بقلم: زهير دعيم
كثيرا ما سمعت من يتساءل ، وهو تساؤل مشروع ؛ لماذا الله في المسيحية لم يسمح إلا بزوجة واحدة فقط ، في حين أن اليهودية او بالأحرى اليهود ومنهم الملوك وحتى الأنبياء اقترنوا بالكثيرات ، كما إن الإسلام سمح بالمثنّى والثلاث والرُّباع وما ملكت اليمين ؟!!
ولم اجد صعوبة في الردّ ، وكيف اجد والكتاب المُقدّس يحكي بوضوح ، وكذا المنطق البشريّ.
فها هو الربّ الإله بعد أن خلق كل شيء قال : " ليس جيّدًا أن يكون آدم وحده ، فاصنع له مُعينًا نظيره" .....معينًا ، عونًا ، مساعدا ، مشاركا وشريكا ، وايضا مساويا وشبيها .
وها هو السيد المسيح له المجد يقول : " من البدء خلقهما ( الرجل والمرأة ) ذكرا وأنثى "...وليسا بعد جسدين بل جسدا واحدا ...جميل هذا الجسد الواحد المندمج .
فمن هنا يثبت تماما أنّ الله أراد وقرّر وخطّط ان تكون زوجة واحدة لرجل واحد.وكذا المنطق والطبيعة ، فالإحصائيات تؤكّد ان نصف البشرية من الذكور والنصف الثاني من الإناث ..مناصفة تكاد تكون بالفرد والأفراد !!!.
أما ان يكون النبي داوود حسب الكتاب المقدس قد تزوج بأكثر من واحدة ، وهو الذي غنّى الله بأحلى القصائد والمزامير ، ورنّم له أجمل الترانيم ، وكذا الأمر مع ابنه سليمان والذي حباه الله بالحكمة ، فلا يقولنَّ احد أنّ هذا الأمر الهيّ ,او انّ الله أمره بذلك او سمح له وإنما هو قرار شخصي اتخذه.
انّ الزواج في المسيحية مُقدّس ، طاهر ، يبعد كثيرًا عن الجنس والشهوة ، فآدم في الكتاب المقدس عرف امرأته فولدت قايين وهابيل...
حقيقة الزواج في المسيحية يعني : الحبّ الذي يحمي ويعطي من ذاته ، ويبذل نفسه من اجل غيره .
ويعني المشاركة والأخذ والعطاء والاندماج في بوتقة المحبة السامية ليصبحا جسدًا واحدا .
ويعني المسؤولية والمشاركة والمشاطرة في الهموم والأحزان والأمراض والأفراح والشركة مع الله في علاقة جميلة ...ويعني ايضا بقاء الجنس البشري ، وأيضا وليس صدفة وضعتها في ذيل هذه الــ يعني ..إشباع الاحتياج الطبيعي ، الجسدي ، الشهوانيّ ، وهذا ليس عيبا ولكنه ليس بيت القصيد.
جميل هو الزواج _- واسأل مجرّب- الزواج المبنيّ على الصخر وعلى الاحترام المتبادل ، وعلى الطمأنينة ، فالقلق والخوف من الطلاق يزرعان الشكّ والقلقلة والريبة والمجهول ، فتنام المرأة وعيناها الى الآتي وفي السقف والى عيون زوجها وأفكاره وتصرفاته ومنديله !!!
أتراه قرّر أن " يُجدّد " شبابه ؟
أتراه " يغمز " بعينه ويزقزق او يريد أن يزقزق في عُشٍّ آخر ؟.
جاء في سِفر الأمثال :
" مَنْ يجد زوجة ، يجد خيرًا وينال رضاً من الربّ ".
الزوجة الفاضلة ثروة وكنز نفيس ونعمة إلهية.
الزوجة الفاضلة هدية السماء للرجل ..
اذًا واحدة فقط ، وفي كلّ الأحوال ، حتّى وان كانت المرأة عاقرًا ، فليس من العدل أن تُطلِّق المرأة العاقر ، في حين أن تبقى "الولود" على ذمّة الرجل العاجز ، العاقر !!!
اين العدالة وأين المنطق ؟! فالزواج ما كان ولن يكون حقلا للزراعة وماكنة للتفقيس ...كما ان الزواج في المسيحية واليهودية محصور ومقتصر على الأرض ، فلا زواج في السماء ولا حوريات ولا عذارى ...جاء في إنجيل الرسول متّى : "في ذلك اليوم جاء اليه صدوقيون الذين يقولون ليس قيامة فسألوه
قائلين يا معلم قال موسى ان مات احد و ليس له أولاد يتزوج أخوه بامرأته و يقيم نسلا لأخيه
فكان عندنا سبعة إخوة و تزوج الأول و مات و اذ لم يكن له نسل ترك امرأته لأخيه
و كذلك الثاني و الثالث إلى السبعة
و آخر الكل ماتت المرأة ايضا
ففي القيامة لمن من السبعة تكون زوجة فإنها كانت للجميع
فأجاب يسوع و قال لهم تضلون اذ لا تعرفون الكتب و لا قوة الله
لانهم في القيامة لا يزوجون و لا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء " .
إذن امرأة واحدة فقط في الأرض وصفر في السماء !!!
واحدة في الأرض ، نظير ، معين ، تقاسم الرجل المسؤولية والهموم والسعادة ...فمن أراد " بالجُملة " او اوكازيون " فما عليه إلا أن يفتّش في حارة أخرى ، وباب حارة آخر !!!
|