عظمًا وحسنًا تعرضت للنهب والحرق والقتل-  فيقول المحقق: "أمر المأمون الأفشين بأن يهاجم البشموريين وكان ذلك في ليلة الجمعة الليلة التاسعة من محرم فلم يقدر عليهم لمناعة منطقتهم المحاطة بالمياه، وكانوا يقتلون من جنوده كل يوم عددًا كثيرًا كما حدث من قبل. فأرسل الأفشين إلى المأمون مرة أخرى فسار الخليفة بجيشه ليحارب البشموريين أيضًا وأمر أن يجمعوا كل من يعرف طرق ومسالك مناطق البشموريين، فجاء عدد من أهل المدن والقرى المجاورة لهم ومن كل الأماكن ومن أهل تندا وشبرا وسنباط وعملوا مع المسلمين كدليل إلى أن سلموا لهم البشموريين فهلكوهم وقتلوهم بالسيف ونهبوهم وأخرجوهم من مساكنهم وأحرقوها بالنار.
ولما رأى المأمون كثرة القتلى أمر جنوده بأن يتوقفوا عن قتلهم، ثم أرسلهم في طلب رؤسائهم وأمرهم أن يغادروا بلادهم غير أنهم اخبروه بقسوة الولاة المعينين عليهم وأنهم إذا غادروا بلادهم لن تكون لهم موارد رزق إذ أنهم يعيشون من بيع أوراق البردي وصيد الأسماك.
وأخيرًا رضخ الأبطال للأمر وسافروا على سفن إلى أنطاكية حيث أرسلوا إلى بغداد وكان يبلغ عددهم ثلاثة آلاف، مات معظمهم في الطريق أما الذين أسروا في أثناء القتال فقد سيقوا كعبيد ووزعوا على العرب، وبلغ عدد هؤلاء خمسمائة، فأرسلوا إلى دمشق وبيعوا هناك".
وأمر المأمون بالبحث عمّا تبقىَ من البشموريين في مصر وأرسلهم إلى بغداد -عاصمة الدولة العباسية آنذاك- حيث مكثوا في سجونها. ثم أطلق سراحهم شقيق المأمون وخليفته إبراهيم الملقب بالمعتصم، وقد عاد البعض إلى بلادهم وبقى البعض الآخر في بغداد. وعندما أحرز المأمون النصر سنه 832 م مكث شهرين في مصر ثم ذهب إلى بغداد ولم يعش غير عده شهور وتوفى في خريف833 م، ثم تولىَ الخلافة أخوه المعتصم فأطلق البشموريين من السجون، ربما لشعوره بالذنب مما فعله الولاة تجاههم".

* اضطهاد الأقباط في عصر المتوكل:
تحقق الباحث من اضطهاد الأقباط في عصر المتوكل-أبو الفضل جعفر المتوكل على الله بن المعتصم بن الرشيد بن المهدي (205-247 هـ) هو الخليفة العباسي العاشر– الذي أمر أهل الذمّة: بعمل رقعتين على لباس رجالهم تخالفان لون الثوب، قدر كلّ واحدة منهما أربع أصابع، ولون كلّ واحدة منهما غير لون الأخرى، ومن خرج من نسائهم تلبس إزارًا عسليًا. 
وأمر بهدم بيعهم المحدثة وبأخذ العشر من منازلهم، ونهى أن يستعان بهم في أعمال السلطان، ولا يعلمهم مسلم، ونهى أن يظهروا في شعانينهم صليبًا، وأن لا يشعلوا في الطريق نارًا، وأمر بتسوية قبورهم مع الأرض، والاقتصار في مراكبهم على ركوب البغال والحمير دون الخيل والبراذين. ‏

صدر الكتاب عن دار نشر ومكتبة الحرية، وقام بمراجعته الأستاذ الدكتور أنطون يعقوب ميخائيل.  

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٥ صوت عدد التعليقات: ٢٢ تعليق